طــــواف
الشاعرة: شميسة عبد الله النعماني
وَكَمْ طَائِفٍ بالقَلْبِ مَا لَهُ حَجَّــةٌ
وَأَنْتَ بِلا طَــوْفٍ تَحُجُّ وتَعْمُرُ
وَتَسْعَى بِِأَشَواطٍ مِنَ الوَجْدِ والهَوى
وَغَيْرُكَ يَسْعى، لا يَمُرُّ وتَعْبُرُ
وتَرمي ثَلاثًا بالصَبابَةِ أَضْلُعي
فَنَذوي مِنَ الجَمْراتِ وهي تُسَعّّـرُ
لَحَاكَ النَّوى أَسْرَِِفتَ يَا فَاتِنَ الهَوى
أَتَقْتُــلُ نَفْسًا بالجَوى ثُمَّ تُنْكِرُ
تَعِيثُ الصَّبَا بالقَلْبِ كُلَّ صَبيحَةٍ
وفي خَلَواتِ الليلِ تَغْفو وأَسْهَرُ
فَدَيْتُكَ كيفَ ابْتعتَ سِحْرَكَ والكَرَى
ومَفْتونَةً بالحُبِ تُخفي ويَظْهَرُ؟
أَجَبْتَ ابتِسَامًا ثُمَّ قُمْــتَ مَحَــبَّة ً
وقلتَ الذي يسْبي الفؤادَ ويأسرُ
"نعاسٌ يُغشّي الجَفْنَ والقلبُ ناهضٌ
يموجُ مع الناياتِ فيكِ ويَسْكَرُ
ويَغْرَقُ في لَذّاتِ روحِكِ هائمًــا
ويَطفو مع الأَنْــداء منكِ تُعطَّرُ
أفردوسَ هذا العشقِ تفديكِ مُهْجةٌ
تُلملمُ منكِ الدفءَ وهو مبعثرُ
وتشهقُ للأقدارِ أنكِ موئـِـــــــلٌ
يُرَمِّمُ آثامَ الزمانِ ويَغْفِـــــرُ
أحبكِ كالأيامِ يزدادُ عمـــرُهـــا
قرونًا وأحقابًا ولا الحبُّ يُقْفِرُ
فريدةَ هذا الكونِ حَجّتْكِ أضلُــعٌ
بكلِ شهورِ السلمِ أو حين يثأروا
ولو خُيّرت يمنايَ بينكِ والدنــا
لأقبلتُ نحوَ العشقِ لا أتحيَّرُ
مليكٌ بلا دارٍ يؤمُّ عروشَـــها
ولا يشتهي صيتـًا ولو قيلَ تدمرُ
فحسبي محيطاتٌ من الوجدِ في دمٍ
له مدُّ شوقٍ هائجٍ ليس يَجْزُرُ"
وقلتَ كثيرا لستُ أحصي كمالَهُ
وسالَ من الأهدابِ وجدٌ وأنهرُ
وما عادَ في الحرفِ الأنيقِ كفاية ٌ
من الزادِ كيما يعتليكَ ويَشْكُرُ
فقد أشعلَ القولُ المحبُ غواية ً
من الصمتِ تستفتي الجمالَ فيُزْهِرُ
غوايةُ أنثى تحتفي بربيعِهـا
ودهشتُهــا بينَ الجوانــحِ تكبُرُ
فلو غبتَ يومًا أو غفوتَ "سياسةً"
تعدُّ الثواني وهي كيدًا تُعمِّــرُ
وتخشى من الأحزانِ أن تستبيحَنا
روايةَ قتلى الشوقِ والعمرُ معبرُ
فطُفْ كيفَما شاءتْ ملاحمُكَ التي
تطوفُ بقدسِ القلب للحُبِّ تَنْصُـرُ
شميسة عبد الله النعماني
شاعرة وكاتبة عُمانية، تنشر في الصحف والمجلات العربية تُعِدُّ لإصدار ديوانها الأول.
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |