سكرانُ غُصْن الهَوى؟
أُلقيت في مهرجان بنت جبيل الثقافي الأول التي نظمته هيئة بنت جبيل الخيرية الثقافية "هبة" في مدينة بنت جبيل بتاريخ 11/11/2006 م. |
بقلم : الشاعرة الأستاذة أمل طنانه
سَكرانُ غُصْنُ الهوى؟ لاتَسألوا الغابا لمَّ السـّناءَ وَرَشَّ الـعِطْرَ أَطـيابا
نَشوانُ؟ يَحْضُنُ منْ راحِ الفِِدا مُهَجاً صارَتْ هِيَ الشَّدْوَ لَمّا بِالثّرى ذابا
صارتْ هيَ الـطَّيْرَ غنّى في مَـراتِعِهِ لحناً منَ العِشْقِ كانَ العِشْقُ غَـلاّبا
ثُمَّ ارتَمى في عُيونِ الوَجْدِ إِذ هَمَسوا يـاوَيْحَهُ مُغْرَمٌ مِنْ بَعْدِ أَنْ شـابا؟
رُحْماكَ رَبّي وَهَلْ أَوْزَعْتَ مَنْ عَشِقوا في خافِقِ الصَّدْرِ أَعْذاراً وَأَسـْبابا؟
أَمْ هَلْ مَنَعْتَ الْهَوى عَنْ قَلْبِ عاجِزِهِ؟ أَمْ هَلْ رَمَيْتَ عَلى الأَبْصارِ جُلْبابا؟
أَحْــلى الخُدودِ لَــتُفّاحٌ بِهِ ثُلَمٌ قـالَتْ لِـطالِبِه طَعْمُ الْهَوى طابا
أَحْلى الغَرامِ لِقَلْبي كانَ آخـــِرَهُ أَحْلى النَّهارِ أَصيلٌ يـوصِدُ الـبابا
أَحْلى الْـكِفاحِ لَمـَجْدٌ أَمَّ جَـنَّتَهُ روحٌ تُناجي السَّما لَمّا الرَّجا غـابا
ضَنَّ الْعِناقُ عَلَيْها وَالْمُنى احْتَجَبَتْ إِلاّ تَرى الـدَّمَ كَالشِّلاّلِ مُـنْسابا
فَاسْتَدْعَتِ الرّوحُ مِنْ أَوْداجِها وَدَجاً زَفَّ النـُّعوشَ إِلى الْــعَلْياءِ أَسْرابا
* * * * *
تـاقَ الْـجِهادُ إِلى راياتِهِ وَجــِعاً رامَ النـَّوالَ فَأَلْفى الْوَصْلَ مِحْرابا
صَـلّى عَلى الْمَجْدِ في أَفـيائِهِ وَدَعا لَبّى اللِّقاءُ وَمـاجَ الْـعُمْرُ إِخْضابا
* * * * *
لُـبْنانُ كَـبَّرَ ِإذْ فـاضَتْ منابِعُهُ لَمّا الـظَّماءُ ابْـتَلى في البيدِ أَعْرابا
رَفَّـتْ عَلى الأُفْقِ راياتٌ يُعانِقُها صـَدْرُ الـزَّمانِ فَما الْعُشّاقُ أَغْرابا
إِرْوي أَبِنْتَ جُبَيْلٍ إِنْ هُمُ صـَمَتوا تُصْغِ الْـحِجارَةُ بَيْنَ الـرَّدْمِ إِعْجابا
عَنْ فِتْيَةٍ خَرَجوا مِنْ تَحْتِ أَضْلُعِها نـَزْفَ الْحَميمِ كَصَخْرٍ حُمَّ فَانْسابا
ثارَتْ بِهِ الرّيحُ فَوْقَ التَّلِّ فَانْتَظَروا قَـوْسَيْنِ هُمْ بِرِجالِ اللّهِ أَوْ قـابا
* * * * *
إِسْتَقْسَمَ الذُّلُّ في صُهْيونَ فَانْقَسَموا قَوْمٌ رَجا الْمَوْتَ قَوْمٌ باسَ أَعْتابا
لُـبْنانُ لَـيْسَ فَـراديساً مُـعَلَّقَةً أَوْ ما نُـلاقي بِهِ لَـهْواً وَأَلْعابا
لُبْنانُ قَهْرُ الْـعِدا، لُـبْنانُ هـاوِيَةٌ مَنْ ظَنَّهُ رِحْلَةً لِلصَّيْدِ قَـدْ خابا
إِذْ أَنْجَبَ الْخُلْدَ ما شاؤوهُ مـَقْبَرَةً وَاسْتَمْطَرَ السِّلْمَ ما سَمَّوْهُ إِرْهابا
وَاسْتَحْضَرَ النَّصْرَ مَنْ كَمّوا نَواجِذَهُ يَذْرو بِه الكِبْرَ إِمّـا راحَ أَوْ آبا
* * * * *
خـَلْفَ الْجِدارِ أَنينُ الأَسْرِ يَـسْأَلُهُ هَلْ يُرْجِعُ الصُّبْحُ لِلأَحْداقِ غُيّابا؟
لَمْ يَشْتَكِ الْبَيْنَ والأَصْفادُ ما صَدِئَتْ حَتّى حَـلَفْتَ وَدَقَّ الْوَعْدُ أَبْوابا:
لَنْ نَتْرُكَ الْـقَيْدَ لِلأَحْرارِ يُـتْرِعُهُم قَـهْرَ السَّراديبِ إِرْهاقاً وَإِتْـعاباً
تَـحْتَ الصَّواعِقِ لَـمَّ الحُرُّ غَـلَّتَهُ عَزَّ الأَسـيرُ وَلَمَّ الْـبَغْيُ أَخْشابا
* * * * *
سَلْ ذا الـزَّمانَ أَيَمْحو في دَفـاتِرِهِ نَـصْراً مِنَ اللّهِ بِالأَرْواحِ مَكْتوبا
دَقَّتْ عَلى الـنّارِ أَيْـديهِ مُخَضَّبَةً فَانْصاعَ بابُ الْمُنى تَـوْقاً وَتَرْحابا
داسَتْ عَلى النَّجْمِ مِنْهُ خُطْوَةٌ فَهَوى لَـثْمُ الـضِّياءِ عَلى نَـعْلَيْهِ وَثّابا
ذاكَ ابْنُ أَحـْمَدَ نَـصْرُ اللّهِ سَيِّدُنا نَـجْلُ الإِمامَةِ ما أَنْقاهُ أَنْـسابا !
إِذْ ضَمَّهُ النَّصْرُ عُـنْواناً لِسـُؤْدَدِهِ وَاخْتارَهُ العِزُّ دونَ الصَّحْبِ أَصْحابا
وَ اشْتاقَتِ القُدْسُ مِنْ وَجْدٍ لِجَبْهَتِهِ فَـاسْتَبْقَتِ العَزْمَ في الْعَيْنَيْنِ لَهّابا
يـامَجْدُ مالَكَ في الجَفْنَيْنِ تُسْكِنُهُ؟ أَراقَكَ الـطُّهْرُ أَمْ أَلْفَيْتَ أَحْبابا؟
أَمْ أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ الْحَقَّ في يَــدِهِ صُبْحٌ مِنَ الْقٌدْسِ مِنْهُ لَيْلُهُمْ هـابَا
فَاجْلِسْ على الْعَرْشِ مَزْهُوّاً بِمَلْبَسِهِ قَدْ أَوْشَكَ الْفَتْحُ يُلْقي الْفَجْرَ أَثْوابا
نبذة شخصية عن الشاعرة أمل طنانة
( لا قيمة للحياة من غير همٍّ كبير، من غير قضيّة).
من أقوال الشّاعر العربيّ الكبير سليمان العيسى، الّذي تعتبره الشّاعرة أمل طنانه معلّماً لها، بل لعلّه الشّاعر العربيّ الأوّل-كما تراه اليوم- لما لشعره من دور في خدمة القضايا العربيّة، وتربية الأطفال على حمل الهموم الوطنيّة، تمهيداً للقيام بالدّور المنتظر للأجيال العربيّة النّابتة.
ولدت الشّاعرة أمل طنانه في مدينة بنت جبيل في أقصى جنوب لبنان عام 1965م، وعاشت مع أسرتها في سوريّة، كحال الكثير من العائلات اللّبنانيّة الجنوبيّة.
والدها نمر طنانة من بنت جبيل.
والدتها نورة رمضان، سوريّة الجنسيّة. عملت مديرة مدرسة لسنوات طويلة، ومنها استمدّت الشّاعرة الاهتمامات الأدبيّة والتّربويّة، وربطتها بكتاباتها الّتي بدأت مبكرة، فعمل والداها على تشجيعها وتنميتها.
في دمشق تلقّت الشّاعرة دراستها الابتدائيّة والإعداديّة والثّانويّة، فأظهرت اهتماماً بالأدب والشّعر، وتفوّقاً في اللّغة العربيّة وفي الأدب والتّعبير.
