مطويات علنية ( رقم 1 )
لو ارتدى الجَحشُ الحريرَ
بقلم: محمد حسين بزي
سنون عشر قد مرّت على كتابة هذه القصيدة التي لم تنشر لتاريخه، وكانت قصيدة مطولة؛ ومهداة لحاكم بعينه..
أما وقد عمّ ما تمّ من حكم ٍ وحكامٍ ونفطٍ و"سلامٍ" وغزة وهرولة، ...
وأما وقد صار النفط دخلاً قومياً لمعظم بلداننا المُستأكلة؛ من المحيط إلى الخليج، فلم تعد القصيدة تخص حاكماً معيناً، لهذا حقَّ عليّ أن أهديها لمعظم الحكام؛ بعد أن شذّبتها بحذف أسماء العَلم؛ لتستقرّ أعلام الأسماء، سيما المسكين حنظله.
لا شــــــكَّ أنـــــــّا أمّــــة ٌ
بين الــــــورى مُسْتغـفَلهْ
تتلاعبُ الأريـــــاحُ فــــي
أجزائِــــــها المُتخلخِـــلهْ
وبرَغم أنْ كانت قديمــــاً
بالجَــــــلال ِ مُكَــــــــــللهْ
بنبوغِها أعجـــــوبـــــــة ً
بالعبقريَّــــــةِ أمثِــــــــــلهْ
بشجاعـــةٍ فتحَتْ بـــــها
عُصُرَ الظلام ِ المُقفـــــلهْ
بالحربِ لا يُعلى عــــــلى
آسـادها المستبســـــــــلهْ
الفتحُ رمزُ سيوفــــــــها
والنصرُ فـوق الأنمُــــــلهْ
دانت لها الدّنيا ومــــــا
برِحَت بهـــــا مُتعـــــــَللهْ
في عصرنا هذا تراءى
تحت حَدِّ المِقصَــــــــــلهْ
تسعى بأرجُلها إليــــها
وهـي كالمُستعجَـــــــــلهْ
نقضَتْ أصالتها فصارتْ
في الأصـــولِ مُهلــهَــلهْ
العزُّ ولّى والسّيـــــــادة ُ
كالسّيوفِ مُضَلــــــــــــلهْ
والمجدُ حوَّلَ ضـــــوْءَهُ
عنـها، وأطفأ مِشعــــــلهْ
والبأسُ صِفرٌ والبسالة ُ
في القلوب مُعَطّـــــــــلهْ
حُكّامها جُبناءُ طبــــــعاً
والطبـــائعُ مُـــــــــرسَلهْ
متنكرون لأصلِـــــــــهم
وأصولِهم في الأمثــِــلهْ
إنّ العروبة َ أصبـــحت
منـهم بحجم ِ السُّنبُــــلهْ
قلْ ما تشاء فإنـــــــــهم
رغـمَ التقوُّل ِ مُشـــــكلهْ
• • • • •
الحُكمُ مَذأبَة ُ الذئـــــابِ
هنا لُبَــــــابُ المَســـألهْ
فهناك مَن يحيا حيـــاة ً
لا تســـــاوي خَـــــرْدَلهْ
والبعضُ يزعـــــم أنــهُ
الـــهادي لأُذْنٍ مُقفــــلهْ
أو أنه فخرُ الزمــــــان ِ
بأمّـــــــــةٍ مُتنــصِّـــــلهْ
أو أنه أسَدٌ بغـــــــــابٍ
واليــــــــــدانِ مُكبّـــــلهْ
ومُصَفِقــــــــون وراءَهُ
مُتشبّثـــــون بـ"حَنظلهْ"
يتذمرون لشامِــــــــــخ ٍ
من فوق مَدرَج ِ مِقصَلهْ
حَصَدَ النفوسَ، وفي يدٍ
ما زالَ يحـــــملُ مِنجَلهْ
وعيونهُم ترمـــــي إلى
ما لا يُرى في المَــهزَلهْ
بالمال أوّلُ أمـــــــــــّةٍ
رُفعَتْ لأرفـــــــــع مَنزِلهْ
مـــالٌ تغرَّبَ واخـــــتفى
عن أمّـــــــــةٍ مُستــأكلهْ
مِـن آكـــــلٍ مُستأكــــــَلٍ
أو جائـــــع ٍ فــي مَزبَلهْ
أو ناقــــــــم ٍ مُتمــــــرّدٍ
أو عقربٍ فـــــي مَعْسَلهْ
" الشّنفرى " "بالنفطِ"
أنشأ دولـــة ً مُستـــدْوَلهْ
هو أوّل النسَبِ الصريح
مُسَلسَلا ً في سِلسِــــــلهْ
ملكَ الصحاري وابتنى
مُلكاً وأغــــفلَ مَــــجدَله
بالنفط أعــــــــلاها بــلا
حِصْن ٍ فحَصّنَ مَـــنزِلهْ
دبُّ الصّعاليك اعتـــــلى
عَرشَ الجياع ِ وشَنشَله
قد كان صُعلوكاً فأصبحَ
مالـــــــــكاً مــا أبسَلهْ !
ولو ارتدى الجَحشُ الحريرَ
لعفَّ عـــــن ذاك البَلهْ
ولرُبّما هتفــــــــوا لــــه
يا حاكماً ما أعــــدلهْ ؟
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |