منذ أن تولى السيد
حسن نصر الله الأمانة العامة لحزب الله حدد بوصلة
الحزب باتجاه تحرير الأرض والاستعادة الأسرى، فنأى
الحزب ونفسه عن كل الصراعات الداخلية اللبنانية رغم
دخول المدوة البرلمانية ومشاركته في الانتخابات
البلدية اللبنانية، ومد جسور العلاقة مع كل القوى
والشخصيات العربية والإسلامية من أجل حشد كل الطاقات
وتوحيد الجهود في مواجهة إسرائيل.
وقد تميز بالوضوح
والصلابة والعزم والإرادة حتى قال فيه العدو والصديق
أنه شخصية العالم العربي الأولى، وجاءت زيارة الأمين
العام للأمم المتحدة كوفي عنان لتكرس هذا الدور وتضيف
أبعاداً دولية لهذه الشخصية التي قيل فيها أنها لغز
القرن الجديد، سيما بعد النصر الكبير الذي حققه لأمته
وشعبه في 25 أيار 2000م، بتحرير الجزء الأكبر من
الأراضي اللبنانية المحتلة واندحار العدو الصهيوني
خائباً ذليلاً.
وبعد النصر،
انتظره الكثيرون.. فهل بعد النصر القصر-على الطريقة
العربية-ذهب إلى القصر ولكن ليشكر رئيس الجمهورية
اللبنانية العناد إميل لحود ومن خلاله كل اللبنانيين
على دعمهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة وليبارك لهم
النصر المشترك. بعد النصر، ظل الهم الأكبر، كما كان
قبله، فلسطين والقدس والانتفاضة، ففي كل مقابلاته
وخطبه في المناسبات الدينية والسياسية والاجتماعية كان
يقول "لا تنسوا فلسطين وشعبها والشهداء والأحياء وأن
عدوكم واحد، وأن كل مصائبكم هي من إسرائيل".
سخر بالكثير من
التهديدات، ورفض الكثير من الإغراءات فالقدس قبلة
المسلمين الأولى ودعم انتفاضتها واجب كل مسلم ومسلمة
حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتحرير الكامل. في صفحات
هذا الكتاب اختار "محمد حسين بزي" بعض المقابلات
والخطابات التي يتحدث فيها سماحته عن كل القضايا
الإسلامية والعربية والدولية والمحلية حتى يتبين
للقارئ التعرف بشكل أعمق على هذه الشخصية الفريدة في
زمانها والعظيمة بإنجازاتها ومواقفها، كما أورد بعضاً
من مقالات التي نشرت حول السيد حسن نصر الله بما فيها
صحف العدو، كما أضاف فصلاً عن ولده الشهيد هادي نصر
الله، وأنهى هذه الطبعة بعدد من الدروس التي ألقاها
سماحته في بيروت "حول السير والسلوك إلى الله، ولم
تنشر حتى الآن.