الحسين (ع) أعظم مغلوب منتصر
محمد حسين بزي
عاشوراء، تعيد سنويًا للقلوب المقهورة التي سلبت – في هذا العصر – حق الإختيار، بل حتى حقّ الإحساس، وللعيون التي سلبت حق الرؤية بل حتى حقّ البكاء، وللحناجر التي سلبت حقّ الصراخ بل حتى حقّ الأنين، تعيد لها حقها السليب.
وقد صنع- الحسين – عاشوراء من الكرامة المجروحة التي تحن الى الأنين ولكنها تأبى، وتستحي... ومن الإبتسامة المحفورة على الشفاه بالقهر وهي تخفي في أعماقها صراخًا وعويلًا، ومن الوداعة المفروضة على الوجوه التي تكتم في داخلها رياح التمرّد والثورة... صنع منها:" شهيدًا يتحرك ويخطو على الأرض".. وأينما ولى هربًا فثمة كربلاء، وأي شهر يهلّ فهو محرّم، وأي يوم يمر به فهو عاشوراء..
هذا الكتاب الذي بين أيدينا " الحسين وارث آدم " يقدم بعض الأعمال التي تناول فيها شريعتي عملية تنقية مفهوم الدين وإعادته إلى صيغته الأولى، وبخاصة تلك الأعمال التي تتسم بالجاهيرية وتتميّز بالمباشرة.. وتتصف بهذا الوضوح الذي يميز ما يقدم إلى الجماهير مباشرة من فكر وهي بالطبع غير أعماله الفكرية التي تتسم بالبعد التنظيري مثل " معرفة الإسلام " و" تاريخ ومعرفة الأديان " و" تاريخ الحضارة ".
*الكتاب: الحسين وارث آدم
من إصدارات دار الأمير في بيروت
تأليف: الدكتور علي شريعتي
ترجمة، تحقيق: د. إبراهيم دسوقي شتا.
![]() |