من الرواية:... تتلقفها النّسائم وهي تختال حتّى آخر الممر الطويل الذي لو نطق لسبقته تنهيدته وأمنيته ألّا تغادره «شمس» أبدًا، تبادرها «لولو» خادمتها الشّقراء لتفتح لها باب البهو الكبير اللّاهث شوقًا لاستراحتها المعتادة في قلبه بعد التّمرينات المُنْهِكة لأعوامها السّبعة عشر...
.. شعرها الذي يتماوج على كتفيها ويراود صدرها عن بياضه، ليكشف عن ملائكيّة وجهها محتضنًا نبعي خمرٍ وبهاء، عينين باهرتين؛ تضمّان الحلم والغواية، ينسدل جفناها دون إرادة.. نصف إغماضة كانت كفيلة بتعامد رموشها السّوداء الطويلة على عينها، كقضبان ظلٍّ لا يتولّد إلّا عن ضوئها الآسر.
إنّها الأميرة «شمس»، ابنة حاكم مملكة «أوسان» القحطانيّة العربيّة الغنيّة الممتدّة أطرافها في كلّ اتجاه.. الأمير «يشجب» الذي لا يتقاطع مع ابنته «شمس» في شيء من صفاتها، وبالرغم من أنّه لم يكن ملكًا، بل وصيًّا على مَلِكها الشّرعي «مالك» الذي كان عليه أن ينتظرَ عامَين حتّى يبلغ الحادية والعشرين بما تقتضيه شرائع المملكة، لم يكن له مناص من احتمال غلظة عمّه وجبروته.. فيما كان الملك الشّاب يقضي حياته في قلعة «تاريم» الكبيرة البعيدة عن العاصمة «ذات البهاء» الواقعة في منتصف المملكة كواسطة العقد.
تقع الرواية في 304 صفحات من الحجم الوسط موزعة على 11 فصلاً .