هذا الكتاب
بالقرآن بعث محمد ليتمم مكارم الأخلاق، وإذ تختم به صلوات الله عليه وآله رسالات
ربه عز وعلا، فحسن الختام تأديب ومكارم.
هذه الأوراق تقارب جماليات هذا الختام، يلامس فيها الإمام
السيد موسى الصدر بشفافية مواطن الأدب الرباني الذي يأخذ بالنفس البشرية
-جسداً وروحاً- إلى محجة المكارم.
فسبحان من أدب، وصلوات وسلام على من تأدب، وكشف الله أمر من قارب جكاليات هذا
الأدب.
وإن حق لنا أن نلفت النظر إلى مميزات منهج
الإمام الصدر في تفسيره هذا، فهو مختص بالجانب
التربوي الاجتماعي، متوجهاً إلى الإنسان، دون ابتعاد عن جوانب أخرى يقتضيها المقام،
مستعملاً غاية التبسيط مع المحافظة على أن يجد العالم ما يشد فكره، ويتثقف من لم
يؤت من الغلم إلى قليلا.
يتضمن هذا الكتاب " دراسات للحياة " تفاسير قرآن للإمام الصدر وهي مفاهيم تربوية اجتماعية استقاها الإمام السيد موسى الصدر من الآي الكريم، فحملها في غسق الليل إلى القلوب الظمأى لكلمة الله عبر أثير الاذاعة اللبنانية طوال شهر رمضان المبارك. وتندرج هذه التفاسير ضمن سلسلة تحت عنوان " معالم التربية القرآنية " ... وهذا الكتاب هو الجزء الأول من السلسلة.