وتؤم غزَّة الصلاة
بقلم: محمد حسين بزي
![]() |
أنا هنا .. لن أُقرِأَ الموتى السلام..
ولا حتى أُمي
ولا أبي
ولا جدتي العليلة
ولن أكتب على "وزن"
ولا على " تفعيلة"
فقد أضنانا " الخليل"
وفضحتنا "الخليلة"
ونعانا العويل
واغتصبتنا الرذيلة
وفعلت الأفاعيل
وقلنا: ياااا جميلة
فالوزنُ غزَّة
والشِعر غزَّة
واللغة غزَّّة
والأمة غزَّة
والأسماء غزّة
وغزّة وحدها،
وحدها الجليلة
أنا هنا..
سأشتم كل ناظر..
وكل صامت، مهما علا شأنه
حتى لو كان الشِعر نفسه
أنا هنا..
سأبصق على فنّ الخطابة
وأفوه خطاب
ما لم يكن دبابة
وبندقية وحِراب
أنا هنا..
سألعن كلّ من هان
وكلّ من خان
وكلّ من صافح
وكلّ من سامح
وكلّ من لم يستشهد لأجل غزّة
وأقول هنا:
ماذا لو أُذِن بالقيامة
وزغرد الرصاص
وأُذِنَّ للنجيع
أن يكتب سطور البداية
ويُعلن النفير
وتموت بدمها الوردات
وتشرب ظمأها المنايا
وتثور منَّا الرفاة
ونروي أولى الحكايا
وتؤم "الجنازة" الصلاة
وتُصلي خلفها الكرامة؟!
هي غزّة .. كَبِّروا خلفها
الله أكبر..
الدم أكبر..
رُصّوا الصفوف
فـ والله
لن تُقبل دونها الصلاة
وماذا لو قتلنا "نعم" و "واو" الجماعة
وجماعة "الواو"
وأعلنت عن نفسها "لا"
وقتلنا الحارس و "الفارس " والكنَّاس
وأشبعت بطنها المجاعة
وخرجت من بيوتها الناس
تخلع "بُردة " المهانة
وماذا لو قامت الشعوب
تشرب نخب حُلمها
بجماجم الحكام
وما بقيَّ من عمرها
وتصحو الأحلام
وندفن كل زعامة
وماذا لو أُذِن للأرض
أن تقذف من بطنها كل الفخامات والملوك
ويمشي الطول بالعرض
يمحو آثارهم
ويُذرّي رفاتهم
ومن الأحياء
يسحب الدماء
حتى آخر عرق
ماذا لو أُذِن لغزّة
أن تثأر للشهامة
وماذا لو أُذِن للحياء
وكشفت عن نفسها الندامة
بأن تكتب بالدماء
تعتذر عن الملامة
وتهبُّ العروبة
كإعصار الخُصوبة
تُلقح تاريخ المُصيبة
وتدفن كل نَعامة
بعدها سنأذن (نحن)
للحكام بالرحيل
لكن لدار القيامة
عندها لغزّة نقول:
حمداً لله على السلامة
حمداً لله على السلامة.
الدوحة: 28/12/2008
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |