عن الأرض والشهداء (2)
أُلقيت في مهرجان بنت جبيل الثقافي الأول |
مهداة إلى روح الشهيد القائد راني بزي |
بقلم: الشاعر السيد موسى فضل الله |
... وأحكي
لأنّ الحكايا
رسائلُ حبٍّ من الميّتينْ
إلى الخالدين.
وأحكي
لأنّ الذي لاذ بالصمت دهراً
سينطقه الشوق في الصامتين
***
تسير الدروب
وتلوي أعنّة خيل الجنوب
لتمضي إليه
وتغفو قليلاً على راحتَيْه..
وفي مقلتيهِ
رياح غضوب.
وإن الورود التي ودّعته
تتوق إلى وردتين،
كأنهما القِبْلَتَيْن
فلا تسألوه عن الحبّ
ذا حبُّه في السنين..
ولا تحبسوه عن الضوء
ذا ضوءه يستبين.
***
وتروي الفراشات
عن قلبه الغضِّ لوناً
وتروي هواه
وكيف سقى الأرض في ساعة العشق
عشقاً
وألبسها من دماه..
كأنّ الملائكة المنزلين
على مريمٍ
قد أتته..
كأن السماء التي جالها الحقد
ما صادفته..
كأن لم يجلها..
وان النبيين في منتهى الحب جالت سماه كما لم تجلها
***
»ترون الملائكة الرافدين؟
ترون النبيِّين والصالحين؟
ترون الأحبّاء والطيِّبين؟
كأني أراهم«..
وكان يرى كلّ ما لا نراه..
وكان لدى الغيب في الشاهدين
وصار على الله في الوافدين
وأكرمه ربُّه في ذراه..
***
وأسرَى ليبقى بها الميتون
وطيفٌ له رقّ تحت الجفونْ
وقد رقّ قلبٌ
وفاضت عيونْ
وإنا على إثره عابرون
فإن اثقلته الدِما والجراح
فإنّا على إثره عابرون
وإن مزّق الحبَّ حقدٌ الحديد
فلن يهزم الحبّ هذا المجون
***
وعاد الذي لوّن الياسمين
على صهوة البرق عاد
عاد المغذُّ الذي أوقد الحبَّ
في ذروة العشق عاد
عاد إلى الأرض
فاجتاحها بالحياة
وللأرض أسئلةٌ لا تموت..
للأرض إرهاصةٌ في الخفوت
للأرض قلب الأباة
ملاحظة : ان موقع دار الأمير للثقافة والعلوم لا يتحمل اي مسؤولية بالآراء والمواضيع المطروحة في هذه الصفحة ، و ليست بالضرورة تمثل رأي الموقع |