سماحة العلامة المرجع السيد فضل الله (ره):
سيرورة العلم والجهاد والمرجعية الحركية الجريئة *
سماحة آية الله السيِّد محمَّد علي فضل الله
يتحدَّث سماحة العلَّامة السيِّد محمَّد علي فضل الله في هذا النصِّ عن مسيرة حياة شقيقه سماحة العلَّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله (ره) الرساليَّة، منذ نشأته وبدايات انطلاقته في النجف الأشرف، ونبوغه العلمي المبكِّر فيها، مروراً ببعض المحطَّات البارزة في تاريخه الرسالي، والتي برزت فيها شجاعته وفدائيَّتة في اقتحام ميادين العلم والجهاد في مختلف السَّاحات العلميَّة والفكريَّة والثَّقافيَّة والاجتماعيَّة والسِّياسيَّة، وصولاً إلى تصدِّيه للمرجعيَّة الدينيَّة الشاملة الَّتي أخذت على يديه بُعداً مؤسَّساتيَّاً، مستجيبةً لتحدِّيات العصر ومتَّسمةً بالجرأة في طرح الآراء والاجتهادات الفقهيَّة التجديديَّة، وملتصقةً بهموم الناس وقضاياهم...
بسم الله الرحمن الرحيم
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا}(الأحزاب:39)
الحضور السَّاطع
عاش مع الله منذ انطلاقته، واستوطن حبُّ الله في أعماق قلبه، فذاب في الله بكلِّ كيانه، وأفنى عمره في سبيل الله وابتغاء مرضاته؛ علماً وعملاً وجهاداً واجتهاداً وحواراً ودعوةً، وتبليغاً لرسالاته بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالجدال بالَّتي هي أحسن، وبالكلمة الطيِّبة الَّتي أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء.
أحبَّ النَّاس -كلَّ الناس- في الله تعالى، كإخوةٍ في الدِّين، أو كنظراء في الخلق وشركاء في الإنسانيَّة، وكان يرى أنَّ الطريق إلى الله تعالى يمرُّ بالضَّرورة بمحبَّة عباده، وخدمة عياله ونفعهم، فـ "الخلق كلُّهم عيال الله، وأحبُّهم إليه أنفعهم لعياله"، وكلُّ ذلك في خطِّ رسول الله (ص) الَّذي كان قدوته في كلِّ حياته -كما كان يقول- وفي خطِّ أهل بيته الأطهار (ع) الذين اهتدى بهَديهِم، ونهل من علومهم، واقتدى بهم كأفضل ما يكون الاقتداء.. وحين اختاره الله تعالى إلى جواره، عرجت روحه الطَّاهرة إلى بارئها، وفي القلب الكبير شوقٌ إلى لقاء الحبيب، وعلى الشَّفتين تكبيرٌ لله وذكرٌ له.. وبنفسٍ مطمئنةٍ رجع سماحة العلَّامة المرجع، والفقيه المفسِّر، والمجتهد المجدِّد، آية الله العظمى، السيِّد محمَّد حسين فضل الله (قدِّس سرُّه) إلى ربِّه راضياً مرضياً.
عامٌ ونيِّفٌ مضى منذ رحيل سماحته.. لكنَّ أمثاله حين يرحلون، يزداد حضورهم سطوعاً وألقاً، ونورهم توهُّجاً وإشراقاً، بما تركوه من نهجٍ واضحٍ وعلمٍ نافعٍ وعملٍ صالحٍ وصدقاتٍ جارية، وبما أغنوا به الحياة من فكرٍ وحقٍّ وخيرٍ وجمال.. فـالعلماء -كما قال الإمام علي (ع)-"باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة".
طفولة واعدة
منذ نعومة أظفاره، توسَّم فيه والده المقدَّس سماحة السيِّد عبد الرؤوف فضل الله (قدِّس سرُّه) ، ذكاءً حاداً وفطنةً شديدةً وروحاً نقيةً ثائرة، فتعهَّده بنفسه، والتزم تدريسه مراحل الدِّراسة الحوزويَّة المتتالية، ونمَّى لديه نزعة التَّفكير النَّقدي، إلى أن وصل إلى مرحلة البحث الخارج في سنِّ السادسة عشرة تقريباً، حيث درس على كبار علماء النَّجف الأشرف آنذاك، كالسيِّد محسن الحكيم، والسيِّد الخوئي، والسيد محمود الشَّاهرودي، والشيخ حسين الحلِّي، والملَّا صدرا البادكوبي (رضوان الله عليهم أجمعين)، ومن هنا، نشأت علاقته بالشهيد السيِّد محمد باقر الصدر (قدِّس سرُّه)، وترافقا في دروب العلم والجهاد.
