مجــلة «شريعتي».. هـل من جدوى؟
تستعد دار الأمير البيروتية لإصدار مجلة فصلية تحمل عنوان «شريعتي»، معنية بمعالجة الأفكار التي شغلت أكثر المفكرين الإيرانيين جدلاً، علي شريعتي (1977)، علماً أن الدار تملك حصرية نشر وترجمة مؤلفات «معلم الثورة» إلى العربية، وهي قد أصدرت حديثاً المجموعة شبه الكاملة لمؤلفاته في أول طبعة بعد تدمير الدار في العدوان الإسرائيلي العام .2006 وإذا كان الاهتمام بشريعتي وترجمته إلى القارئ العربي مما لا تخفى فضائله الثقافية، فإن مشروع فصلية «شريعتي» تستدعي طرْح سؤال الجدوى، خصوصاً أن هذا اللون من الإصدارات ليس معهوداً، ويتطلب قراءات تخصصية قد لا تتوافر عناصرها الكافية. في بيانه لفكرة المجلة وطموحها يتحدث محمد حسين بزي، الباحث ومؤسس الدار، عن الثراء الفكري الكبير الذي يميز طروحات شريعتي، ما يجعل تأسيس فصلية تتمحور حولها ذات فوائد كبيرة، مؤكداً أن تأسيس الفصلية على تراث شريعتي لا يعني الوقوف عنده والانغلاق بداخله، «بل يذهب معه وبه إلى آفاق فكرية أكثر رحابةً واتساعاً ومعاصرة»، نافياً أن «تمثل مجلة (شريعتي) بأية حال من الأحوال تقوقعاً حول فكرة ما مهما كان عمقها المعرفي، أو طوافاً طقوسياً حول شخصية مهما على شأنها الفكري، إنما يطمح هذا المشروع إلى أن يقدم أنموذجاً ثقافياً للمسؤولية الفكرية في عالمنا العربي والإسلامي المستدرج من داخله ومن الخارج نحو تفكيك ذاته، ومسخها قسرياً في نسخ «معولمة» لا طعم ولا رائحة ولا لون لها، ويطرح بالتالي مسألة التغيير الاجتماعي كأحد أهم آفاقه الفكرية». سوف يكون نجاح الفصلية مرهوناً بالتزام إداراتها بهذه الرؤية، وبحيث تُحقق تحفيزاً بحثياً لإعادة التفكير في قضايا التغيير الاجتماعي في البلدان المسلمة، ووفق منهجيات تتلاءم مع ظروفها الراهنة. يُحاط ذلك بشكوك مشروعة في ظل ظاهرة التعثر والاحتجاب، التدريجي أحياناً والمفاجئ أحياناً أخرى، للدوريات الثقافية.
يُشار إلى أن العدد الأول من فصلية «شريعتي» ستتناول محوراً بعنوان «أصالة الإنسان.. بين شريعتي ومفكري الغرب» وستصدر بلغات ثلاث هي العربية، الإنجليزية، والفرنسية.
المصدر: http://alwaqt.com/art.php?aid=184088
الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم. |