{ و َاذكرْ في الكتابِ }
زينبَ **
(صلوات اللّه عليها)
ألا يا زينـةَ النِّسـوان ِمَريمِهـا و حَوّاهـا
و يـا إكسـيرَ فاطمـةٍ و ثانيةً لمَِعنـاهـا
و دُراً من أبي تُـربٍ وأصلُ الـدُّر ذرّاهـا
فأَتـأَمَتِ العُلـى فيها بحَيـدَرها و زَهـراها
تَجِفُ سَواحـلُ الإلهامْ دونَ بلوغِ مَرقاهـا
و تذرو الريحُ ما يَبِسَتْ مِن الأقلامِ جَرّاهـا
فلا ذو الفكر أدركها و لا ذو الشعر أَوفاها
ولا لفظٌ لذي لغـةٍ تَرَقّى مجـدَ ذكـراها
أيا قديسـةَ الأيـامِ و الطـورَ الذي باهى
به (سينـينَ) بارئـُهُ فَخَرَّ لقدسِ مَرآهـا
رَأى روحاً قد اِئْتَلَقتْ إذا ما الخطبُ وافاها
كأنَّ بَهيمَـهُ شَمْـسٌ و أَقمـارٌ تَغَشّاهـا
وجدتُكِ فيَّ (واهبَتي الحياةَ) و حِرزَ أُخراهـا
و باسْمِكِ فُلكُ أيّامي فمَجراهـا و مَسراها
تَفُتُّ شُجونُكِ نَبَضي و أَضلاعي و فَحْواها
و مِكحَلتي فمِروَدُها و عَيني ما اسْتَحَلاّهـا
و سُعْدي دمعُ أَجفاني فما النَّسـرينُ إلاّها
أَجَلْتُ القلبَ في يـوم الطفـوفِ وعُظْـمِ بَلواها
فقلتُ مقـالَ مضطربِ الوجـودِ إذا تَجَلاّهـا
أعيذُكِ أنْ يَكونَ هَوى (حُسينُـكِ) فوقَ غَبراها
و أنْ (عَبّاسُـكِ) قُطِعَتْ لهُ يَسـرىً و يَمْناهـا
و أنتِ حسـينُ و العبـاسُ قد حَيّـا بمَحياهـا
أُعيذُ خُـدورَك مِنْ هَتْكَةٍ أو سَلـْبِ طالاهـا
و أَنتِ الصَّـون و الأستارُ أصفَقُهـا و أَبهاهـا
لأَنتِ رِسالـةُ اللـهِ التي للرُّسْـلِ أَوحاهــا
تَنِـزُّ جِراحَـةَ الشُّهـداءِ صادِعـةً بأَنْبـاهـا:
(حسينٌ) سِدرةُ التوحيـدِ و (العباسُ) سَقّاهـا
و (زينبُ) ظلُّهـا الممـدودُ زاكٍ مَـنْ تَوَلاّهـا
فَدَتْكُـمْ نَفْـسُ مَولاةٍ لَكـم، صّلّى بني طـه
عَلَيكُم ذو الجلال مَدى الدهـورْ وبَعد مَرساها
و ما ريـحُ الخُزامـى في هَبـوبٍ فاح رَيّـاها
.....
** السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب - بطلة كربلاء.
* زينب عبدالعزيز العندليب، شاعرة كويتية.
بكالوريوس في اللغة الإنكليزية - جامعة الكويت 2005 م.
- مسجلة لشهادة الماجستير في الترجمة.
- تتقن أربع لغات: العربية - الفارسية - الفرنسية - الإسبانية.
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |