هذا الكتاب
هكذا أصبح الصحّاف نجماً عالمياً، اكتسح العالم بقاموسه الجديد، ودخل التاريخ من أوسع أبوابهن أنه محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي الذي أطلق في اليوم للحرب عنان الكلام ليتلفظ بألفاظ يعتادها السامع العربي، وكانت غريبة عليه. وإن أشهر ما خرج من قاموسه كلمة "العلوج" ثم تليها كلمة "الطراطير". وقد وصف الصحاف الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا بأنهم: مرتزقة، وغزاة معتدون، ومجرمو حرب. بل ووصفهم أيضاً: بعصابة الأوغاد الدوليين. كما وصف الرئيس الأمريكي، بـ"الصغير والمجرم، متوعداً أن تتحول أرض العراق إلى نار تحت أقدام الغزاة.
أقنع الصحاف الجميع وأصبح وجهه الجاد المحتدّ الحامل للابتسامة الساخرة، وجهاً وصوتاً للتحدي العراقي، والناطق الرسمي العربي.
نعم نجح الصحاف في استقطاب الجماهير ورواد الصحافة في الأسبوعين الأولين للحرب، وكسب ثقة ومصداقية بينهم، لكن سرعان ما تقهقرت المقاومة وبدت الخيانة للعلن بعد سقوط بغداد، الذي يبقى سراً من الأسرار الذي تباعدت عنه عدسات الكاميرات، وعيون الصحافيين وتصريحات المحللين السياسيين.
فمن
وما الذي كان وراء كل ذلك؟!! وما هي حقيقة هذه الشخصية "الصحاف"
التي قادت الحرب الإعلامية الكبرى للجبهة المتزلزلة العراقية ومن هو هذا "الصحاف"
الذي استهوى بحديثه وتصريحاته أكبر رؤساء دول العالم؟!!
هذا من الحدثان اللذان برزا فور انتهاء الحرب العدوانية على العراق جعلا مؤلف هذا
الكتاب " الصحاف وأسرار سقوط بغداد " يغوص في
الصحف والمجلات ثم متابعاً، وبصورة متواصلة، البحث الدؤوب على شبكة الانترنت لصيد
المقالات الفنية، واقتباس أبرز التحاليل والكتابات المهمة في هذين الموضوعين،
للخروج بهذا الكتاب، والذي يعتبر، وبحق، صفحة من صفحات تاريخ العراق المعاصر.