بقلم: محمد حسين بزي
مقدمة: وطني لي ... لستُ منه .. هو مني؟ "خاطرة فيها القليل من الشعر والكثير من الألم، كنت كتبتها في شهر رمضان عام 1997 وبغداد تُضرب بالنار ...، وقبل أن يغادر أطفال العامريّة لُعَبَهُم الوردية؛ كنت أنهيت هذه الخاطرة" |
ما أصعبَ الكلامْ
والحروفُ من صمتْ
وليسَ لها صوتْ
سوى الوقتْ
وما أصعبَها أيتها الأميرةُ
تلك الحيرةُ ..
وما أصعبَ الصمتْ
***
مقدماتٌ: لا تُغني عن قرارْ
غداً سأُعبِّئ ما أحملُ منْ ثقافاتْ
وما بقيَ من لُغتي
ووجهِ أمي.. والحكاياتْ
وأرحلُ بصمتٍ كما الأقمارُ
أهاجرْ ..
كما الدخانُ من النارْ
احملُ في حقيبتي غربتي
أشدُّ عليها الحزامْ
وتقاسيمَ الانهزامْ
***
بيمني ورقِيْ وقلمي
وفي الأخرى قصائدُ لألمي..
غداً..
أتلو آيةَ السّد
على كتابِ الحدودْ
وأتفلْ، فقد حانت ساعةُ التفلْ..
على الأنفسِ المتقيّحةِ ورائي
وعلى الأسلاكِ المصنوعةِ من دمائي
***
غداً سأتوه قليلاً بين صمتي ونفسي
وتغادرني بعضُ قصائدي
وأستودعُها خلفَ الأسلاكْ
وأحفظُها بآياتٍ من الوردِ
وأخرى من الأشواكْ
فهذي بلادٌ
تصنعُ من الزهرِ نصراً
ومن الكُحل حِرابْ
هذي بلادٌ .. يحفرُ الزهرُ فيها كلَ اللحودْ
والمدافعُ ليستْ للحربْ
فالجماهيرُ تكفيها الرعودْ !
لشهرِ الصيامِ مدافعُنا ولعيدِ الفطرْ
رعودٌ.. سدودٌ
لحودٌ .. حدودْ
سبحان الملكِ المعبودْ
نشيدنا الوطني هذا .. وصلاةُ الجنودْ
***
غداً .. أحملُكِ مع دفاتري
وأفضحُ الوعيَ العربيَّ المزعومْ
غداً أفضحُ القهرْ
غداً أشتُمُ السلطانْ
ليس محبةً بالشتم
بل لأفضحَ العهرْْ
فأسماءُ اللهِ صادرها مولانا
وعلّقها أوسمةً بالقصرْ
صلاةُ الجنودِ جرأتُه حبيبتي ..
وصلاة العصرْ ..
***
غداً .. سأفتحُ كُتبَ التاريخْ
وأفتشَ عن العربْ
عن اليرموك ... عن القادسيةْ
عن طارقٍ .. وابن نُصيّرْ
عن حطينَ وصلاحِ الدينْ
غداً .. سأفتحُ القاموسَ المحيط
وأسألُه:
ماذا تعني كلمةُ عربْ ؟
وأسألُهُ عن بغدادْ
هل تعني كومَ رمادْ ؟
فاقطعوا شرايينكم ..
إن كنتم عربْ
وأطلقوا السيلَ دِماءْ
فالقهرُ أعيانا ..
وأدمانا الطربْ
كفاكمْ رقصاً على أشلائِكم ..
كفاكمْ صخبْ
***
ماذا تنظرونَ بعدْ ؟
مُدنُكم كُلُّها رمادْ
بغدادُ ليستْ أخرَها
الأولى بغدادْ
***
لا جوابْ .. لا جوابْ !
الكُلُّ في رقادْ
كما القبور أنتم
كما الجمادْ
***
غداً .. سأخرجُ عن (مِلتكمْ)
حتى لا يلعنَ التاريخُ أُمي
سأخرجُ بصمتٍ كما النارْ
أحملُ في حقيبتي غُربتي والأسرارْ
وأقتلُ ورائي كلَّ الذكرياتْ
وأحرقُ التاريخَ الذي حنَّطنا بالفُتُوحاتْ
***
غداً .. سأغيّر جلدي ولوني
وأشقُّ أُذني
حتى لا أسمعَ اللعناتْ
غداً .. سأُوزّعُ ثقافتي
على المعتوهين وعلى الغانياتْ
فيرموكُكُم مهتوكةٌ
وحِطِينُكم سخافاتْ
***
بئسَ ما بقي لكم
سيرةٌ لزيرٍ وأخرىَ لعنترْ ..
وبعضٌ منْ مُعلَّقاتْ
يتمثلكم الغازي دليلاً
يخاطبُ بكم السامعينَ والسامعاتْ
إن لم تمتثلوا .........؟
انظروا للعربْ ..
لا تجدون إلاَّ َأمواتاً..
على قيّدِ الحياةْ
***
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |