عُذْراً فلسطين .. نحن خونة
إيمان شمس الدين *
عذراً فلسطين فقد بتنا نعيش الجبر التاريخي الذي فرضته علينا أنظمة النفط ، تركنا كراماتنا في ردهة من التاريخ ودثرناها بثوب الذل.
وتحت عباءة المشيخات التي زخرفها هلال وكتبت عليها "الذبح حلال"، مُبيحة أكل أجسادكم بأموال النفط، ولأننا مذهبيون وقبليون حد النخاع وجدنا أنكم لابد أن تموتوا بيد الصهاينة ابناء عمومتنا.
فأنتم فلسطينيون لا محل لكم من الاعراب في حسابات أنظمتنا وعقلياتنا التي تفتقت ذكاءاً، فطلبت النجدة من الصهاينة للقضاء على حماس الإخوانية، فنحن في الخليج نخشى على بطوننا وعلى جيوبنا من محاولات الاخوان المسلمين التي روج لها الاعلام في قلب أنظمتنا، التي ترمي لنا الفتات لنعيش على هامش التاريخ نأكل ونشرب وننام في مشهد بهائمي قل نظيره.
وإن تفتقت ذهنية أحدنا ذكاءاً فجل ما يمكن أن يفعله لأجلكم هو حفنة من المال يتبرع بها مُتَمَننا لدعمكم في غزة ، وكأن الدماء التي تسيل في أرضكم لأجل كرامتنا أقل من مالهم الملوث بالذل.
عذراً فلسطين فأنتم تذبحون كالأضاحي في العيد، ونحن نكتفي بقليل الدمع، ثم نحزم حقائبنا للسفر إلى ربوع أوروبا ، فدرجة حرارة الجو في خليجنا مرتفعة ونحن لا نحتمل، سنتابعكم عبر التلفاز وانتم تقتلون بصليات الصواريخ تقع على رؤوسكم وتذوقون حرها وتدفنون أحياء تحت أنقاض بيوتكم، ونسجل موقفا أممياً خلف التلفاز من خلال الدموع .. لا بل سنقول " حرام مساكين ". ثم نكمل سياحتنا في ربوع الغرب الذي يدك رؤوسكم بصواريخه.
عذراً فلسطين، نحن منشغلون جدا بالمقاهي الأمريكية نتابع منها أحداث غزة، نرشف قهوة ستار بوكس اللذيذة، ونضع من المقهى صوراً لأجساد الأطفال ونكتب تعليقاً عليها في مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا ما فعلته آلة الحرب الصهيونية بأهلنا في فلسطين"، ثم ندفع ثمن القهوة الذي به ينفق على تسليح الجيش الصهيوني بالعتاد والأسلحة التي يُقتَل بها هؤلاء الأطفال.
عذراً فلسطين، فنحن في الخليج منشغلون بالجهاد في العراق وسوريا، نهجر مسيحييها ونقتل شيعتها ونطرد سنتها الذين يخالفوننا الرأي لنقيم دولة الخلافة، ثم ندعوكم لترك فلسطين للصهاينة وللاقامة في دولة الخلافة الاسلامية، دون حاجة لقتال اليهود ومنازعتهم في ظل خلافة الدولة الاسلامية التي قامت على أنقاض أجساد البشر.
عذراً فلسطين فشبابنا في الخليج تفتح له الطرق والسبل للجهاد في سوريا والعراق فقط، فهم أدوات حرب أنظمتنا بالوكالة عن الصهاينة في أراضي الحضارات سوريا والعراق، فشبابنا يجاهد هناك ليهزم محور المقاومة الذي دعمكم بالمال والسلاح كي تحاربون الصهاينة الذين تقاتل انظمتنا بالوكالة عنهم بشبابنا هناك. أما الطريق إلى فلسطين فهو مقفل للتعديلات من قبل أنظمتنا التي أقامت تحويلة الاتجاه من فلسطين إلى سوريا والعراق.
فلا جهاد في أرضكم كما أعلنها البغدادي خليفة المسلمين.
عذراً فلسطين نحن لأننا أجرنا عقولنا لفقهاء السلطة فنحن لا نستطيع التظاهر لأجلك كونه مخالفا للشرع ومسببا للهرج والمرج ومخل بالنظام، أما في بلاد الكفرة فلقد خرجوا عن بكرة أبيهم ضد أنظمتهم منددين بالكيان الصهيوني، وناصرين لك.
أما نظامك وأمنك فلا بأس ليذهب إلى جحيم القنابل والصواريخ وستقوم أنظمتنا بإعادة إعمار غزتكم التي دمرتها الآلة الصهيونية .
عذراً فلسطين فلقد جاء فريق الغوث الطبي من خليجنا لا ليسعف جرحاك، بل ليتجسس علي مقاومتك الشريفة، بينما الطبيب النرويجي من بلاد الكفر جاء ليواسي بوجوده وكل ما يملك تلك الجراح ويضمدها بقلبه وروحه ووجدانه غير آبه بآلة الموت الصهيونية.
عذراً فلسطين فغزة هاشم كشفت عوراتنا، وأسقطت أقنعتنا، وعرت كل شعاراتنا الدينية، وأراقت ماء وجوه فقهاء السلطة والناتو، وهشاشة شعوب غرقت بإنيتها حد الإسفاف، بل وصل حال البعض بالتشفي بكم والشماته.
غزة هاشم أسقطت كل مناهجنا التعليمية ورفلتها في مزبلة التاريخ، وشيدت على أنقاضها وجثث أطفالها ودموع ثكلاها مدرسة جديدة في العزة والكرامة والأنفة والشرف، مدرسة تقدم لك منهجا كيف تموت قاهراً على أن تحيا مقهورا.
فضميني إليك لأكون في مدرستك فلسطين.
وتحت عباءة المشيخات التي زخرفها هلال وكتبت عليها "الذبح حلال"، مُبيحة أكل أجسادكم بأموال النفط، ولأننا مذهبيون وقبليون حد النخاع وجدنا أنكم لابد أن تموتوا بيد الصهاينة ابناء عمومتنا.
فأنتم فلسطينيون لا محل لكم من الاعراب في حسابات أنظمتنا وعقلياتنا التي تفتقت ذكاءاً، فطلبت النجدة من الصهاينة للقضاء على حماس الإخوانية، فنحن في الخليج نخشى على بطوننا وعلى جيوبنا من محاولات الاخوان المسلمين التي روج لها الاعلام في قلب أنظمتنا، التي ترمي لنا الفتات لنعيش على هامش التاريخ نأكل ونشرب وننام في مشهد بهائمي قل نظيره.
وإن تفتقت ذهنية أحدنا ذكاءاً فجل ما يمكن أن يفعله لأجلكم هو حفنة من المال يتبرع بها مُتَمَننا لدعمكم في غزة ، وكأن الدماء التي تسيل في أرضكم لأجل كرامتنا أقل من مالهم الملوث بالذل.
عذراً فلسطين فأنتم تذبحون كالأضاحي في العيد، ونحن نكتفي بقليل الدمع، ثم نحزم حقائبنا للسفر إلى ربوع أوروبا ، فدرجة حرارة الجو في خليجنا مرتفعة ونحن لا نحتمل، سنتابعكم عبر التلفاز وانتم تقتلون بصليات الصواريخ تقع على رؤوسكم وتذوقون حرها وتدفنون أحياء تحت أنقاض بيوتكم، ونسجل موقفا أممياً خلف التلفاز من خلال الدموع .. لا بل سنقول " حرام مساكين ". ثم نكمل سياحتنا في ربوع الغرب الذي يدك رؤوسكم بصواريخه.
عذراً فلسطين، نحن منشغلون جدا بالمقاهي الأمريكية نتابع منها أحداث غزة، نرشف قهوة ستار بوكس اللذيذة، ونضع من المقهى صوراً لأجساد الأطفال ونكتب تعليقاً عليها في مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا ما فعلته آلة الحرب الصهيونية بأهلنا في فلسطين"، ثم ندفع ثمن القهوة الذي به ينفق على تسليح الجيش الصهيوني بالعتاد والأسلحة التي يُقتَل بها هؤلاء الأطفال.
عذراً فلسطين، فنحن في الخليج منشغلون بالجهاد في العراق وسوريا، نهجر مسيحييها ونقتل شيعتها ونطرد سنتها الذين يخالفوننا الرأي لنقيم دولة الخلافة، ثم ندعوكم لترك فلسطين للصهاينة وللاقامة في دولة الخلافة الاسلامية، دون حاجة لقتال اليهود ومنازعتهم في ظل خلافة الدولة الاسلامية التي قامت على أنقاض أجساد البشر.
عذراً فلسطين فشبابنا في الخليج تفتح له الطرق والسبل للجهاد في سوريا والعراق فقط، فهم أدوات حرب أنظمتنا بالوكالة عن الصهاينة في أراضي الحضارات سوريا والعراق، فشبابنا يجاهد هناك ليهزم محور المقاومة الذي دعمكم بالمال والسلاح كي تحاربون الصهاينة الذين تقاتل انظمتنا بالوكالة عنهم بشبابنا هناك. أما الطريق إلى فلسطين فهو مقفل للتعديلات من قبل أنظمتنا التي أقامت تحويلة الاتجاه من فلسطين إلى سوريا والعراق.
فلا جهاد في أرضكم كما أعلنها البغدادي خليفة المسلمين.
عذراً فلسطين نحن لأننا أجرنا عقولنا لفقهاء السلطة فنحن لا نستطيع التظاهر لأجلك كونه مخالفا للشرع ومسببا للهرج والمرج ومخل بالنظام، أما في بلاد الكفرة فلقد خرجوا عن بكرة أبيهم ضد أنظمتهم منددين بالكيان الصهيوني، وناصرين لك.
أما نظامك وأمنك فلا بأس ليذهب إلى جحيم القنابل والصواريخ وستقوم أنظمتنا بإعادة إعمار غزتكم التي دمرتها الآلة الصهيونية .
عذراً فلسطين فلقد جاء فريق الغوث الطبي من خليجنا لا ليسعف جرحاك، بل ليتجسس علي مقاومتك الشريفة، بينما الطبيب النرويجي من بلاد الكفر جاء ليواسي بوجوده وكل ما يملك تلك الجراح ويضمدها بقلبه وروحه ووجدانه غير آبه بآلة الموت الصهيونية.
عذراً فلسطين فغزة هاشم كشفت عوراتنا، وأسقطت أقنعتنا، وعرت كل شعاراتنا الدينية، وأراقت ماء وجوه فقهاء السلطة والناتو، وهشاشة شعوب غرقت بإنيتها حد الإسفاف، بل وصل حال البعض بالتشفي بكم والشماته.
غزة هاشم أسقطت كل مناهجنا التعليمية ورفلتها في مزبلة التاريخ، وشيدت على أنقاضها وجثث أطفالها ودموع ثكلاها مدرسة جديدة في العزة والكرامة والأنفة والشرف، مدرسة تقدم لك منهجا كيف تموت قاهراً على أن تحيا مقهورا.
فضميني إليك لأكون في مدرستك فلسطين.
* إيمان شمس الدين : كاتبة وباحثة
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |