الولايات المتحدة طليعة الانحطاط
كيف نحضر للقرن الحادي والعشرين
بقلم: رٌوجيه غارودي.
نقله إلى العربية: مروان حموي.
( إضغط هنا لقراءة بداية الفصل الثالث )
تابع الفصل الثالث
الولايات المتحدة طليعة الانحطاط
وما هو أسوأ من ذلك ، في عصر تلعب فيه التقنية الاعلامية " وخاصة التلفزيون ، والالكترونيات والاعلام السريع " دورا حاسما في تكوين الرأي العام ، وتصدير الثقافة الجاهزة التي تغزو العالم كله ، مدمرة ثقافاته الخاصة ، ومسلسلات دالاس والديناصورات ، والمدمر ، ويوم الاستقلال وصرعة مادونا ، ورسوم روشنبرغ وكونينج ، وأفلام الكرتون الامريكية ومنافستها اليابانية التي لم يعد أبطالها " البلانش نيج " وإنما بوبي ودونالد و " الاحجار المتدحرجة " التي تغرق فينسيا باطنان من الاحجار وبأقذار الشوارع ، والزعيق ، والرعاع ، والدهماء ، وموسيقى الروك بشدة 120 سيبل ، ليفجر كل ذلك ، وبلا حياء ، شاشات التلفزيون والسينما والمدارس ، ولتجعل شبابنا ينسون أعمال رابليه وسرفانتس وشكسبير .
أصبحت مطاعم ماكدونالد والكوكاكولا والنوادي الليلية وديزني لاند رموز اللامعنى ، والنمطية في عالم كان قد أبدع الرمايانا ومسرح الند " دراما غنائية يابانية " وأصالة الرقص الافريقي ، أو الرقص الامريكي الاصيل ، و ملحمة جلجامش وأشعار رامبو.
هل ستعني " الحداثة " النسيان والاحتقار والجهل والضلالة لحساب الامية الثقافية، والثقافة الاخبارية والممكننة ؟
وهل سيجعلنا كهان وحدانية السوق ووثنية المال نقبل أن يتحول " الأطفال الذهبيون " الذين سرعان ما يبهت لونهم في أمريكا إلى حرس انحطاط ؟
هذه الحالة من الروح لم تتشكل فقط من واقع أن هذا الكوكب واسع وغني ، ولا من حقيقة أن أنهارا من الذهب جرت إلى أمريكا عبر الاطلسي بفعل الحربين الاوروبيتين ، بل لأن ذلك كله قد أوحى للطبقة الحاكمة الامريكية بفكرة الفردية بلا حدود " كما كانت بلادها ذات يوم بلا حدود " ، وكذلك من حقيقة أن الولايات المتحدة تعيش فوق مستوى طاقتها بفعل استغلال العالم كله كما جرى في الماضي ، إذ لم يكفها آنذاك ذبح الهنود وطردهم . ويترجم هذا الواقع نفسه بحقيقة أن الولايات المتحدة ، البلد الاغنى في العالم ، هو البلد الاكثر مديونية ، إذ يبلغ دينها العام 3000 مليار دولار ، كما أنها مدينة بمبلغ مماثل من الديون الخاصة ، أي ثلاثة أضعاف ديون العالم الثالث كله .
وليس اقل دلالة على انحطاط الروح ، من التقليد الذي يرجع إلى أيام مطاردة الهنود ، وهو امتلاك الاسلحة الفردية الخاصة ، وحتى الاوتوماتيكية منها ، والتي يبلغ عددها ، عدد سكان الولايات المتحدة .
وهذه الحالة نفسها نجدها لدى الشباب : وحشية العلاقات الإنسانية التي تظهر من خلال عدد الشباب الذين يقتتلون فيما بينهم مستخدمين الاسلحة النارية . وقد تحدث التقرير الاخير " لصندوق الدفاع عن الأطفال " ، وهو منظمة رئيسية لحماية الطفولة في الولايات المتحدة ، عن تصاعد الخط البياني لوفيات الأطفال بسبب استخدام الاسلحة النارية . وذكر أن هذا الخط يرتفع باستمرار لدى الاطفال والمراهقين . وقد قتل بين عامي 1979 ـ 1991 خمسون ألف أمريكي تقل أعمارهم عن سنة (9000 منهم أقل من 14 سنة ) بالرصاص والحوادث والجرائم المختلفة . وارتفع خلال نفس الفترة معدل المعتقلين المتهمين بالقتل أو محاولة الانتحار ، من الذين تقل أعمارهم عن 19 عاماً ، ليصبح 93 % وهم في غالبيتهم من الشباب الذين قتلوا أو جرحوا شبانا آخرين مثلهم .
وتشير الاحصائيات أن القتل يأتي في المرتبة الثالثة ، في أسباب موت المراهقين بعد الحوادث (التي لا يستخدم فيها السلاح) والسرطان .
ويقسم " تمييز اقتصادي " حقيقي أمريكا إلى قسمين . ففي هذه البلاد التي لا يأكل فيها طفل من أصل كل ثمانية حتى حدّ الشبع ، يستمر ارتفاع معدل وفيات الأطفال ، في الاحياء الاشد فقراً ، متجاوزا معدلات بلدان في العام الثالث مثل سيريلنكا وتشيلي وجامايكا وباناها .
وفي ظلال الكابيتول ، نواجه أحياء تقضمها كل أشكال الشرور المدينية : العنف ، والجنوح ، وآباء في سن المراهقة ، والبؤس ، وتدني مستوى المؤسسات التعليمية . الجميع فريسة الخمر ومختلف أنواع المخدرات القوية . وتملك واشنطن بالتأكيد أكبر ميزانية للمساعدة الصحية بين البلدان الاخرى ، إلا أن النظام الصحي يدلنا أن الولايات المبكرة متكررة بشكل خاص ، بما فيها الاجهاض بعد بداية الشهر الأول من الحمل ، وهو موعد بدء المساعدة الاجتماعية التي تقدمها الدولة . وبعد الخمسة عشر يوما التالية ، يواجه المرء نموذجا آخر من المشاكل ، إذ ليس هناك ما يكفي من النقود وبالتالي ، فليس هناك ما يؤكل . وقد جرى اقتحام القبو الذي يستخدم كقيادة عامة لـ " مشروع الأطفال الاصحاء " (مجلة " التضامن الجديد " 12 اكتوبر 1994) .
ومارس العنف المستوطن في هذه البلاد تخريبه ، حتى لأوقات الفراغ عند الشباب .
في عام 1972 ، أسس الدكتور ريلمان مع أصدقاء له في منظمة عيادات آشبيري المجانية، مؤسسة باسم " الروك ميد " ، أي طب الروك ، وهي مؤسسة طبية أعطت لنفسها واجب العناية الميدانية ، بالجرحى الذين يصابون أثناء حفلات الروك . وكتب الدكتور ريلمان ، وهو طبيب من كاليفورنيا الوصف التالي لنشاطه : " جعل فريق لارسن ، مدرجات ستاد ملعب كرة السلة في الجامعة الحكومية تهتز ، كانت أصوات أوتار الغيتارات تهدر كأنها ضربات تخبط الأرض التي غطاها موج هادر من الشباب ، ينضح منهم العرق ، ويرمي بعضهم نفسه فوق البعض الاخر " . وفي إحدى الغرف الخلفية كان الدكتور ريلمان ، وقد ارتدى قفازيه الطبيين ، يصنف الحوادث : " هذا هو شاب في الحادية والعشرين ، عاري الجذع ، وقد ظهرت آثار حديثة لعضات متعددة في الجمجمة . كانت ذراعه مكشوفه وعظم يده اليسرى مكسورا. وهذا شاب آخر ، منتصب القامة ويرتدي القميص الخاص بالاصلاحية الفدرالية ، وقد أصيبت عينه اليسرى بجرح دام " .
ويقدم الدكتور داف ، نفسه لزبائنه الجدد على أنه طبيب روك ، واختصاصي باسعاف الذين يتلقون ضربات مؤذية ، أو تشويهات أثناء حفلات الروك التي تجرى كل مساء . أما الأنوف المكسورة والكدمات ، وإصابات الالتواء والخلع ، فهي مشاهد عادية في هذه الامسيات . وأما الجروح ، والكسور الخطيرة ، فليست نادرة .
وفي أوروبا ، لا يسبب هذا النوع من الموسيقى عموما ، هذا الطوفان من العنف . ومع ذلك ، فعندما أقيمت الحفلة الأولى لموسيقى الروك في ودستوك ، وعند إقامة العرض الاخير لفرقة بينك فلويد في ساحة سانت مارك في فينيسيا ، تحول المشهد صباح اليوم التالي ، إلى مشهد مدينة قصفت بحاويات القمامة .
لن ننسى للحظة واحدة " أمريكا الاخرى " ، أمريكا امرسون وثورو ، وجون براون ، ولينكولن ، أمريكا التي ثارت ضد الرق . ولكن " أمريكا الاخرى " هذه لم تستطع أن تفرض رؤيتها . فثورو انسحب من هذا العالم بعد أن كتب " والدن أو الحياة في الغابة " ، انسحب كي يستمد من الطبيعة اتصالا مباشرا مع الله كما قال صديقه امرسون . ولن ننسى انه عاد إلى المدينة، ليكتب هناك كتابه " العصيان المدني " ، الذي قال عنه غاندي انه استوحاه . لقد تحول كل هؤلاء إلى هامشيين أو ثوار : ثورو التجأ في البداية إلى أعماق الغابة ، وعندما عاد إلى المدينة رفض أن يدفع الضريبة المتوجبة عليه ، لأنه " فقد وطنه " . أما ايمرسون فقد استمد حكمته من الباجاتادجيتا ، على نهر الغانج ، وليس من نهر الباتوماك الذي يخترق واشنطن . أما لينكولن فقد اغتيل من قبل " المؤسسة أو النظام " .
ولن ننسى السلالة السوداء العظيمة التي أبرزت لنا وجوها رائعة بدئا من دويوا إلى مارتن لوثر كينج ، هذا الوجه الجميل الكامن في أعماق أمريكا والذي تألق ، ابتداء من القرن العشرين مع انبعاث حي هارلم . لن ننسى الشهود الكبار من السينمائيين مثل فورد الذي أخرج " عناقيد الغضب " . ولا ذاك الذي تجرأ أن يفكك آليات مؤامرة اغتيال كينيدي ، ولا المخرج الذي أعاد تركيب مذبحة " الونددني " التي سحق فيها الجيش الأمريكي مقاومة قبائل " سيو " .
لكن ما يبرز اليوم ليطغى على جزر المقاومة البطولية هذه ، هو أقلام العنف والرعب ، بعدما حولت أفلام " الغرب الأمريكي " مئة عام من الابادة العنصرية إلى ملحمة بطولية .
ولن نستطيع أن نقول شيئا عن فلسفة الولايات المتحدة ، حيث خنق النظام صرخة الرجال ، بالوضعية والبراجماتية ، منحيا جانبا مشكلة الايمان ، وغايات الحياة .
ولن ننسى انجاز الراقصين الأمريكيين ، انطلاقا من تيدشون وروث سانت دينيس إلى مارتا غراهام ، الذي جددوا هذا الفن وجعلوه يقول ما قاله شكسبير ، كل في لغته . لكن هوليود فضلت أن تروج لفرد استر ، وجنجر روجرز ، لتمحو آثار هؤلاء العباقرة .
لنتذكر أخيرا أولئك الكتاب " الملعونين " ، بدءا من ادغار ألن بو ، الذي وجد نفسه مضطرا للهروب من عالم لا يحتمل العيش فيه إلى " فراديس مصطنعة " ، والى أشعار مضيئة كالجواهر السوداء في ليل بهيم ، أو أولئك الذين عكسوا بمهارة صدى العالم " الحقيقي " مع روايات توماس وولف ، أو من خلال زعزعة أسس حياة تحولت إلى مصيدة من " الضجة والغضب " ، بحروبها وتمييزها العنصري كما صورها وليم فولكنر .
لن ننسى أبدا شيئا مما حمله وانتزعه منا هذا الزحف الحاشد نحو الذهب الذي نشر الخراب والدمار في أرجاء الأرض وحنايا الإنسان .
إن شعبا بلا ماض ، لا يستطيع أن يعطي إلا فنا بلا جذور . وحدها المجتمعات المتجذرة تستطيع أن تعطي فنا حقيقيا . فخارج الفن الهندي الأمريكي ، الذي تحولت أعماله الخلاقة المبدعة إلى سبائك ذهب ، إذ أذابها الغزاة الذين لا يقدرون من هذه الروائع إلا وزن الذهب الذي تحويه . إنه فن المايا ، والأنكا والازتك ، أو ذلك الفن الاقدم الذي ترك لحسن الحظ شواهد من الفن المعماري الحجري ، والتماثيل ، نقول خارج هذا الفن ، نجد أن الابداعات الامريكية الوحيدة هي تلك التي حملت طابع الثقافات الاصلية :
ازدهار فن " البلو " ثم الجاز عن طريق زنوج لويزيانا . وازدهار " هارلم " في بداية القرن الحالي بشعرائه ، تلك المجموعة الاكثر حداثة من الفنانين الايطاليين الذين تجمعوا حول فرلينجتي ، في سان فرانسيسكو .
خارج هذه المحاولات البطولية ، التي يمكن أن نورد منها أمثلة متعددة أخرى ، أرادت القوة الاقتصادية الامريكية المتطلعة لتحقيق تفوق ثقافي يعطيها هالة وتبريرا ، أن " تتفرد " بالنسبة لأوروبا، عن طريق الرفض والقطيعة .
وهي قطيعة أعطت عنها أوروبا في الماضي مثالا ، عندما أفلست قيمها الخاصة . فقد نشأت حركات التجديد الاوروبي الكبرى في الثقافة الاوروبية ، نشأت دوما من التكامل مع الماضي والتفوق عليه .
وليس هناك " انفصال " يمكن أن يتحول إلى تجديد حقيقي دون تمثل الماضي . أما الذين يحاولون ، عبر عمليات الابتزاز والارهاب الفكري أن يجعلوننا نقبل ، وعلى الاقل ، عن طريق التجار والطبقة المترفة ، أسوأ الضلال الذي يزعمون انه " الحداثة " ، عليهم أن يتذكروا مصير رفض البورجوازية وسخريتها في القرن الملضي من تجديد الانطباعيين وأن لا ينسوا أن كل محاولات التجديد الكبرى ، قد عرفت في البداية نفس الحكم : البؤس . في هذا البؤس نفسه سقط رامبرانت بعد أن امتنع عن مداهنة الفلاماند الاغنياء ، وغرق إل غريكو ، قرنا كاملا في لجة النسيان لانه رفض أن يأخذ مكانه بين الرسامين المتملقين لنبلاء إسبانيا ، وكان قد أنجز معظم أعماله في معتزله في توليدو . أما مونيه ، فقد وقف في وجهه نقاد المؤسسة الذين دقوا ناقوس الخطر ، وقد أذاقوا الفنان المجدد الامرين . هذا هو جول كلارتي يتحدث في كتابه " الفنان " ، عن هذا الطراز الوضيع الذي لا أعرف من أين التقط . أما ابنة تيوفيل غوتييه فتحدثت في كتابها " الاستراحة " عن هذا الغوريلا الأثني ، وتبعها ادموند آبو في كتابه " يوميات صغيرة " صائحا: رحمة الله على السيد مانيه .. فقد لقيت لوحاته ما تستحق من السخرية .
لقد نسوا أيضاً نسخ لوحة " فينوس دوربين " لتيتيان التي نسخها مانيه عام 1856 ، والتي علقت في قصر الاوفيس في فلورنسا ، قبل أن يحول عام 1963 الربة إلى مومس بلغة جديدة من الاولمب الخاص به ، مما أثار غضب الإمبراطورة أو جيني .
لقد نسوا فان غوج ، وما أداه لاساتذه الفلاماند ، عندما رسم لوحة " آكلوا البطاطا " ، ناقلا الرسم من السماء إلى الأرض ، ومكتشفا بعد ذلك ـ في باريس ـ اللون القادر أن يتحدث عن الالم ، تحف به ألوان الشمس .
أما المجدد الاكبر بين التكعيبين الذي نسى اسمه بسبب حياته القصيرة بالنسبة لمعاصريه الذين عاشوا بعده ، مثل براك وبيكاسو ، ونعني به جوان جري ، الرائد الحقيقي للمدرسة التكعيبية التي أثرت في كل ما تلاها من مدارس فنية . فقد قال : تستند قيمة الفنان إلى كمية الماضي الذي يحمله بين جناحيه .
لقد رسم ماتيس تحت تأثير انجرس ، أما بيكاسو فقد كان بسهولة بوسان جديد . أما رنوار فقد درس جيدا لوحة " الفطور على العشب " ، قبل أن يرسمها معارضا بها لوحة " احتفال الحقل " ، لجيورجياني ، مسجلا ولادة الرسم الجديد .
وقبل أن يصبح ماتيس ، وماركيه ، مكتشفين أصيلين ، تعلما مهنتهما في مرسم جوستاف مورو الذي لم يكن أقل حذلقة في رسومه لفيكتور هوغو من بونا في لوحاته للوزراء أو بوجرو في لوحاته عن لهو الحوريات . أما الرسام بوفيه ، فقد اختصر تقييم سوق الفن بكلمات : " إن الجهالة في الرسم أمر واقع : فبقدر ما تكون جاهلا بقدر ما تتقدم " .
إذن لا ضرورة لأن يتعلم المرء ، كيف يصور ، أو يرسم . المهم هو أن يدهش عبر خدعة جديدة (هكذا كانت اللوحات " الجاهزة " لمارسيل دوشامب ) . وكما يحدث لموا التنظيف في محلات السوبر ماركت ، فالمهم هو الجدة بأي ثمن ، لأن المعايير مالية بحتة ، ولا دخل للجمالية فيها.
إن المعيار الوحيد هو مخالفة المألوف ، الذي يستطيع أن يجذب تفاخر الزبائن المؤقت ، ويحضر استراتيجية التبذير للدخول إلى " سوق الفن " ، استراتيجية عبر عنها أحد التجار بقوله : يجب علينا أن نقدم للأمريكي ـ وبكل الوسائل ـ ، فكرة شيخوخة العمل الفني . ويجب أن يتعلم جامعوا اللوحات ، وضع اللوحات القديمة في حاويات القمامة ، شأنها في ذلك ، شأن السيارات والثلاجات القديمة ، عندما يحل محلها لوحات وسيارات وثلاجات من طراز أحدث .
لا يحدث مثل هذا الموقف ، إلا عندما قيم الماضي ، كما حدث في الحرب 1914 ـ 1918 ، هذه الفترة الشاذة الدامية من بين كل الحقب ، والتي دفعت بالغزاة والمغزوين ، ثلاثين عاما إلى الوراء ، وبذرت بذور كل الانظمة الفاشية . ومن قبيل السخرية بالصروح التذكارية لتخليد أموات الحرب ، قام السيرياليون بتدشين مبولة عامة في قلب باريس ، وقام مالفيتش في الطرف الاقصى الثاني من أوروبا بعرض لوحة " مربع أبيض على أرضية بيضاء " ، لكي يرمز إلى انتحار الحضارة والفن الذي يزعم انه يعبر عنها .
وعندما أعلنت الحرب كتب فلامينك ، معبرا عن انهيار العالم ، وأخلاقه ودينه وفنه : عندما انهيت خدمتي العسكرية ، أعلنت ثورتي ضد القناعات قصيرة النظر لمجتمع خاضع لقوانين أنانية وضيقة . وقد دفعتني الحاجة للتعبير عن هذه الثورة إلى الكتابة والرسم . كانت أقل صدمة كافية لأن تفجر هذه المشاعر .
لقد فتح الرسم لي متنفسا ، وحالة من الثبات ، وبدونه ، أي لو لا هذه الموهبة ، لساءت حالي . إن ما لم أستطع أن أفعله في الحياة ـ كأن أفجر قنبلة مثلا مما كان سيقودني إلى حبل المشنقة ـ حاولت أن أحققه عن طريق الفن ، فن الرسم . ورضيت حينها عن ارادتي في تدمير قناعات قد شاخت ، و" أن أعصي " كي أخلق عالما آخر . هكذا كان الغضب الصافي وكانت حركة " الوحشيين " .
وبعد سنوات عدة ، وبزعم أنه يدفع هذه المغامرة ـ حسب تعبيره ـ إلي أقصاها لم يحتفظ جاكسون بولوك إلا بالمظهر التقني لهذا التجديد ، ولما لم يكن لديه شيء يقوله عبر هذه اللغة الجديدة ، فقد أكد أنه " يعطي الصدفة مكانا بارزا وأساسيا ، فيمكن للمرء مثلا أن ينقط من عبوات دهان مثقوبة فوق قماش مفروش على الأرض حتى ينتج لنا لوحة .
تم حصار السوق بهذا الانتاج ، وتحدث النقاد بزهو عن مدرسة جديدة هي مدرسة " الانطباعية التجريدية " ، وعن التقنية الجديدة في " التنقيط " . وقد وصلت أثمان هذه السطوح الجعدة إلى أرقام غير معقولة .
