عبد الوهاب المسيري
من المادية إلى الإنسانية الإسلامية

الكتابةُ عن الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري مهمَّة صعبة من وُجوه عديدة، أولا لأنَّه عالم شديدُ الاتساع والثَّراء حتى أنه يكاد يكون صاحب مشروع متكامل لإعادة تأسيس العلوم الإنسانية وفق رُؤية عربية إسلامية (إنسانية) بعيدا عن تُراثها الضخم الواقع في أسْر المركزية الغربية، أو بتعبير آخر تأسيس »حداثة إسلامية «. وقد كانت الحصيلة إنتاجاً كبيراً يجمع بين الغزارة والعُمق والتنوع...

من ناحية أخرى، فإنَّ الدكتور عبد الوهاب المسيري مشروع ما زال يتحقَّق حتى الآن، وبالتالي فإنَّ الكتابة عنه وعن مشروعه الفكري هي محاولة للإحاطة بنبات ما زال ينمو ويعدُ بالمزيد، والكتابة عن الظواهر وهي لما تزل في حالة تشكُّل وتحوُّل وصيرورة، تنطوي على قدر من المغامرة.