عادت الأسرة إلى لبنان للاستقرار فأكملت الشّاعرة دراستها الجامعيّة، وحملت إجازة في الأدب العربيّ، لتعمل بعدها في التّعليم، وتتابع دراساتها العليا في التّربية.
خلال عمل الشّاعرة في التّعليم مارست هوايتها في الكتابة، فكتبت الشّعر والقصّة والمناهج التّربويّة والتّعليميّة للأطفال، كما كتبت العديد من المقالات الصّحافيّة الّتي نشرت في بعض المجلاّت.
إِلتزمت الشّاعرة بالأدب والشّعر الوطني والدّيني، خاصّة في أدب الأطفال، واعتبرته رسالتها الّتي تمكّنها من التّأثير في تربية الأطفال وتهيئتهم لمواجهة المعارك المصيريّة الكبرى المفروضة على أمّتنا.
لها ما يزيد على العشرين مسرحيّة إنشاديّة للأطفال، تحكي عن الدّين والوطن والتّربية والسّلوك، منها ما يختصّ بموضوع الحجاب الشّرعيّ( تكليف الفتيات) ومنها ما يختصّ بالمناسبات الإسلاميّة الأخرى:( مولد النّبيّ محمّد(ص)، ومولد الإمام عليّ(ع)، وأعياد المسلمين، وذكرى عاشوراء)، وغيرها من المناسبات: ( أغلى من دمي، الهديّة، شروق، القنديل، بائعة الكبريت).
ومنها ما يختصّ بالعمل الجهاديّ المقاوم: ( عودة الفرح، القمر العائد).
ومنها ما يهتمّ بالمواضيع العلميّة المصاغة بقالب شعريّ:( هي الرّبيع).
لها ما يزيد على الخمسين نشيداً للأطفال، معظمها أناشيد وطنيّة، إضافة إلى إعدادها برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة خاصّة بالأطفال.
نالت جائزة الإبداع عن برنامج (تحكي الأشياء، لإذاعة النّور) في مهرجان الفنّ والإبداع للعام 2004م.
شاركت الشّاعرة في عدد كبير من المهرجانات والأمسيات الأدبيّة والشّعريّة، وحاضرت في مواضيع أدبيّة وثقافيّة كثيرة، منها: المقاومة بين الحرّيّة والإلتزام، فنّ الكتابة والتّأليف، قصص الأطفال الهادفة، مسرح الطّفل، ... إلخ..
لها نتاج وافر من قصص الأطفال الدّينيّة والتّربويّة النّاجحة، منها: قصص الأنبياء، قصص الأئمّة(ع)، السّيرة النّبويّة، السّيرة العلويّة، السّيرة الفاطميّة، أصحاب الرّسول(ص)، كليلة ودمنة، قصص بهلول للأطفال، الفقه الميسّر للأطفال، علّم الإنسان. إضافة إلى مشاركتها في وضع عدد من الكتب المدرسيّة في اللّغة العربيّة وفي التّربية الإسلاميّة.
لها كتاب شعريّ واحد (هذا هو الحبّ)، ولها كتابان شعريّان مخطوطان في طريقهما إلى النّشر.
يمتاز شعرها بصدق العاطفة وعمقها، والتزامها بالوزن يضعها بين شعراء الكلاسيكيّة. ولا تريد الشّاعرة أن تخرج من هذا الإطار الشّعريّ، فهي تعشقه وتضع كلّ قصيدة خارجة عن الموسيقا والوزن في باب النّثر الأدبيّ وليس الشّعر.
تصرّ الشّاعرة أمل طنانه على أن تضع نفسها بين هواة الشّعر، وتقول أنّ الشّعر لا يُحترفُ، ولكنّها ترى أنّ بينها وبين الشّعراء الكبار آلاف السّنين الضّوئيّة. وما تزال تعمل على تنمية قدراتها الشّعريّة، معتبرة أنّ أهمّ واجب من واجبات الكلمة اليوم هو: خدمة قضيّة العرب الكبرى والأساسيّة في تحرير القدس الشّريف، ودعم مقاومتنا الباسلة، إضافة إلى رفد الأطفال بثقافة المقاومة في سنّ مبكرة، عن طريق تقديم الفنّ الشّعريّ والأدبي الرّاقي إليهم، بما يتلاءم مع مستوياتهم اللّغويّة.
* * * * *
ملاحظة : ان موقع دار الأمير للثقافة والعلوم لا يتحمل اي مسؤولية بالآراء والمواضيع المطروحة في هذه الصفحة ، و ليست بالضرورة تمثل رأي الموقع |