متحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفي بين الأصالة والحداثة
مدير عام دار الأمير للثقافَة والعلوم د. محمد حسين بزّي في منتدى الرّبيع الأدبي _علي النَّهري :
"المتصوفة و شعراء التّصوّف حوربوا وكفروا لأنهم كانوا مخلصين "
استضاف منتدى الربيع الأدبي في علي النهري مساء الجمعة الواقع فيه 2/8/2019 مدير عام دار الأمير للثقافَة والعلوم الشاعر الدكتور محمد حسين بزّي بحضور نخبة من أهل الفكر والثقافة والمعرفة والأدب، وضمن سلسلة ندوات المُنتدى التي ينظمها حول الأدب والشعر والنقد والرواية والقصة.
قدّم اللقاء الدكتور علي رفعت مهدي ؛ مذكّرا بدور د. محمد حسين بزي في نشر اللغة العربية من خلال دار الأمير وإصداراتها المتنوعة على مدى أكثر من ربع قرن في مجالات الأدب و الشعر و الرواية و الكتب التي تعنى بنشر التنوير والمسؤولية الحضارية.
بدايةً شكر د. بَزِّي منتدى الربيع الأدبي بشخص مؤسسه الأستاذ سليمان محمود جمعة ، وأثنى على مرور أكثر من ثلاثين عاماً على دور المنتدى الرّبيعي الرائد في نشر ثقافة الأدب والمعرفة وفي تحفيز الطاقات الشبابية من دارسي الأدب(الجامعيين) الذين يشكل المنتدى ملاذاً للتَّعبير عن إبداعهم الشعري والنّقدي.
ثم تناول د.بزّي موضوع التصوف و الشعر الصّوفي بين الأصالة ِ والحداثة حيث لم يحمِّل د. بزّي التصوّف أو الشعر الصوفي تبعات ما سيتناوله" معتبراً أنه ليس شاعراً صوفيّاً وإنما يحب شعر التّصوُّف الذي يحتاج إلى مجاهدات ومكابدات وتجارب . مذكِّراً أنَّ المتصوِّفين الكبار كالحلاج و عين القضاة الهمداني و شهاب الدين السهروردي و شمس التبريزي و مولانا الرومي وصولاً إلى صدر المتألهين وختاماً الإمام الخميني قد حوربوا وكُفِّروا وقُتِّلوا وأحرقوا وسجنوا ونُكِّل بهم وشُرِّدوا على أيدي ولاة زمانهم ، لأنهم كانوا مخلصين صادقين ... يسعون لنشر ثقافة الحب على قاعدة أن الدّين هو الحُبّ .... وولاة الأمر لا يريدون نشر ثقافة الحُبّ..بل الكُره والطَّاعة العمياء وكراهية الآخر .... وللأسف باسم الدين والتعصّب لملَّة أو نِحلة ...
واعتبر د .بزّي أن التصوف قائم على حوارين : حوار الحب وحوار الحياة ، وأنّ شعر التصوف يجب ان يكون دافعاً لقراءة الحياة ورحلة في داخل الذّات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب .
وخلص د . بزي إلى أن شعر التصوف هو شعر الروح والحب والوله والمكاشفة ؛ وأن البعض من مدّعي التصوف قد أساؤوا للتصوف ولمفاهيم هذا الشعر ؛ فليس كل من آدعّى التصوف هو متصوف أو هو شاعر ٌ صوفيّ ؛ لأنّ المتصوّف يجب أن يعيش في قلب الحياة ؛ وأن يقترب من المجتمع الذي يواكب فيه كل المشكلات والأزمات ...
وكان عرض للتصوف المسيحي ورموزه، متطرقاً إلى الفيلسوف جوردانو برونو الذي أعدمته الكنيسة الكاثوليكية حرقاً وهو حي بتهمة الهرطقة ، كما استعرض لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية ، أيضاً عرض د. بزي للتصوف اليهودي وبعض اتجاهاته.
تَلا عرض د.بزي لبحثه ، قراءات شعرية تلاها من ديوانيه " أغاني قونية " و " مرايا الشمس " و قصائد من ديوانه الجديد " منازل العشق ".
ثم أجاب د. بزّي على مداخلات وأسئلة الحضور التي تركّزت حول هوية الشعر الصوفي والشبهات التي اثيرت حول أعلامه الكبار وشعرائه ؛ ودور الحركات الصوفية الأصيلة في الثورات التاريخية على السلطة والولاة ؛ قبل أن تدجّن هذه الفئة من النّاس ؛ وتعملَ السلطة الحاكمة على محاربتها ؛ ومحاصرتها ؛ واسقاط رموزها .
* هوية الشعر الصوفي بين الأصالة والحداثة (النص الكامل)؛ (اضغط هنا للإطلاع)
|