منذ بداية دراسته في النَّجف الأشرف، لم يكن سماحة العلَّامة المرجع، السيِّد فضل الله (قدِّس سرُّه) عالماً تقليدياً يكتفي بما يدرسه في متون الكتب، بل انفتح على كلِّ ما يتوفَّر له من مصادر المعرفة، مما كان يأتي من مصر، ومن لبنان الذي لم ينقطع عنه وعن التَّواصل مع بيئته الثَّقافيَّة والفكريَّة والأدبيَّة، وخصوصاً في جبل عامل، منبت العلماء المجدِّدين والأدباء والشُّعراء المبدعين، ومن هنا، تفتَّحت ملكاته الأدبيَّة والشعريَّة، فنظم الشِّعر في سنٍ مبكرة، وهو ما أخذه عليه بعض التَّقليديين الجامدين في الحوزة آنذاك، بحجَّة أنَّه يشغله عن التَّحصيل العلمي.
شخصيَّة غير تقليديَّة
ولكنَّه (قدِّس سرُّه) -ومنذ تلك المرحلة- لم يكن الإنسان الذي يتراجع عن قناعاته تحت ضغط الأعراف البالية أو القناعات المتحجِّرة، ولذا راجع عمَّه المقدَّس سماحة السيِّد محمّد سعيد مستغرباً الأمر برمَّته، واستنصحه فيه، فأقرَّه سماحته على ما هو عليه من اهتمامٍ بالأدب والشِّعر، مشيراً إلى مدى إسهام ذلك في صقل الذائقة الأدبيَّة، وتعميق المعرفة بخفايا اللُّغة وأسرار البلاغة وألوان البيان، إضافةً إلى دوره في تأصيل العمليَّة الاجتهاديَّة وتعميقها، من خلال زيادة قدرة المجتهد على فهم مداليل النصِّ واستيعاب مراميه وأبعاده المتنوِّعة، وهذا ركنٌ أساسيٌ في أيَّة عمليةٍ اجتهاديةٍ تستهدف استنطاق النصِّ وربطه بالواقع.
وقد كان لسماحته مراسلات شعريَّة جميلة متبادلة مع الكثيرين من إخوانه وأرحامه، ومنهم سماحة العمِّ المقدَّس السيِّد عبد اللَّطيف الذي أثَّر في شخصيِّته الأدبيَّة والروحيَّة، وقد كتب له من النَّجف الأشرف قصيدةً جاء في مطلعها:
مـــاذا أسـجَّل هل أزفُّ إليــك آيــات التـهـانـي
شعراً يرقُّ على الخواطر حاملاً أسنى الأماني
والشِّعر هذا الشَّعر يقظــة شاعرٍ ثبتِ الجنـان
وشعــــاع روحٍ حــــرَّة الأفكــار مُلهَبَةِ الحنـان
ومُذابُ قلبٍ حوَّلَتــــهُ الحادثـــات إلـــى دخــان
عشنــا بـــه دهراً نُهَدهِدُ فيــه رائعــة الأغـاــي
بين الأمـــانـي الحالمـــات وبين أحـلام الحسان
وقد أجابه السيّد العمّ بقصيدةٍ طويلةٍ مطلعها:
ألهبتَ جامحةَ العنــــــان في الحب فانية الكيــــان
طُـويَت به طــيَّ السِّجِلِّ على هيـــامٍ وافــتــتــــان
ومـروعـةٌ دامي الجــــرا حِ فؤادها والدمعُ قـــاني
هــــل للغـرام بعثـتَـــها أم للسِّــهــام وللسِّـــــنـان
وهكذا.. بين النَّجف الأشرف ولبنان -وجبل عامل خصوصاً-، تكوَّنت عناصر شخصيِّته العلميَّة والفكريَّة والثَّقافيَّة والأدبيَّة المتميِّزة. لكن، وعلى الرَّغم من نشأته النَّجفيّة ومشاعره المتوقِّدة تجاه العراق والعتبات المقدَّسة فيه، فإنَّه كان عامليَّ الهوى، وقد مثَّلت اجتهاداته الفقهيَّة وثقافته الإسلاميَّة المنفتحة وذهنيَّته النَّقدية، استمراراً لنهج العلماء العامليِّين الَّذين حملوا ثقافة الإسلام في خطِّ أهل البيت (ع) إلى أصقاع العالم المختلفة، ولم تأخذهم في الله والحقِّ لومة لائم.
فدائيَّة ومقاومة
لقد مثَّل سماحة المرجع الرَّاحل (قدِّس سرُّه) نموذجاً مشرقاً للعلماء {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ} (الأحزاب:39)، فتميَّز بشجاعته وفدائيَّته في اقتحام ميادين العلم والجهاد في مختلف السَّاحات العلميَّة والفكريَّة والثَّقافيَّة والسِّياسيَّة والاجتماعيَّة والتَّربويَّة..
فعندما رجع من العراق واستقرَّ في لبنان.. أقام في منطقة النبعة وبرج حمود، حيث حزام البؤس لا يميِّز بين مذهبٍ وآخر أو بين طائفةٍ وأخرى، مشاركاً الفقراء والمحرومين والمستضعفين من كلِّ المذاهب والطوائف معاناتهم وأحلامهم.. آلامهم وآمالهم.. عاملاً على مواساتهم والتَّخفيف عنهم، وساعياً إلى الارتقاء بمستوى معيشتهم نحو الأفضل..
ومن النَّبعة وبرج حمود في ضاحية بيروت الشَّرقيَّة، إلى بئر العبد في ضاحية بيروت الجَّنوبيَّة، حيث مثَّل من مسجده؛ مسجد الإمام الرِّضا(ع)، قلب الحالة الإسلاميَّة النَّابض، وعقلها الاستراتيجي المفكِّر، وصوتها المقاوم الصَّارخ بالحقِّ في مواجهة الظلم والاحتلال، ومن هناك، قاد سماحته الاعتصام الشَّهير في مواجهة اتفاقية 17 أيار المخزية سعياً إلى إسقاطها، حين كان الكثيرون آنذاك -حتى من المصنَّفين كـ"وطنيين"- مُسَلِّمينَ بالأمر الواقع ومستسلمين له، ومن هناك كانت الدَّعوات إلى المقاومة الجهاديَّة المسلَّحة -الإسلامية والوطنية- تنطلق مع كلِّ صلاةٍ ودعاءٍ ومجلس عزاءٍ ومحاضرةٍ ودرس.
المسيرة الجهاديَّة
ومن هناك، كانت تنطلق قوافل المجاهدين لتوجِّه بنادقها وطلقاتها إلى صدور الصَّهاينة المحتلِّين، ومن هناك كانت تُشيَّع جثامين الشُّهداء الأبرار، حتَّى تحوَّل مسجد الإمام الرضا (ع) وإمامه العلَّامة الرَّاحل، إلى مركزٍ ورمزٍ للإسلام الحركيِّ المجاهد. ولهذا استهدفته المخابرات المركزيَّة الأمريكيَّة، وحاولت اغتياله عبر عمليَّةٍ إرهابيَّةٍ بشعةٍ، ذهب ضحيَّتها عشرات الشُّهداء ومئات الجرحى من الرِّجال والنِّساء والأطفال، وذلك بقرارٍ مباشرٍ من رئيسها ويليام كايسي، وبموافقةٍ مباشرةٍ من الرَّئيس الأمريكي ريغان، وبتمويلٍ من دولةٍ خليجيةٍ كبرى، ومشاركةٍ من الموساد الإسرائيلي وأجهزة استخباراتٍ محليَّةٍ وإقليميَّةٍ عديدة.. فسماحته أصبح مزعجاً لسياساتهم، وبات يُشكِّل خطراً على مخطَّطاتهم الإستكباريَّة العدوانيَّة، {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ} (إبراهيم:46).. فأنجاه الله تعالى بلُطفه ليكمل مسيرة الوعي والعلم والجهاد.
ومن مسجد الإمام الرِّضا (ع) في بئر العبد، إلى مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك.. كان سماحته يواصل مسيرته الجهاديَّة من خلال بناء المؤسَّسات المتنوِّعة في لبنان وخارجه، ومن خلال نشاطه العلميِّ والثَّقافيِّ والسِّياسيِّ والاجتماعيِّ؛ باحثاً ومؤلِّفاً ومدرِّساً لأبحاث الخارج، ومحاضراً ومحاوراً وعاقداً للقاءاتٍ متنوِّعةٍ، ومُطلقاً مواقفه الجريئة المتعدِّدة، صارخاً بالحقِّ، وداعياً إلى العدل، ومنادياً بالوحدة الوطنيَّة والإسلاميَّة، ومناصراً لقضايا المستضعفين في الأرض، وخصوصاً القضيَّة الفلسطينيِّة الَّتي كان يرى سماحته أنَّها أمُّ القضايا، ومحور الصراع مع الكيان الإسرائيليِّ الغاصب وحليفته الأولى أمريكا.
المرجعيَّة الحركيَّة الجريئة
ومن هناك أيضاً، قاد سماحة العلامة المرجع السيِّد فضل الله (قدِّس سرُّه) حركة مرجعيَّته الدِّينيَّة والفقهيَّة الحركيَّة الَّتي امتدَّت إلى مختلف مناطق العالم العربيِّ والإسلاميِّ، ومختلف بلاد المهجر في أمريكا وأوروبا وأستراليا وغيرها، عاملاً على الارتقاء بالمرجعيَّة الدينيَّة إلى مستوى المؤسَّسة المرجعيَّة، ومرتقياً بها إلى مستوى حمل هموم الإسلام والمسلمين والمستضعفين في العالم كلِّه، ولهذا فإنَّ مرجعيَّته المباركة تميَّزت باندماجها بالواقع، وبالتصاقها بالنَّاس، وبالخبرة في شؤون العصر، وبالانفتاح على التَّطوُّرات العلميَّة والتِّكنولوجيَّة المتسارعة، والاعتماد على أهل الخبرة فيها والاستفادة منهم..
ومن هنا، كانت فتاواه التَّجديديَّة واجتهاداته الجريئة المبدعة، أصيلة المنطلقات، عميقة الغور، واسعة المدى، تنفتح بالدين والإسلام على قضايا العصر وتحدِّياته، وتواجه الإشكالات التي يفرزها الواقع المتطوِّر علمياً وتكنولوجياً بشكلٍ متسارعٍ غير مسبوق.. ومنها على سبيل المثال، رأيه في إثبات بدايات الأشهر الهجريَّة والأعياد الإسلاميَّة، بالاستناد إلى علم الفلك أو قول الفلكيِّ بتولُّد الهلال مع إمكانيَّة الرؤية.
وفي هذا المجال، كان سماحة العلامة المرجع السيِّد فضل الله (قدِّس سرُّه) يؤكِّد دائماً أنَّه لن يجامل استكباراً ولو كان في مستوى أمريكا وإسرائيل، ولن يجامل الخرافيِّين والمتخلِّفين.. ومن هنا مثَّلت مرجعيَّته عنواناً للصِّراع مع التَّيَّارات المتحجِّرة والمتجمِّدة والمغالية، التي يمثِّلها أنصار الخرافات وحراس التَّخلُّف..
باقون على العهد
لقد مثَّل سماحة الأخ العلامة المرجع السيِّد فضل الله (قدِّس سرُّه) نموذجاً مشرقاً للمراجع والعلماء الرَّبانيِّين الَّذين هم حقاً ورثة الأنبياء والرُّسل، وربما يمرُّ زمنٌ طويلٌ قبل أن يدرك الكثيرون حجم التَّطوُّر الذي أحدثه في حركة المرجعيَّة ومنهجيَّة العقل الاجتهاديِّ وآفاقه، فضلاً عن التَّفاصيل الفقهيَّة والكلاميَّة والفكريَّة المتنوِّعة.
في ذكراك يا أخي.. يا سيِّدنا الحبيب.. نجدِّد لك ولجدِّك رسول الله (ص) وجدّك أمير المؤمنين (ع)، ولصاحب العصر والزَّمان الإمام المنتظر (عج)، الَّذي كنت نائبه بحقٍّ وصدق، نجدِّد العهد، ونقول لك إنَّا على العهد باقون في خطِّ الإسلام الحركيِّ المجاهد، المقاوم للاستكبار والاحتلال والظُّلم، والمواجه للخرافة والتخلُّف والجهل.. باذلين غاية جهدنا في إكمال مسيرتك الَّتي هي مسيرة الأنبياء والأولياء والصدِّيقين والشهداء والصالحين، الذين رحلت إليهم وصرت برفقتهم بإذن الله تعالى.. وحسُنَ أولئك رفيقاً.
______________________
* نصُّ الكلمة التي ألقاها سماحة آية الله السيِّد محمَّد علي فضل الله في الاحتفال الحاشد الذي دعا إليه المنتدى الفكريُّ لإحياء التراث العامليِّ بمناسبة الذكرى السنويَّة الأولى لرحيل سماحة العلَّامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل الله (ره)، والذي أُقيم في بلدة عيناثا-جنوب لبنان بتاريخ 30/7/2011م الموافق لـ 29 شعبان 1432ه، بحضور عددٍ من العلماء والشخصيَّات السياسيَّة والاجتماعيَّة ووفودٍ شعبيَّةٍ متنوِّعة.
المصدر: مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |