سلم انتصار لا سلام جبان
بقلم: محمد حسين بزي.
سلام عليكم من لبنان الذي يكابد ما يكابد هذه الأيام...
سلام عليكم من مقاومته الصابرة المحتسبة، سلام عليكم من مجاهديه ومناضليه من جنوبه الأبيّ لأقصى شماله الوفيّ
ها هي'اسرائيل' الغاصبة لفلسطين الحبيبة تستعد للإحتفال بعيدها ال60، ونحن في لبنان نستعد لذبح مقاومتنا؛ وكشفها أمام العدو!!!، ننفذ الأهداف التي عجز الصهاينة عن تنفيذها في عدوان تموز 2006م. !!.
نريد أن نجرد المقاومة من سلاحها، ونكشف اتصالاتها وقادتها كرمى لعين أولمرت وبوش!!.
نعم، هذا ما يجري في لبنان الآن، وآخر سلاح أشهروه في وجه المقاومة؛ هو سلاح الفتنة الطائفية (المذهبية بالتحديد)، فيا للأسف ويا للهوان.
الأمم المتحضرة تنصب لمقاوميها أقواس النصر وتحتفل بهم، بينما 'نحن' ننصب لهم الكمائن، ونكشفهم أمام العدو، وربما غداً نحاكمهم بتهمة الخيانة العظمى!!!.
وبما أننا لا _ولن_ ننفصل عن فلسطين، أضع في متناولكم هذه القصيدة المتواضعة في محضر فلسطين المقدس، حيث كنت قد كتبتها(عام 1995م.) ولم أبلغ يومها ال24 من العمر، وهي مهداة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؛ القدس الشريف، وكفى بها كلمة فصل.
سلم انتصار لا سلام جبان
يـا موطنـاً عـاشَ المصـائبَ كلّها
في كـلِّ عصـرٍ غابـرٍ وزمـانِ
إنَّ المجـازر َفي بـلادي عمّـرتْ
عُمْرَ الـزمـانِ كـلاهمـا هرمـانِ
نبنـي ويـأتـي مـن يُقـوّضُ عـزّنـا
فنعــودُ للتّعميــر والبُنيــانِ
هدمـوا مدائننـا مـراراً فـأبتنـى
أجـدادنـا بـالـرّمـل والأطيـانِ
يغـزو الأجـانـب مُلْكنـا طمعـاً بمـا
في الملك من خصبٍ ومن عمرانِ
ليكـون لـلأعـداء ملكٌ دائمٌ
وقـواعـدٌ للحـرب والإسـكانِ
يستثمـرون بـلادنـا وكـأنهـم
خُلقـوا بـلا أرضٍ ولا بُلــدانِ
يسْتعْذبون المالَ نهْباً سائغاً
والماءَ من عرْقٍ ومن شرْيانِ
ذئبانُ ترْتعُ في ربيع بلادنا
ونُيوبُها بمناحرِ السكانِ
همجيّةٌ في الغرب رغْمَ تبجّجٍ
بالْعلْم وهو وسيلةُ الطغيانِ
يتلذّذون بأكْلنا أحياء أو
أمواتَ من جُثثٍ بلا أكفانِ
أو َبعد ذلك يلْهجون بسلمِهِمْ
وحقوقِ إنسانِ بلا إنسانِ
السلْم ُطفْلٌ والسياسةُ أُمُّهُ
خلقتْهُ من جُرثومة البُهتان
ما عاش إلا للدعاية كاذباً
ومُبوّباً بصحيفة الإعلانِ
يبدو كما رسمتّه ريشةُ فاسقٍ
من بدْعةٍ في الشّكلِ والألوانِ
بدعٌ تُروّجُها السياسةُ بيْننا
ليْستْ من الأعْرافِ والإيمانِ
في كل يوم بدْعةٌ في صورةٍ
للسّلْمِ في لُغةٍ بأي لسانِ
***
السّلْـمُ فـي أوطـاننـا نحيـا بـه
فـي غيـر أعـداءٍ ولا عـدوانِ
لا بدْعـةً قدْ مُوّهـتْ بالسّلـْمِ أو
جـاءت مـع الطـاغـوتِ والطغيـانِ
سلْـمُ السيـاسةِ احتـلالٌ دائـمٌ
ضحـكٌ يمـوجُ علـى لحـىَ الأذقـانِ
إنـّا قـَرَأنـا سِلْمكُمْ بصحـائـفِ
التّلمــودِ أو بحــرائـقِ النيــرانِ
سلْـمُ العـدُوِّ المُستبِـدّ بـأرضنـا
مستـوطنـاً بالعُنْـفِ والسلطـانِ
سلْمُ القـراصنـة الـذين استـوطنـوا
أرْضَ الهـدى بشـرائـعِ القُـرصانِ
فإلى الجحيمِ ِبكُمْ وبالسّلْمِ الذي
ولـدتُـهُ أمُّ الخُـبثِ فـي الإعـلانِ
***
من ألـْفِ عـامٍ قـد رأينـاكـم ومـا
زلْنـا نـراكـم أيهـا الثَّقَـلانِ
أعـداءَنـا مـا أن تلـوحَ وجُـوهُكُـمْ
حتـى تثـور َمـراجـلُ النيـرانِ
والأرضُ تعْـرف أنّكُـمْ أعـداؤنـا
والـريـحُ والأشجـارُ والقمـرانِ
ويحـسُّ وطْـأ خُطـاكـمُ شهـداؤنـا
وكـذلـك الثـاراتُ فـي الأضغـانِ
صُبّتْ كوارثُكُم على أرضِ الفِدى
بـالضّـرْبِ فـوق شـوامـخِ الصُّـوّانِ
فـي كـل بيـتٍ لا أقـول منـاحةً
بـل صَيْحَـةُ التكـريــم للشبـانِ
كَثُـرَ الفِـدائيـون فـي أوطـانِنـا
ما بين راوي الأرض أو ريَّانِ
مـا ذاقَ طَعْـمَ المـوتِ فـي سـاحـاتِه
إلاّ الفتـى المـاشـي علـى النيـرانِ
لَيْـثٌ مشـى ينْقَـضُّ فـي وثبـاتِـهِ
وبكـلِّ مـا فـي الـروحِ مـن إيمـانِ
عُـرْسُ الفـدى فـي كـل يـوم قـائـمٌ
بِـزفـافِـهِ ولكثـرةِ العُـرسـانِ
إنَّ الشهـور َعلـى المقـابـرِ أَوْسمـت
بـالـوردِ والنسـريـنِ والـريحـانِ
حتـى الفُصُول غَـدَتْ ربيعـاً دائمـاً
والـزَّهـرُ مُفْتَرٌ علـى الأغصـانِ
لا سِلْــمَ إلا بـالجـلاء وانـــه
سِلْــمُ انتصــارٍ، لا سـلامُ جبـانِ
***
ملاحظة: الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |