مسألة المرأة
دراسات في تجديد الفكر الديني في قضية المرأة
... ثمّة حقائق تتجاوز إطاري الزمان والمكان، وأخرى سيّالة ومتغيّرة في حقيقتها... انطلاقا من هذا يُمكننا القول إنّ الدين والحقائق القدسيّة والمُوحى بها هي من النوع الأوّل، فلا تلبس لباس القديم والجديد. وأمّا الفكر الإنسانيّ فيصحّ أن يُوصف بالقديم والجديد.
ومتى كان متعلّق الفكر الإنساني هو الدّين، فإنّ هذا الفكر يتصّف أيضا بالجديد والقديم... وفي مجتمعنا لا بدّ من الاعتراف بوجود إشكاليّة تحت عنوان مسألة المرأة. فمنذ بداية هذا القرن وبتأثير من النُظُم الفكريّة والأيديولوجيّات الحديثة نلحظ أنّ الوضع الموجود للمرأة لا يرضي عددا مهمّا من النساء، فهن يشكين من التمييز، وانعدام المؤسسات المهتمة بالمرأة.
وهناك من يرى المشكلة مصطنعة، ولا وجود برأيه لشيء اسمه مسألة المرأة، وهناك من يرى أن مسألة المرأة هي مسألة بحجم الإنسانية كلها... ولذلك لا بد من العودة إلى الفكر الديني الموروث لتفحص إمكانياته وتمييز ما ينسجم منه مع روح الشريعة والنصوص الدينية الصافية مما تسرب إليه من مصادر غير دينية.