إيمان دعبل شاعرة بمثابة فراشة في دهشة الضوء
لَمّا استبد الدمع
يشرب مائي
ويذيب ملح الحزن
في معنائي
لم يبقَ لي إلاّ رذاذ قصيدة
كادت تلاشى
في جفاف دمائي
أشعلتُها
كان الفتيل أناملي
وأضأتُها
حين افتقدت ضيائي
من أول الشطر
انشطرت تشرُداً
وإذا الشظايا
نهنهات بكائي
وعلى امتداد النّظم
كان تبعثري
كل البلاغة
لا تعيد بنائي.
هذه القصيدة الراقية اختارتها الشاعرة عن سبق إصرار لتكون الصفحة الثانية من غلاف ديوانها.. وربما وجهت بها رسالة لإعادة بناء النص الشعري رغم أنها نأت بالبلاغة عن إعادة بنائها كما ختمتْ.
" فراشة في دهشة الضوء " ديوان شعر صدر عن دار الأمير في بيروت (2012) للشاعرة البحرينية إيمان دعبل .
يقع الديوان في 236 صفحة من القطع المتوسط موزعة على قصائد غاية في الشفافية واللغة الشعرية الراقية في التعبير والتصوير.
بعد الإهداء تنتقل الشاعرة لحياكة الضوء.. ويبدأ القسم الأول من الديوان تحت عنوان:
حائكة الضوء تنسج وحيها ..!
وهنا تُفرد الشاعرة فسطاط قصائدها
عشٌ ...في سدرة العشاق.. أول الضوء .... قديسة الحلم السماوي .... عبور الكنايات .... فراشة على كتف الغدير .... ومشى الشعر على الماء .... فراديس الوصال .... قبضة من أثر البتول .... ورد على شفاه الغيم .... نجمة من نسل أحلى قمرين .... هل مرّ من أهوى هنا؟ .... عربدة تسبيحة سكرى .... وكأن العشق دنٌ .... غرق بين لجّتين ....المريدون .... توسّلٌ على طريقة آدم .... حتى صفحة 125 من الديوان.
ثم يبدأ القسم الثاني من الديوان تحت عنوان:
مرثيّة الفراشة التي تكاد تضيء .. وهنا تنتشر القصائد معصومات الخيال إلا عن جمال ودهشة، فتبدأ بــ
قاب فناء أو أدنى .... ضوءٌ ... وقلبي مرايا .... وميضٌ من اشتعالات الشوق .... حديث القرنفلة .. وخيانة الماء .... من سالف الحزن .... من حيث ما كُسر المصباح .... العابرون ضفاف النور .... اقرأ بسم الذّبيح .... جهة الضّياء السرمدي .... من في جمالك؟! .... غزل فراشات في هطول السّنا .... وتختم الشاعرة ديوانها الفراشة بـ أيقونة الصبر / زينب في صفحة 225 من الديوان.
فراشة في دهشة الديوان أكثر من ديوان، و إيمان دعبل شاعرة دهشة أصيلة في زمنٍ تشاعر فيه كثيرون.
محمد حسين بزي
|