عن الأرض والشهداء(4)
الوداع الأخير
بقلم: الشاعر موسى فضل الله.
مهداة إلى أرواح شهداء الوعد الصادق الذين ارتفعوا في الحرب الأخيرة |
ونحكي أخيراً وينحسر الضوء عن من تبقّى وهم كل ضوءٍ يسيل ونبقى ويرقَون كالراحلين وما ان أن يُسرجوا للرحيل *** ستفقدكم خوخة الدار تفقدكم زهرة الدرب تفقدكم شتلة التبغ ... والقلبُ يا أيها الراحلون على صهوة الحب ما قد تبقّى من الليل لن يستفيق على غير أوتاركم فارجعوا قبل أن ننطوي في الحقول *** ...ويا أيها العابرون مع الريح في إثركم سوف تمضي ألوف الحكايا، مع الصبح أو في ظلام المسايا.. تعالوا نرش من العطر فوق الربى والسهول تعالوا فلن يكسر الحبَّ رجعُ الأذى المرّ لن يعتريه الأفول *** على رسلكم أيها المزمعون على رسلكم أيها العابرون على رسلكم إن هذا الزمان الذي تحملوه سيفنى ولن يلتوي أو يطول.. على رسلكم إن تلك البلاد التي تزرعوها ستبقى ولن تنحني أو تزول *** تعالوا فما حالنا إن تركنا لدى البحر اهاتنا كي تجفَّ تعالوا نودّعكم إن للأرض حباً ولا تترك الأرض حباً وذا الورد رفَّ أمدّوا حكاياتنا بالبطولات والحبِّ لا تتركونا فليس لدى الصبر عن يومكم غير صبرٍ جميلْ *** ومنّا ومنكم ومن دمّنا الحرّ من حبّنا كان زهر الحقول.. وعنّا وعنكم وعن عشقِنا الأرضَ عن عشقِها عشقَنا سوف تحكي الفصول *** كتبتم لنا فوق وجه البلاد: بلادي وما ليلها بالطويل شموسٌ وما اذنت بالأفول خرابٌ ولم تعرف المستحيل كتبتم لنا فاقرأوا مــا كتبتم وغنّوهُ، نشتاق كلَّ الحنان الذي شابَ أصواتكم في السهول وغنّوه فالورد عاف الذبول وغنّوه إنّ الأغانيَّ دنياً يرقُّ بها الحب عند الأصيل *** ويا أيها الخالدونَ السماءُ التي تسكنوها أفاضت علينا من الدفءِ والحبِّ لا تتركوها فعمّا قليلٍ سنسري إليكم فلا تتركوها ولا تتركونا فعمّا قليلْ.. اتون فوق سنا البرق اتون اتون عمّا قليل |
ملاحظة : ان موقع دار الأمير للثقافة والعلوم لا يتحمل اي مسؤولية عن الآراء والمواضيع المطروحة في هذه الصفحة ، فهي تعبر عن رأي أصحابها فقط |