فلسفة الوجود عند السهروردي
Existence in the Philosophy of Suhrawardi
رسالة
صغيرة الحجم، عظيمة القدر، دقيقة ومحددة، واضحة ومركزة، تخلو من الحشو والإطناب
الذي تتسم به الرسائل الجامعية. تجمع بين الماضي والحاضر. وتقرأ القديم بالهم
الجديد. وعلى هذا النحو يمكن تجديد الدراسات الإسلامية بدلاً من رؤيتها كتاريخ ماض
وترك الحاضر الذي ما زال امتداداً لها على نحو لا شعوري في رؤى العالم أو في سلوك
الناس. وتخلو من الأحكام الذائعة والنبرة العالية. كما تنأى عن أخذ المواقف بالدفاع
أو الهجوم، بالتبرئة أو الإدانة ولو أنّ القارئ يستطيع أن يستشف ذلك من بين السطور.
ليست الغاية من هذه المقدمة الصغيرة المدح والإطراء. فصاحب الرسالة غنيّ عن ذلك، [
قُتلَ الخرّاصونَ ]، [ وَدُّوا لوْ تُدهنُ فيُدهنون ]، ولكن الغاية السعي نحو
الكمال.
أ. د. حسن حنفي
في عمل الأستاذ الصديق محمد حسين بزي انشغال جديد مختلف يطمح إلى رؤية السّهروردي من زوايا أظن أنها ما زالت غائمة أو محتجبة، وإلى معاينة جهده الفلسفي في حدود مآلاته التي يشف عنها، ونهاياته التي يقود إليها، والآفاق القصية التي يفتحها العالم أمام الفكر، ويلقي بها أمام الوعي. وهو جهد يبشر بنمط جديد من التفكير في تراثنا الفلسفي، غني، خصب ومبدع، لما تتبدى ثماره أمام أعيننا بعدُ.
د. خنجر حميّة