لمـن أشكـو
* محمد البندر
لمن أشكوإذا سارتْ رياحي عكسَ
وجهتها
وأمعنَ ذئبُ أيامي
بتعذيبي
وحدّقَ في عيون الليل كي يجتاحني
ذيبي
لمن أتلو كتابَ الدمعِ
إن ضيّعتُ قافيتي
وإن كفكفتُ عطرَ الضوءِ
من أجفانِ أغنيتي
وتلفحني رياحُ الوجدِ
حين تمرُّ ملهمتي بذاكرتي
فتخنقني دموعُ الشعر إن تأتي
وتفقدُ وعيها
لغتي!!!
لمنْ أشكو
إذا أبحرتُ عكسَ الريحِ
أو خانتني أمواجي
فإنْ أطلقتُ سهمَ الماءِ
لن يرقى لأبراجي
أنا قنديلُ هذي الشمسِ
هذا الزيتُ من دمعي
وعودُ ثقابها المشحونِ بالحمّى
أنا بستانها العاجي!!!
أنا قدّيسُ آثامي
وهذا الصوتُ يرفعني
على مرأى من الموتى
لأنحتَ خلفَ هيكلهم
عظامي
وأشهدَ نقشَ أعينهم على تابوت
آلامي
فتحملني شياطيني
على أكتاف من عبروا
أنا إبليسُ شهوتهم
اصوغُ دماءهم تاجاً
وألبسهُ على
تاجي
!!
لمنْ أشكو وقد بعثرتُ
أوراقي
وغاصتْ مهجة الكلماتِ في أسرار
أعماقي
فلنْ أرضى بغير الحبّ
إيماناً ومعتقداً
ودستوراً أسيرُ به على رمشي
وأحداقي
ولن أشكو سوى للضوء
في هذا المدى
الباقي
* محمد البندر شاعر لبناني، صدر له : دموع البيلسان – حين يكتب البحر شعرا - عيناك بستان القصيدة
المصدر: جريدة السفير اللبنانية - 21/04/2012 - العدد 12164
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |