التاريخ مختصر فعل العقل والإرادة الإنسانيين في العالم. والفلسفة الإجتماعية هي خلاصة تصورات العقل عن نتائج هذا الفعل، أو ما هو يمكن أن يتوقع من أفعال. والإجتماع هو التفاعل الضروري بين الناس، وهو التدبير العقلي لفعل الحاجة وتأسيس الحضور الطويل الأمد الإنسانيين. والنظرة إلى الإنسان هي خلاصة هذه التصورات والتجارب، التي تصبح نفس وروح ثقافة المجتمعات.
الفلسفات الإجتماعية هي تعبير عن هذه الروح للأفراد والجماعات، لذا فهي تتباين وتختلف. إن مشكلة الإنسان القديم والمعاصر هي في كيفية النظرة إلى ذاته. وفرق شاسع بين النظرة إلى الإنسان كشيئ تحركه المادة والغريزة والمنفعة والإنسان صاحب الروح السامية. من هنا تنشأ السياسة، ليس كعلم وإنما كتعبير وتجسيد لفهم العقل عن مثيله أو لما يتم تصوره.
هذا الكتاب يقدم نماذج عن الفلسفات الإجتماعية التاريخية ونظرتها إلى الإنسان وكيفية إستخلاص سلوكه المنظم.