|
|
حفل توقيع حاشد لكتاب
" التّكفير ـ ضوابط الإسلام وتطبيقات المسلمين "
برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ، نظمّت دار الأمير للثقافة والعلوم حفل توقيع وندوة حول كتاب التكفير لمؤلفه الشيخ الدكتور أكرم بركات ، وذلك عصر يوم الاثنين الوقع فيه 16/6/2014 في قصر الأونيسكو – بيروت ، بحضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد و عدد من النواب الحاليين والسابقين ، ولفيف من العلماء والسياسيين وأساتذة جامعيين وحشد كبير من المهتمين.
بعد النّشيد الوطني اللبنانيّ، كلمة مدير عام دار الأمير محمّد حسين بزّي الّذي أدار الندوة ، وقد شدّد على "ضرورة استعادة المفهوم الحقيقيّ للدين الإسلاميّ القائم على الحبّ". وقال: نحن نحتاج إلى صيرورة معرفية تنتج الحب كي نصنع التاريخ الذي يريده الله منّا.
لأنّ زخرفة العلم، وبهرجة الانزياحات المتعصبة للأفكار لا تنبي إنساناً خليفة، ولا سعادة مزيفة طالما أتحفنا الغرب بها ككبسولاتٍ وحقنٍ وظفها في النهب والاستعمار لثرواتنا وبلادنا حسب حاجاته زماناً ومكاناً، ولم يكن أخرها دعم ورعاية وحماية قوى التكفير في العالم الإسلامي.
وضرورة العودة إلى كلّ ما قاله وكتبه الإمام الخمينيّ والتّمعّن فيه ، وإعادة إنتاج خطابه الوحدوي والمعرفي في المحافل العلمية والأكاديمية بلغة تحاكي متطلبات العصر ، لنوفر على أنفسنا الكثير من المسافة بين الساعة والبوصلة.
وتابع " بزي " هذا الإمام المجدّد العاشق والمحبّ ؛ لاسيّما ما يتعلّق بشعار التّوحيد وإتّحاد المستضعفين ، ومعه شعار الوحدة الإسلاميّة الّذي لطالما رفعه الإمام يجدر بنا التوقّف عنده والتدبّر فيه كي نستحق بركة الاستخلاف في الأرض .
ثمّ كانت كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشّيخ نعيم قاسم ، بارك فيها للشّيخ أكرم بركات شهادة الدّكتوراه ، مثنياً على جهده القيّم الّذي بلوره في هذا الكتاب ، لاسيّما في هذه المرحلة العصيبة على العالم العربيّ والإسلاميّ الّذي يترنّح تحت وطأة ظاهرة سرطانيّة ووباء تكفيريّ خطير؛ مشيرًا إلى أهميّة "هذا الكتاب في مجال فهم هذه الظّاهرة الغريبة وأصولها، وبالتّالي معالجتها"؛ فهذا الكتاب يشكّل مرجعاً لأيّ باحث أو مطلّع من خلال ما يقدّمه من معلومات قيّمة وواضحة عن النّشأة التّاريخيّة للتّكفير، بحيث استند المؤلّف إلى آراء كبار العلماء والفقهاء سنّة وشيعة ، لأنّ التّكفير لا يواجه الشّيعة فحسب بل الإسلام ككلّ .
ولفت الشّيخ قاسم إلى أنّه لا يمكن تعريف الإسلام من حقيقة المسلمين ، بل نعرّف المسلمين من خلال الإسلام ، وقال لو أردنا تعريف التكفيريين لوجدنا أنّهم يخالفون بديهيّات الدّين الإسلاميّ وأولويّاته ، هم خوارج العصر الّذين خالفت أعمالهم شعاراتهم ، فهم ضدّ جميع الأديان" .
وحمّل "أميركا وعددًا من الدّول الإقليميّة والعربيّة مسؤوليّة بثّ بذور هذه الظّاهرة في عالمنا العربيّ والإسلاميّ في سبيل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، ففشلوا في سوريا والعراق، كما فشلوا في حرب تموز ٢٠٠٦".
وأوضح الشّيخ قاسم بأنّ "التّكفيريّين يحملون مشروعًا خاصًا بهم، وسيتمرّدون على الجميع بمن فيهم الدّول الصّانعة والدّاعمة لهم" ؛ مشيراً إلى أنّ ما يحصل في العراق في الآونة الأخيرة أكّد صحة خيار حزب الله بالتّدخّل في الأحداث السّوريّة الّذي جنّب لبنان مغبّة ما يجري الآن في العراق، بل ربّما أسوأ من ذلك" .
وأكّد قدرة العراقيّين على "هزم التّكفيريّين ومشروعهم من خلال شحن الهمم والإرادة الصلبة ، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الخطر التّكفيريّ"؛داعياً إلى "تشكيل تحالف لكشف حقيقة هذه الظّاهرة الّتي تدّعي الإسلام زيفاً وعدواناً".
بدوره ، اعتبر مدير مركز الدّراسات المسيحيّة الإسلاميّة في جامعة البلمند ، الأب د. جورج مسوح أنّ "ظاهرة التّكفير دهريّة وليست دينيّة، وحرام نسبها إلى الإسلام"؛ لافتاً إلى "أنّ من يدعمها هم دهريّون يتلبّسون لباس الدّين نفاقاً ، لهذا على المسلمين محاربة هذه الظّاهرة وداعميها قبل غيرهم من الأديان الأخرى" .
وقال : المطلوب من المسلمين الاجتهاد لحضّ العلماء والفقهاء السنّة والشيعة على السّواء لتطوير مفهوم الدّين ، لاسيّما ما يتعلّق بالعلاقة مع الأديان الأخرى ، فعمليّة المواجهة يجب أن تبدأ من المستوى الفكري مّما يساعد على منع ظهور حركات مماثلة في المستقبل... وما تشهده المنطقة ليس سوى مؤامرة أميركيّة صّهيونيّة على شعوبها وأديانها لاسيّما الدّين الإسلاميّ" .
أمّا رئيس مركز السراج للبحوث والدّراسات الإسلاميّة الشّيخ د. خالد محرّم ، فقد لفت إلى "أنّ ظاهرة التّكفير من أكثر الظّواهر خطورة على السّاحة العربيّة والإسلاميّة ، حيث تحوّل الاجتهاد في كثير من الأحيان إلى بثّ بذور الفتن بين أبناء الشّعوب المتجاورة، بل بين أبناء الوطن الواحد والدّين الواحد" .
وقال: "من هنا لا بدّ من معالجتها وتخفيف تداعياتها تمهيداً لاقتلاعها من الجذور بالقضاء على الجهل والعصبيّات، وتمتين أواصر الوحدة والتّآلف، والرّجوع إلى فهم الدّين بمرجعيّة واعية، وتوعية الأمّة بأخطارها وتداعياتها، وتنقية التّراث الإسلاميّ من كلّ الغربيّات والإسرائيليّات الدّخيلة التي تشوّه إسلامنا".
وفي الختام ألقى الشّيخ بركات مداخلة شكر فيها المشاركين في الندوة والحضور و دار الأمير ، مؤكّدا ً على أنّ هذه الظاهرة الخطيرة يستوجب دراستها من مختلف الجوانب الاجتماعية والدينيّة والثقافية والأمنيّة ... لافتاً إلى أنّه يقدّم في هذا الكتاب رؤيته المتواضعة للجانب العقائدي لهذه الظاهرة ومدى ارتباطها بحقيقة الدين من خلال عدّة أسئلة يطرحها في الكتاب ويجيب عنها مستشهداً بجملة من أراء كبار فقهاء ورجال الدين.
لقطات من الحفل
|
عدد القراءات
6190 |
|
|