مملكة الريح
(رؤيا أخرى لعرش سليمان) ..
(رؤيا أخرى لعرش سليمان) ..
محمد صالح صرخوه – الكويت *
كمثل القلب ..
يملأ نبضَه خمراً
تبدّى من خبايا الدار في دُثُرٍ من الليلِ
على شوطٍ من الكلمات يسعى
في مدار الصوت بين الجند و الخيلِ
(رماك الحُسنُ ، ولّي شطر ناحيةٍ
عباب البحر فيها البدءُ يختتمُ
مدام البوح في عنقوده ثملٌ
و قام النوح في نجواه يحتدمُ)
أنا عطَشٌ لألحانٍ
فمالي لا أرى من منطق الطير التآويلا ؟
و منعكفٌ على حانٍ
كأن كؤوسه ماجت أبابيلا ..
أ أطوي صفحة الأزمان أم
أُطوى بذي الصفحة ؟
أ أشهقها ؟
أم الأزمان تشهقني بذي النفحة ؟
أنا تيهٌ ، و بوصلةٌ بلا جهةٍ
ضياعٌ بين شكل الحزن و الفرحة ..
جنينٌ في سماءٍ ما لها رحمُ
و هاويةٌ تمدّت ما لها قَدمُ
أنا لولاك يومٌ
ما له آتٍ و لا قِدمُ ..
و لونٌ كاذبٌ .. اذ قلت : ما في الكأسِ ؟
قال : دمُ ..
أنادي يا بساط الغيب اطوي لي
كتاب الكون في اغماضة القلمِ
لغات الحب في شفتيَّ تحكي لي
جنون الكرم من قيثارتي و دمي ..
أنادي يا بساط الغيب ..
لا ألقاك الا في يدي و فمي ..
و صاحت نملةٌ بالنمل ..
مسكنكم !
أخالت أن لي تاجاً من النارِ ؟
أتاها الصوت من رفّات أجنحةٍ :
و باركنا بكف النار
من قد بات في النارِ ..
تبسّم ضاحكاً ثغري
سكون الدار يحوي نار حاويها ..
هجرت الدار لم أدري ،
بأن الدار تطوي كف طاويها ..
و قالت انني ألقي على سمعي
كتابٌ من طواسينٍ و وقفاتِ ،
كأني بالمدى ثَبَتٌ تماهى
فيه ما قد راح بالآتي ..
أ أنت أنا ؟
فيا ليت المرايا ما رثت وثنا ..
لعلّي لا أجيد اللثم
ان ثار الهوا وسنا
لعلّي بت مرتبكاً يعانق ظلّه
اذ خال فيه سنا ..
اليك الكأس ، هات يدا
هذى نطقي .. (أنا آتيك) .. يهمسُ لي
فلما راح – جاء صدا ..
يسوق الماءُ ما قد سال
من كأسي و قافيتي .. أنا
المقسوم و المجذور من حرفيك
كلتا ضفّتي مجراه .. ناحيتي
اليك العرش ، و الانسان و الأملاك و الجنُّ
فلا تكشف عن الساقين و اتركني
يقيناً مِلئه الظنُ
و من لي من ملوك الجن و الانسان و الملّكِ
ليوقفني على البابين
بين الفجر و الحلّكِ ..
ليشهقني على آهٍ ، و يزفرني
على آهٍ توارت
خلف تلك الآه و الآتي من الآهِ ..
تلاشينا معاً في آهةٍ أخرى
تلاشي و امحّاء الظلّ بين اللهِ .. و اللهِ ..!
* محمد صالح صرخوه / شاعر كويتي
صدر له ديواني " هنا الهاوية " و " في حضرة السهروردي " عام 2011 - دار الأمير
صدر له ديواني " هنا الهاوية " و " في حضرة السهروردي " عام 2011 - دار الأمير
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |