قم ترجّل ... يا صقر الضوء
مهداة إلى روح الشهيد القائد
الحاج خالد بزي ( الحاج قاسم )
قم ترجّل ...
يا صقر الضوء
وخذ بيد الشمس
وحيي الجموع
التي جاءتك من أربع رياح الشوق
واتساعات مدى الحنين
واشتعالات الشموع
جئناك ...
قم ترجّل ...
السر في سرك بان
وبانت الأرض
التي ماجت بالزهور
من جنى نعليك
وضحكت على الروابي البدور
سكارى من خمر الوضوح
في عينيك
جئناك ...
وجاءتك القرى
التي غفت طويلاً
على فراش ساعديك
وأنت ما غفوت
جئناك ...
يا صقر الضوء
ويا معلّم القوافل الحاديات في دروب المقاومة
وجاءتك بنت جبيل
وأنت عن كتاب حبّها
ما سهوت
تتملى في نمنمات وجهك الصبوح
فتطرب جرار الماء في عين هارا
وتخطف تلّة مسعود
سحر اللّفتات
من طلّتك يا روح الروح
وتستفيق شلعبون
على شهاب نارٍ من ضيعة كفيك
أذنه ملاك عند صف الهوا
وهرعت زيتونة المطران
تبارك لكرحبون
الذي أرعبت قطعان العتم فيها
وغنتك أطيار حولا
والوزال في الحقبان
وعيون مرجعيون
وطابت أغانيها
وحياك الورد في خلة ورد
وصفقت عيتا لشاديها
قم ترجل ...
يا صقر الضوء
السر في سرك بان
وضج الخبر في كل مكان
في أغنيات كروم الفلاحين
في أناشيد المطر
في لعاب العطر
تحت هسيس الأفانين
في أعراس الزهر
في حنجلة الوشم
على خدود الصخور البدويات
تتغناه أرض الغجر
قم ترجل يا صقر الضوء
ها جاءتك تلة الدواوير
و قد رأتك زينا لبختها
في فنجان الليل
وأنت تسقيهم كأس المنون
وجاءتك الناقورة
ترتدي فستان الموج
تحابيها حمى شمع
وتشهدان كيف رميت فأرديت
وأوقعت فوج الخنازير
في فخ الهلع
ورقصت مركبا بالمناديل المحناة بدم حرها الهتان
وهزجت في القنطرة أعواد الطيون والزعفران
وانبرى السهل في الخيام هتافا
ها قد أطل بلسم المواسم
قم ترجل...
يا صقر الضوع
يا معلم القوافل
السر في سرك بان
وصرت الحكاية
على عتبات الأمسيات في المجدل
والكتاب المفتوح
في شنطة النسيمات التي غزلت مراويل رقّتها
من عبق أنفاسك
في السلوقي والحجير
طرزتها في الأيسية أنامل الأزاهر
قم ترجل ...
يا العاشق الثائر
هذي المالكية تعدو على صهوة نمرها
حبا
وبركة النقار على دم أخضرها
صبا
تخفان إلى مزارك
قم ترجل ... يا صقر الضوء
وحيي الجموع
جئناك بيعة لا ترد
وعشقا لا يحد
نردد مع السيد فصل الخطاب
أنتم القادة
أنتم السادة
وأنتم الشموخ
وتاج الرؤوس
وأنتم الحسينيون الذين باعوا الله جماجمهم
رفيق شرارة
2 آب 2009
* ألقيت هذه القصيدة أثناء احتفال افتتاح حديقة شهداء بنت جبيل بتاريخ 2/8/2009
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |