هذا الكتاب
في القسم الأول من هذا الكتاب ثلاث دراسات تتنوع موضوعاتها وتختلف طريقة معالجتها، الأولى منها تنشغل بمشكلات الفكر والمعرفة والفلسفة في العالم العربي الحديث والمعاصر، وتلامس الملامح العامة للتيارات الفلسفية والفكرية التي اضطرب بها أفقنا الثقافي والفكري في خضم أحداث كبرى ووقائع. أما الثانية والثالثة متنصرفان إلى معالجة قضايا تتصل بالتصوف وبمذاهب فلسفية عرفاتية كان لها حضورها في فترة من فترات تاريخنا وتركت في مجمل مناحي ثقافتنا وفكرنا أثر الإثمى.
أما القسم الثاني من هذا الكتاب فهو يحتوي على دراسات ثلاث كذلك تهتم الأولى بتلمس فهم واضح لجوهر الظاهرة الدينية ولمعناها، وباكتشاف الكيفية التي بها يتم اختبار المعاني الدينية والمضامين الروحية في الأشكال المتنوعة للعيش وللحيا’، والطريقة التي من خلالها يتم تبصر المضامين المقدسة التي تم إسباغها على الدوام على أفعالنا واختباراتنا وتجاربنا الدينوية. أما الدراسة الثانية في هذا القسم فلقد اصنبت على مراقبة الكيفية التي تتبدى بها الأمكنة وعلى المضامين والمعاني التي تسبقها عليها كل رؤية دينية... والاختبارات التي تتمخض العلامة الخاصة للمتدين مع المكان، وتعالج الدرسة الثالثة موضوعاً شديد الحساسية والخطورة، وهو موضوع علاقة الدين بالحداثة أو بعبارة أكثر دقة موقع الدين في الحداثة، وموضوع علاقة الدين بالعقلانية أو الموقع الذي يحتله الدين في زمن سيطرة النزعة العقلانية.