عن الأرض والشهداء(3)
..كما شاءت الأرض
أُلقيت في مهرجان بنت جبيل الثقافي الأول
التي نظمته هيئة بنت جبيل الخيرية الثقافية "هبة"
في مدينة بنت جبيل _ 11/11/2006 م.
مهداة لروح الشهيد القائد الحاج خالد بزي |
بقلم : الشاعر السيد موسى فضل الله |
.. ونحكي
كما شاءت الأرض
تحت الأفانين عن حبها
وفي غفلة من ضياء القمرْ
وفي هدأة الليل
تطفو حكايا المحبين
فوق البساط المندّى
كما شاءت الأرض
فوق الشفاه الحيارى
وفوق الزَّهَرْ
***
رقيقٌ كأنسام صيفٍ
رهيفٌ
كحدٍّ لسيفٍ
أحبَّ السواقي
وكل البلاد التي غازلته
وكل الطيور
وكل النجوم
فهلاّ سألت السماوات أمراً؟
وهلاّ سألت الحصى والمَدَر؟
***
له
إن رأيت الشموسَ
الحياة التي تعتريها
فهل تُبصر الحب فيها
هل تبصر الصفو فيها؟
له الماءُ رقراقه مُحْتَضَرْ
له قُبّةُ الأفق
هلاّ شكمتم بنيها
ومن راح في إثرهم أو عَبَر؟
له العادياتُ
له المورياتُ
المغيرات صبحاً
له النصر مؤتلقاً والظَفَر
ً***
وروّى البلاد التي عشقته
وأوردها وِرْدَه السلسبيل
كأني به شعلةفي الدروب
كأني به دمعة لا تسيل
كأني به شمعة إذ يذوب
كأني به العشق عند الأصيل
كأني به بعض ذاك المطر
***
وشيءٌ من الحبِّ فيه
وشيء من العَصف فيهِ،
براكين كل الأماسي،
وكل الأقاصي
وأيام بدرٍ وخيبر
وايات حقٍّ ستظهر
وأمرٌ من النصر أكبر
فهلاّ سألت السهول
وهلاّ سألت الجبال
وهلاّ سألت الرُبى
وهلاّ سألت الشجرْ؟
وهلاّ سألت الهوى
وهلاّ سألت الجَمَال
وهلاّ سألت الدُّنى
وهلاّ سألت القدرْ؟
ً***
وعيناه بحران لا يبغيان
.. عَذْبان
مثل انبجاس الحَجَر
وعيناه شمسان لا تغرُبان
دليلان للفتح في كل برّ
وفي سدرة المنتهى عاشقٌ
سيتلو حكاياه تِلوَ السور
***
.. كما شاءت الأرض
كان المُحبّون،
وفي قلبها
كلُّ تلك الصور
ملاحظة : ان موقع دار الأمير للثقافة والعلوم لا يتحمل اي مسؤولية بالآراء والمواضيع المطروحة في هذه الصفحة ، و ليست بالضرورة تمثل رأي الموقع |