وكي نعطي فكرة عن دور الفن في لعبة " الثقافة الحالية " التي خلقها البنك العالي ، والذي اجتذب كل قطاعات الحياة الاجتماعية ، نورد المثال الذي أورده دومسك في كتابه " فنانون بلا فن " : في عام 1991 ، وفي صالة الفن العالمي الشهيرة " كريستي " ، عرضت للبيع لوحة للرسام كونينج ، الذي يعتبر مع بولوك وماذورل الممثلين الاكثر اتباعا لهذه المدرسة " الانطباعية التجريدية " ، بسعر 000 , 868 , 44 فرنك ، وفي نفس الوقت عرضت اللوحات التالية بالاسعار المقابلة لها:
لوحة لرافاييل 000 , 688 , 8 فرنك .
لوحة لتيتيان 200 , 725 , 5 فرنك .
لوحة لإل غريكو 920 ، 106 ، 12 فرنك .
لوحة لاتور 000 ، 995 ، 4 فرنك .
وعرضت لوحتان لفيرونيز ، الأولى بسعر 000 ، 050 ، 6 والثانية بسعر 000 ، 476 ، 5 فرنك . كما عرضت لوحتان لبوسان الأولى بـ 000 , 540 , 1 والثانية بسعر 000 ، 320 ، 1 فرنك . كما وقعت عملية مالية أكثر وضوحا ، لتكرس " انتصار الفن الأمريكي " ، (وهو عنوان كتاب لساندلر 1990) ، عندما نجح روشنبرغ مدفوعا برغبته في إخضاع السوق الاوروبية لسوق نيويورك بالتعاون مع التاجر ليوكاستيللي ومن خلال خطط خاصة بمثل هذا النوع من العمليات ، أن يحصل على جائزة بينالي فينيسيا عام 1964 .
ويستحق فن البوب " البوب آرث " الذي راج في حينه أن يختصر : ففي عام 1917 ، أرسل الرسام الفرنسي مارسيل دوشامب إلى جمعية " الفنانين المستقلين " ، مغسلة (وفي الحقيقة مبولة) ، كجواب على لا معقولية العالم . فكل شيء لا معنى له ، وفي المقدمة : الفن .
وكان هذا الموقف أساس الحركة الدادائية عام 1919 ، التي تبرز خواء وبطلان المجتمع . وكرر دوشامب احتجاجه بعجلة دراجة وضعت وفوق تابوريه مع حمالة صحون ، ومشط صدئ .
وقد أعطى رد الفعل هذا ضد لا معقولية الحرب والعالم ، بالتضافر مع روشنبرغ ووكليه التجاري المتجول ليوكاستيللي ، وتحلل المجتمع الامريكي المزدهر اقتصاديا ، إلى ولادة الفن " الجاهز " و " ألبوب آرت " . أما الجدة التي استخدمت ، بعد سبعين عاما من التأخر ، فلم تكن إلا " خدعة بهلوانية " للإعلان عن بداية حقبة ، وليجعلا منها " مدرسة " و " أسلوبا " .
وقد ألصق روشنبرغ على قطعة من القماش عصفورا ملفوفا بالقش بصحبة ماعز ، بدعوى العودة إلى الواقعية العارية .
ولم يكن هذا التصدير لتفكك الفن ، كما هو تفكك المجتمع الامريكي ، إلى أوروبا يشكل فقط جهدا رئيسيا لتحويل السينما من فن إلى صناعة ، بل قدم نمطا من الحياة ، يبدأ بعنصرية " الغرب الامريكي " ، حيث نجد أن " الهندي الطيب " ، هو الهندي الميت ، أو المتعاون مع الغزاة ، وينتهي بأفلام الرعب التي تصور وفق تقنية مصطنعة " للمؤثرات الخاصة " ، التي تعتبر من خصائص هوليود ، ثم أفلام العنف مع مئات الطلقات النارية في الساعة الواحدة ، ليترجم ذلك كله تحلل شعب ، وحضارة ، وفن .
وكانت إحدى تبعات هذا الدنس الثقافي القادم من الولايات المتحدة ، طليعة الانحطاط ، أن رفع هذا التخريب الهمجي للفن إلى مستوى " الفنون الجميلة " . وهكذا كان حال أعمدة بورن في القصر الملكي ، وتغليف : الجسر التاسع " الذي نفذه كريستو .
ففي 13 أيلول 1982 ، بدأ تغليف الجسر بـ 43000 متر من الكتان غير القابل للاحتراق وبـ 11000 متر من الحبال . إنه عمل ذهبي .. إنه أمر متميز . وكما قال الكاتب فيركور ، " كأنك تذهب إلى أثينا كي تستمتع بمبنى البانتيون فتجده مغلفا " . ولن تكلف هذه المهزلة دافعي الضريبة الباريسيين إلا 19 مليون فرنك .
وقد خسر كريستو، ضيق النظرة ، نقطة امام بورين ، الذي نجح في نهب ما قيمته 22 مليون فرنك من أجل معرض لأجزاء من أعمدة مخططة في ساحة الشرف في القصر الملكي .
سواء جاء هذا الامر من اليسار أو اليمين فانه يتابع منطق معاداة الثقافة بثبات : تشويه باريس تحت التأثير المشترك لوباء المنطق الامريكي ، وأرباح المضاربات في المشاريع المثقلة بالاعمال.
مارس الفن دوما ، وظيفة كبرى داخل الحضارات ، وهو ملتصق بشكل حميمي بالحقيقة والواقع ، ولكنه يلعب فيها دورا محركا ، مثل دور الايمان عندما يكون أصيلا .
ويقدم الفن للإنسان صورته نفسه ، أو صورة العالم ، اللتين لا تستطيع رؤيته العادية أن تلتقطهما.
وكي لا نورد لا إلا مثالا واحدا من الأمثلة الشهيرة ، ونعني بذلك الاكثر " توسطا " بين النكرات ، سنكتفي بالاشارة إلى مثال آندي فارول ، باعتباره نموذجيا . فقد استخدم في تقنيات النشر ، طريقة الطبع على الخشب ، مغيرا ألوان الحبر كي يضاعف لوحات البورتريه ـ روبوت لمارلين مونرو .
نحن هنا أمام نقيض الفن ، لا شئ يحمل الحقيقي الذي في داخله ، بل العكس ، يلصق بواسطة أدنى مستوى من ميكانيكية الاعلان التكراري ، حيث يكون الإنسان فيه غائبا . إنه يحمل نفس العنوان مثل " الكوكاكولا " و " ماك دونالد " .
وقلة من النقاد تجرأوا على قول : " إن الملك عار " .
عندما رعى مركز بوبورج (مركز جورج بومبيدو في باريس ) معرضا استعاديا ، قيل إنه جذب 800 ألف زائر ، وهو رقم يقترب من الارقام القياسية التي سجلها زوار مخازن " برينتامب " في فترة عيد الميلاد .
وبالمقابل ، يتكلم النقد الذي يتناول فن الخواء هذا ، والذي تدعوه المجلات المختصة " بالفن المقزم" ، يتكلم عن العمل الفني أقل مما يتكلم عن أهداف الفنان ، الذي يمنحونه الالقاب الاكثر فخامة : الفورتيسيزم ، الاورفيزم ، جماعة كوبرا ، رسم تجريدي .. إلخ ، بينما كان ما عرض علينا مجموعة من أعقاب الزجاجات ، أو كبة امتزج فيها الصوف بالخيوط وسموها سجادة .
لا شيء في هذا القرن يهدف إلى الايقاظ ، إنما إلى التخدير ، كما يجري في حفلة موسيقية تعزف ألحانها بقوة 130 ديسبل (بينما تصبح الاذن فيزيولوجيا صماء انطلاقا من سماع صوت شدته 90 ديسبل) . ودون التطرق لمسألة القيمة الموسيقية ، فإن سوناتا لشوبان تعزف بمثل قوة الصوت هذه سينتج عنها نفس الخدر في الوجدان والروح النقدية ، وخاصة إذا ما أضيف إليها المؤثرات الضوئية المنسقة التي تغمر الصالة لزيادة التأثير المخدر .
وتعاني الهندسة المعمارية نفس الوضع اللاإنساني ، بدلا من أن تكون إغناء لحياة المجتمع ، الذي يعيش في عالم يرفع فيه " البونكس " عبارة " لا مستقبل " ، مكتوبة على قمصانهم . ففي الشارع نفسه " شارع بوبورج " الذي تنتصب في أفقه كنيسة نوتردام ، تبرز أنابيب ملونة توحي وكأن المرء يشاهد مصنعا لمعالجة النفايات .
هذا الوسواس ، وسواس التجديد من أجل التجديد ، يقود في كل الاصقاع ، إلى الغاء فكرة التجديد من حضارة الإنسان .
إن حداثة البوب آرت ، و " الموجة الجديدة " ، و " الرواية الجديدة " ، كلها زائلة ، شأنها في ذلك شأن انتشارها الفوري ساعة ولادتها . ويحمل التجديد في كل هذه الميادين قاسما مشتركا ، مع الاقتصاد المسيطر . وقد وضع أحد الخبراء مسألة التجديد هذه على الشكل التالي : إن ما هو ضروري إفراغ المسألة الفلسفية من الغائية . (ميشيل ألبرت ـ الرأسمالية ضد الرأسمالية).
هكذا ولد ما دعاه جيل ليبوفسكي بـ " فن الخواء " .
لكن هذه الجريمة ليست جريمة الشعوب إنها جريمة المؤسسات والقادة ، فليس هناك إطلاقا شعب سيئ ، إنما هناك شعوب مخدرة .
فالشعب الألماني الذي قدم هذا العدد الهائل من المبدعين العباقرة في مجالي الثقافة والإيمان ، فأغنوا حياتنا ، هو نفسه الذي حُشر خمسة أعوام داخل تعاويذ الموت .
تميل الديماغوجيا ، التي تتحدث عن " الشعب المختار " ، لجعل الامريكيين ينسون ماضيهم ، من أجل متابعة استخدامهم ، عن طريق " الفاليوم " الجماعي المتمثل بالتلفزيون والسينما والصحافة ، في مغامرات جديدة لمجموعة " الصناعة ـ العسكر " ، التي تتعاظم قوتها وغناها على حساب البؤس ، وعن طريق الهيمنة العسكرية والاقتصادية على العالم .
إن نفاق سادة القارة يجسد استمرار مأساويا منذ أن كتب كريستوف كولومبوس إلى ملك إسبانيا : " إن الذهب هو أثمن الممتلكات طرا ، ومن يمتلكه يمتلك كل شيء يحتاجه في هذا العالم ، وكذلك هو وسيلة لإنقاذ الارواح من المطهر " . إنها استمرارية تمتد حتى زمن رونالد ريغن .
ادعى رونالد ريغن أن ازدهار الولايات المتحدة وقوتها ، برهان على أن الأمريكيين " أمة باركها الله " . وقد تجرأ رجل دين إسباني فأعتبر هذا الكلام تجديفا، لأن غنى وقوة الولايات المتحدة ، لم يأتيا من مباركة الإله ، بل من استغلال العالم ، والعالم الثالث بشكل خاص ، عن طريق التبادل غير المتساوي ، والاستيراد القهري للمنتجات الأمريكية ، وغزو الرساميل بالمليارات ، وانخفاض الأجور، ومن خلال المكاسب الربوية " للقروض " .
هذا هو ميزان خمسة قرون من الاستعمار ، وخمسين عاما من بريتون دودز ومعه " مصرفه الدولي " ، وصندوق النقد الدولي ، ثم منظمة التجارة العالمية . إن علامة " الصليب " ما انفكت ترسم على مقابض السيوف ، وكأنها وثن من الذهب والموت .
هذا من ذاك ، ولا ينتج إلا من ذلك .
( إضغط هنا لقراءة الفصل الرابع والخامس )
هوامش الفصل الثالث:
ـ توكفيل (1805 ـ 1859 ) ، كاتب وسياسي فرنسي ، درس في الولايات المتحدة نظام العقوبات فيها ، وعاد إلى فرنسا بكتاب سياسي هام بعنوان " الديمقراطية الأمريكية ". عمل وزيرا للخارجية الفرنسية ونشر عام 1856 كتابا بعنوان " النظام القديم والثورة " .
ـ جاء في الاصحاح الأول لسفر يوشع :
" وكان بعد موت موسى أن الرب كلم يوشع بن نون خادم موسى . موسى عبدي قد مات فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب التي أنا معطيها لكم ، أي لبني إسرائيل ، كل موضع تدوسه بطون أقدامكم ، لكم أعطيته كما كلمت موسى ، من البرية ، ولبنان هذا ، إلى النهر الكبير، نهر الفرات ، جميع ارض الحثيين ، والى البحر الكبير . نحو مغرب الشمس يكون تخمكم … قال يوشع : بهذا تعلمون أن الله الحي في وسطكم ، وطردا يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والخويين والغرزيين والجرجاسيين والأموريين واليبوسيين " .
البيوريتانية Puritantaiasm ، أو الطهرية ، جماعة بروتستانية نشأت في انكلترا ونيوانجلند في القرنيين السادس عشر والسابع عشر . طالبت بتبسيط طقوس العبادة ، اتصفت بالتزمت الشديد.
ـ كوكلكس كلان : اسم يطلق على منظمتين إرهابيتين في الولايات المتحدة . نشأت الأولى عام 1866 ، في الجنوب الأمريكي عقب الحرب الأهلية ، ونشأت الثانية في القرن العشرين متخذة لنشاطها مناطق جغرافية أوسع . هدفت المنظمة الأولى للدفاع عن سيادة الرجل الأبيض وقامت بأعمال إرهابية ، بقصد إخافة السود من ممارسة حقوقهم المدنية والانتخابية ، عن طريق الضرب والتعذيب وإشعال الحرائق ، وأعمال الشنق بدون محاكمة ، وكان من أهدافها حماية المرأة البيضاء من رجس الرجال السود . واتخذ قادة المنظمة الإرهابية أسماء خرافية مثل : الإمبراطورية الخفية ، ساحر الإمبراطورية الأعظم ، والتنين الأعظم ، والجبار الأعظم .
تأسست المنظمة الثانية عام 1915 في جورجيا الأمريكية باسم فرسان الكوكلكس كلان . كانت عضويتها متاحة لكل أمريكي أبيض بروتستاني . لقيت الأزمة تأييدا واسعا مع الأزمة الاقتصادية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ، وازدادت المنظمة تزمتا وتعصباً للرجل الأبيض . وقامت بأعمال إرهابية ، فمارست الخطف والتهجير ، والجلد ، وإشعال الحرائق ، والتشويه الجسدي وبتر الأعضاء ، والقتل . بلغ عدد أعضاء المنظمة عام 1924 أكثر من ستة ملايين شخص .
وازدهرت المنظمة في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، رغم صدور تشريعات تحد من نشاطها ، وقد عمدت للإفلات من هذه التشريعات إلى اتخاذ أسماء مختلفة ، وقيادات جديدة ، وتاكتيكات جديدة .
ـ مارتن لوثر كينج (1929 ـ 1968) ، قس أمريكي أسود ، كان يعمل في سبيل توحيد السود في أمريكا واستخلاص حقوقهم . اغتيل عام 1968 ، وحاز على جائزة نوبل للسلام عام 1964.
ـ سيمون بوليفار (1783 ـ 1830) ، أحد أبطال الحرية في أمريكا الجنوبية . حرر فنزويلا وغرانادا الجديدة وأعلن استقلالهما عن الاتحاد الاسباني ، ووحدهما مع الاكوادور مشكلا " جمهورية كولوبيا الكبرى " ، حاول أن ينشئ اتحادا بين دول أمريكا اللاتينية .
ـ نعوم شومسكي : ولد عام 1928 لغوي أمريكي ، من كتبه : الإيديولوجيا والسلطة وردع الديمقراطية .
ـ بنيامين فرانكلين (1706 ـ 1790) ، أحد مؤسسي الاستقلال الأمريكي ، وعضو بارز في الحركة الماسونية الفرنسية ، له إنجازات علمية وصناعية وخاصة في ميدان الكهرباء .
ـ جورج واشنطن (1732 ـ 1799) ، أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية . خدم في الجيش الانكليزي في حرب السبع سنوات ضد فرنسا ، ثم قاد الجيوش الأمريكية ضد انكلترا .
ايروكواز : شعوب هندية كانت تسكن في جنوب شرق بحيرات إبرية ، وأونتاريو ، شكلت فيما بينها اتحادا كونفيدراليا باسم الأمم الخمسة . قاتلوا الفرنسيين حتى عام 1701 .
توماس جفرسون (1743 ـ 1926) ، الرئيس الثالث للولايات المتحدة ، يعتبر الواضع الرئيسي لوثيقة إعلان الاستقلال .
ـ جون كينزي آدامز (1767 ـ 1848) ، الرئيس السادس للولايات المتحدة (1825 ـ 1829).
ـ جيمس مونرو (1817 ـ 1825) ، رئيس الولايات المتحدة واضع ما اشتهر باسم مبدأ مونرو . يقضي هذا المبدأ بمنع أوروبا من التدخل في شؤون القارة الأمريكية ، ومنع إسبانيا من العودة ، معتبرا عودة الإسبان إلى القارة بمثابة تهديد لسلامة وأمن الولايات المتحدة .
ـ حرب الافيون (1840 ـ 1842) ، انفجرت بين الصين وبريطانيا، بعدما منعت الحكومة الصينية شركة الهند الشرقية من توريد الأفيون إلى الصين . وانتهت الحرب بمعاهدة نانكين 1942 التي أمنت لبريطانيا امتيازات كبيرة منها فتح خمسة موانئ وجزيرة هونغ كونغ أمام السفن البريطانية ، والسماح بقدوم البعثات التبشيرية إلى الصين .
ـ المحميات : مساحات من الأرض ، استثنيت من الاستيطان الأبيض ، ليسكنها الهنود الأمريكيون وكانت هذه المحميات تنشأ بعد عمليات الغزو . ويزود الهنود في هذه المحميات بمساكن ومساحات محدودة من الأرض لزراعتها ، ويوضع سكانها تحت مراقبة الحكومة . ابتدئ بتطبيق هذا النظام منذ بداية الفترة الاستعمارية في أمريكا . واعتبرت هذه الاجراءات عام 1786 سياسة وطنية . يدير المحميات إدارة الشؤون الهندية . وهي جزء من وزارة الداخلية . وفي عام 1924 أصدر الكونغرس قرارا باعتبار الهنود الذين يولدون داخل الولايات المتحدة أمريكيين .
ـ بيرل هارير : ميناء أمريكي في جزر هاواي ، وقد تعرض فيه الاسطول الأمريكي في المحيط الهادي إلى غارة يابانية مفاجئة ، في 7 كانون الأول 1941 . وقد اعطى تدمير الاسطول ، الرئيس الأمريكي الحجة للتدخل في الحرب العالمية الثانية .
ستالينغرد : مدينة روسية اشتهرت بصمودها البطولي في وجه قوات هتلر (الجيش السادس) ، وانتصارها بعد معارك ضارية بدءا من عام 1942 . ويعتبر انتصار ستالينغراد عام 1943 (شباط) ، نقطة تحول في مجرى الحرب على الجبهة الروسية .
الحركة الفاشية الايطالية : حركة سياسية سادت إيطاليا ما بين عامي 1922 ـ 1943 بقيادة موسوليني (1883 ـ 1945) الذي هزمت قواته في الحرب العالمية الثانية .
غزو الحبشة (1935 ـ 1936) ، شكل المستعمر الايطالي من الحبشة واريتريا والصومال ، ما عرف باسم أفريقيا الشرقية الايطالية . في عام 1941 ، دخلت القوات المشتركة الانجلو ـ فرنسية الحبشة وأعادت هيلا سيلاسي إلى السلطة .
ـ المارشال بادوغليو (1871 ـ 1956) ، حاكم ليبيا في ظل الاستعمار الايطالي (1928) ، ونائب الملك في أثيوبيا (1938) ، ورئيس الحكومة الايطالية بعد سقوط موسوليني . فاوض الحلفاء وعقد معهم هدنة عام 1943 .
ـ الجنرال بيتان (1856 ـ 1951) ، عسكري فرنسي ارتبط اسمه بانتصارات عديدة في الحرب العالمية الأولى . عين رئيسا للحكومة عام 1940 .وهي الحكومة المعروفة باسم حكومة فبشي . حكم عليه بالإعدام عام 1945 ، واستبدل بالنفي المؤيد .
ـ الاميرال دارلان (1881 ـ 1942) ، أميرال فرنسي تعاون مع الجنرال بيتان . وخلفه في منصبه عين في شمال أفريقيا بعد إنزال 1942 . اغتيل في الجزائر .
ـ الدمورو (1916 ـ 1978) ، رئيس الحزب الديمقرطي المسيحي في إيطاليا ووزيرا للخارجية . ورئيسا للحكومة الإيطالية مرتين ، اغتيل عام 1978 من قبل رجال المافيا الإيطالية .
ـ فرانكين روزفلت (1882 ـ 1945) ، رئيس الولايات المتحدة (1936 ـ 1944) ، عمل على اشتراك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية (1941) ، وضع خطة اقتصادية جديدة لتنشيط الاقتصاد الأمريكي .
ـ مؤتمر كازابلانكا : 1943 أو مؤتمر الدار البيضاء ، عقد بين روزفلت وتشرشل .
ـ مؤتمر يالطا 4 ـ 11 شباط 1945 على البحر الأسود . حضر المؤتمر كل من تشرشل ورزفلت وستالين لتنظيم أوروبا بعد الهزيمة الألمانية المرتقبة وحل مشاكل ما بعد الحرب ، وتجديد منطقة نفوذ الاتحاد السوفيتي في أوروبا .
ـ وارن هاردينج (1865 ـ 1923) ، سياسي أمريكي من الحزب الجمهوري ، أصبح رئيسا للولايات المتحدة (1921 ـ 1923) ، عرف بمناصرته لسياسة العزلة والحماية .
ـ هنري ديفيد ثورو (1817 ـ 1862) : كاتب أمريكي تأثر بامرسون والتراث الهندوسي والمثاليين الألمان . كتب نثرا متأثرا بشدة بلغة العامة . أشهر كتبه " والدن أو الحياة في العناية ".
ـ جورج مارشال (1880 ـ 1959) : جنرال أمريكي ، أصبح وزيرا للخارجية في عهد ترومان ، أعطى اسمه للخطة الأمريكية ، لإعادة بناء الاقتصاد الأوروبي الغربي .
ـ جيمس ترسلو آدامز (1878 ـ 1949) ، مؤرخ أمريكي ، من أهم كتبه مسيرة الديمقراطية.
ـ روشبنرغ : رسام أمريكي ولد عام 1925 جمع بين الانطباعية والتجريدية وفن البوب ، مستخدما النفايات والتصوير الفوتوغرافي ، والتكنولوجيا .
ـ كونينج ولد عام 1904 من أبرز رسامي المدرسة التعبيرية في أمريكا .
ـ رالف أمرسون (1803ـ 1882) فيلسوف أمريكي مؤسس مذهب التعالي في أمريكا من كتبه " ملامح الشخصية البريطانية " .
ـ جون براون (1800 ـ 1859) ، زعيم أمريكي ، أعدم شنقا بسبب دعوته السود لحمل السلاح ضد الاضطهاد الأبيض ، وإلغاء الرق .
ـ باجافا دجيتا :
ـ نهر الجانج : نهر ينبع من جبال الهملايا ويصب في الخليج البنغال وفي هذا النهر المقدس يغتسل الحجاج الهنود .
ـ نهر يوتوماك : نهر يمر بواشنطن ويصب في خليج شيزابك 640 كم .
دوبوا (1869 ـ 1963) ، عالم اجتماع وسياسي أمريكي ، ممن حملوا لواء الدفاع عن الزنوج في الولايات المتحدة . أسس حركة التضامن مع أفريقيا .
ـ موريس فلامينك (1876 ـ 1958) ، رسام فرنسي من رواد المدرسة الوحشية .
ـ جاكسون بولوك (1912ـ 1956) ، رسام أمريكي يعتبر أحد زعماء المدرسة التعبيرية التجريدية .
تيتيان (1488ـ 1576) ، رسام إيطالي . تأثر باستاذه جيورجيوني . ترك أثرا كبيرا على الفن الأوروبي .
ـ فيرونيز (1528ـ 1585) ، رسام إيطالي من أبرز رسامي مدرسة فينيسيا . اشتهرت رسومه بالحركة وغنى الألوان المشرقة .
تيد شون (1895 ـ 1958) ، فنان أمريكي مجدد اهتم برقص الرجال ، وأسس مع زوجته أسلوبا متميزا في الرقص .
ـ روث سانت دينيس : راقصة أمريكية مجددة في بداية القرن العشرين كانت تؤمن بالمصادر الروحية للرقص . وقد تأثرت بالرقص الديني في الشرق . تزوجت من تيد شون .
ـ مارتاغراهام : راقصة بالية أمريكية . إحدى رائدات الرقص الحديث في الولايات المتحدة .
ـ فريد استر : ولد عام 1899 راقص أمريكي ، اشتهر في الخمسينات عمل في السينما والتلفزيون .
ـ جننجر روجرز : موسيقي أمريكي اشتهر في أواسط القرن بمسرحياته الكوميدية الغنائية ، نقل عدد منها إلى السينما .
ـ ادغار آلن يو (1809 ـ 1849) ، شاعر وكاتب أمريكي يعتبر من أشهر كتاب القصة القصيرة .
ـ توماس وولف (1900ـ 1938) ، كاتب رواية ومؤلف للسيرة الذاتية .
ـ وليم فولكنر (1897ـ 1962) ، كاتب أمريكي اهتم بالتحليل النفسي والرمزية . استخدم الجنوب الأمريكي ميدانا لرواياته . حائز على جائزة نوبل .
ـ رامبرانت (1606ـ 1669) ، رسام هولندي يعتبر واحدا من أساتذة الفن الكبار في العالم .
ـ إل جريكو (1548ـ 1614) ، رسام إسباني في أعماله نبرة صوفية واتقاد روحي .
ـ ادوارد مانيه (1832ـ 1883) رسام فرنسي يعتبر أحد رواد المدرسة الانطباعية .
ـ ثيوفيل جوتييه (1811ـ 1872) : شاعر وروائي فرنسي ، يعتبر من أركان المدرسة البرناسية .
ـ ادموند آيو About (1828ـ 1885) ، عالم آثار وكاتب فرنسي له عدد من الروايات .لقي نجاحا كبيرا في زمانه .
ـ الامبراطورة أو جيني : امبراطورية فرنسا (1853ـ 1870) زوجة نابوليون الثالث .
ـ فان غوخ (1853ـ 1890) ، رسام هولندي يعتبر من أعظم الرسامين في كل العصور .
ـ جورج براك (1882ـ 1963) ، رسام فرنسي أسس مع بيكاسو المدرسة التكعيبية ، اشتهر برسوم الطبيعة .
ـ بابلو بيكاسو (1881 ـ 1971)، رسام ونحات إسباني ، يعتبر أغزر فناني القرن العشرين إنتاجا وأكثرهم إبداعا .
ـ جوان غري (1887ـ 1927) ، رسام إسباني عاش في باريس منذ عام 1906 ، التزم المدرسة التكعيبة منذ عام 1911 ، ويعتبر من روادها .
ـ جان انجرس (1780ـ 1867)، رسام فرنسي يعتبر أحد زعماء المدرسة الكلاسيكية الفرنسية.
ـ نيكولاس بوسان (1594ـ 1665)، رسام فرنسي تعكس معظم أعماله تأثير تيتيان ،عني بتصوير الموضوعات الدينية والرمزية .
ـ رنوار (1841ـ 1919) : رسام فرنسي ، يعتبر أحد أبرز ممثلي المدرسة الانطباعية .
ـ ماتيس (1869ـ 1954) : رسام فرنسي من المدرسة الوحشية يعتبر من ألمع رسامي في القرن العشرين تنتشر لوحاته في متاحف العالم .
ـ ماركيه (1875ـ 1947) رسام فرنسي من المدرسة الوحشية .
ـ مورو (1826ـ 1898) ، رسام فرنسي أستاذ ماتيس وماركيه .
ـ ليون يونا (1833ـ 1922) رسام فرنسي اشتهر بلوحات البورتريه .
ـ برنارد بونيه ولد عام 1928 رسام فرنسي معاصر .
ـ مارسيل دوشامب (1887ـ 1968) رسام فرنسي أحد مؤسسي المدرسة الدادائية والمدرسة السوريالية .
ـ مالفيتش (1878ـ 1935) ، رسام فرنسي أوحد شكلا من التجريدية عرف باسم (السوبرماتزم)، بلغ أوجه في لوحته : مربع أبيض على أرضية بيضاء " (متحف الفن الحديث في نيويورك) .
