على جناح سؤال

... الروافد الثقافية المتنوعة للأخ أحمد السعيد جعلت من شعره ذا مزاج فكري عميق، وجعل مادته غنية مكتنزة فنا وفكرا، برؤية تتجاوز الشكل والزخرف، كما أن بداياته الكلاسيكية لم تمنعه من الإطلاع على الإبداع الشعري الحديث كشعر التفعيلة أو ما يعرف بقصيدة النثر، ولم يكن دخوله إلى شعر التفعيلة هروباً من الوزن والقافية، إذ إنه متمكن أمكن من الوزن والتفعيلة ولا يعوزه في ذلك معوز، ولا أذكر أني قرأت له قافية محشورة أو بيتا محشوا.

ويبدو لي بعد هذا التطواف في إمكانات الشاعر أنني سأكون ثقيل ظل على القارئ الذي ينتظر بفارغ الصبر نهاية حديثي، فيدلف إلى الفن المضمَّن في هذا الديوان المكتنز فنا متألقا في سماء البيان.

محمد طاهر العصفور