ـ الانكا: تصور السينما الأمريكية الهنود الأمريكيين وكأنهم مجموعات بدائية مبعثرة في أرجاء القارة بغية تبرير عمليات الابادة . لذلك نورد فيما يلي لمحة موجزة عن إحدى الشعوب الهندية الأمريكية وهو شعب الانكا : قبائل هندية في جنوب أمريكا ، يعود تاريخها إلى 1000 عام قبل الميلاد ، حيث كانوا يقطنون البيرو، وقد أسست في أواسط الألف الثاني بعد الميلاد امبراطورية ، وصلت أوجها خلال حكم هويانا كاباك (1487ـ 1525). حيث وصلت إلى ما يعرف اليوم بالاكوادور وفي الجنوب التشيلي ، كما امتدت من المحيط الهادئ إلى منابع الامازون ونهر البارغواي ، وبلغ عدد سكان هذه الامبراطورية 6ـ 8 مليون نسمة . غزاها الاسبان بقيادة المغامر الإسباني في فرانسكيو بيزارو عام 1532 الذي أعدم الامبراطور عام 1533 غدراً ، وعين ابنه خلفا له .
وكانت سياسة بيزارو وخلفاؤه الاسبان قاسية جداً وتميزت بالاضطهاد .
بلغ الانكا مستوى حضاريا لم تبلغه أية أمة هندية في الأمريكيتين . كانت مملكة الانكا ديمقراطية في الحكم ، اشتراكية في التنظيم الاجتماعي تعتمد على الزراعة ، يحكمها الانكا نصف السماوي ، تساعده الأسرة المالكة ثم الطيف الارستقراطي ، ثم الادارات الامبراطورية ويليها صغار النبلاء ، ثم الحرفيون والمزارعون ، وكانت الامبراطورية مقسمة اداريا إلى أربعة اقاليم ، وقسمت الاقاليم إلى وحيدات متدرجة في الصغر ، كان أصغرها الايولى وهي تسبق العشيرة ـ العائلة . وكانت تربية الايولى تجري تحت رقابة رسمية صارمة ، وكان خبراء الحكومة هم الذين يشرفون بدقة على اختيار الزراعات والمحاصيل ، ويعلمون المزارعين وسائل بناء المصاطب الحجرية والمدرجات الجبلية والري وتصريف المياه والتسميد . وكان القمح والبطاطا من أهم المحاصيل . وكانت الحكومة تحتفظ بجزء من المحاصيل المجففة ، للتصرف بها عند الحاجة . وكانت حيوانات الحمل لديهم اللاما والالياكاس ، كما ربوا الكلاب والبط والخنازير . وكانت صناعاتهم الرئيسية السيراميك ، والنسيج ، والادوات المعدنية والاسلحة .
ولم يكن لديهم خيلا ، ولا عربات ، ولم يكن لهم لغة مكتوبة ، ولكن السلطات كانت قادرة أن تبقى على صلة واطلاع بكل ما يجري في أرجاء المملكة بفضل اتصالات سريعة ، ربما عبر شبكة عظيمة من الطرق المرصوفة بالحجر تصل كل أجزاء المملكة . وكان هناك عداؤون ممتهنون يعملون بين محطات متتابعة ، حيث كان بالامكان أن يقطع البريد 150 كيلومترا يوميا . وقد صنعوا قواربهم من خشب متين ، فأمنوا بذلك نقلا سريعا . وقد أدى كل ذلك إلى سيطرة قوية من العاصمة باتجاه الاطراف . وكانت الحكومة أحيانا تبدل أماكن سكنى العشائر لأسباب سياسية أو اقتصادية . وكانت المعطيات الاجتماعية والاحصائيات الضرورية تحفظ على ألواح " الكيبو " وهي ألواح منسوجة من الاسلاك .
ترك الانكا معابد ضخمة ، وقصورا ، وحصونا ، ومرافق عامة . فقد بنوا الابنية الحجرية الضخمة بأقل ما يمكن من الادوات الهندسية ، ومن أشهر أوابدهم معبد الشمس في كوزو ، وهناك النجازات هندسية أخرى تلفت الانظار منها بناء الجسور المعلقة القوية التي يتجاوز طول بعضها إلى مئتي متر ، وكذلك القنوات والترع لأغراض السقاية .
أما ديانة الأنكا فقد صيغت بعناية . وهم يؤمنون بإله يدعونه الغيراكوشا ، وتعني السيد ، وهو خالق كل المخلوقات الحية . وكان إلى جانبه آلهة أخرى كالشمس والقمر والبحر والنجوم . وكانت احتفالات الأنكا وطقوسها الدينية وسعة كما كانت تقدم للآلهة اضحيات بشرية .
وتضم حضارة الانكا تراثا غنيا من الفولكلور والموسيقى ، اللذين لم يبق منهما إلاّ القليل .
المدرسة العسكرية في نورث بييننغ : تقوم المدرسة العسكرية في نورث بينينج جيورجيا بتدريب الضباط ورجال الشرطة في بلدان أمريكا اللاتينية المتحالفة مع الولايات المتحدة . وتهدف هذه المدرسة إلى تدريب الضباط والشرطة على استخدام وسائل القمع . وقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بان الكتب الدراسية المقررة في هذه المدرسة ، مازالت حتى بين عامي 1982 ـ 1991 ، توصي باستخدام التعذيب ، والإعدامات بدون محاكمة ، والشانتاج ، وبشكل أكثر عمومية ، استخدام كل أساليب العنف بغية الحصول على المعلومات من المعارضين وأعضاء الميليشيا السياسية ، أو العاملين في صفوف حرب الغوار.
ووفقا للسلطات العسكرية ، فقد أجرى تعديل على مناهج المدرسة منذ عام 1992 وبشكل سري . وكان على الرأي العام الأمريكي أن ينتظر حتى عام 1996 ، ليعرف حقيقة المناهج وحقيقة هذه المدرسة ، وذلك بعد تحقيق أجراه الكونغرس عن دور المخابرات المركزية الأمريكية في غواتيمالا.
ولقد قامت هذه المدرسة منذ تأسيسها عام 1946 ، بتدريب 60 ألف طالب من اثني عشر بلدا . وكان مقر المدرسة في البداية في باناما ثم نقلت عام 1984 إلى نورث بينينج . وقد بلغت المدرسة ذروة مجدها في أعوام الستينات ، حيث كانت الولايات المتحدة منغمسة بعمق في دعم الانظمة المعادية للشيوعية في أمريكا اللاتينية ، حيث واجهت مقاومة أحزاب سياسية أو ميليشيات مسلحة فجرت حروب الغوار . وقد أصبح عدد من هؤلاء الضباط بعد أن أصبحوا جلادين مشهورين ، رؤساء دول ، من بينهم نورييغا الجنرال البانامي ، وقد شكلوا طبقتهم الخاصة ، باعتبارهم تلقوا تعليمهم في منع العصيان والقدرة على انتزاع المعلومات من المتهمين .
وتتألف الكتب التعليمية المجرمة هذه ، والتي أصبحت معروفة بفضل البنتاغون والصحافة الأمريكية من سبعة كتب ، مكتوبة باللغة الاسبانية .
بعض فصول هذه الكتب تحمل العناوين التالية :
معالجة مصادر المعلومات ، التجسس المضاد ، الارهاب وحرب العصابات في المدن . ف