هذا الكتاب
إنما للدعاء الإسلامي وجود يأتي بعد الواجب، وبعد العناء والعمل والكفاح والصبر. والذين خلّفوا لنا في التاريخ الإسلامي متون الدعاء الحقّة هم نموذج هذا المثال، وعلامة هذا الأمر. لقد كان هؤلاء في يقظة موصولة من أجل مناهضة العدو، وبلوغ السعادة، والقوة، والاستقلال والحرية، ومن أجل القضاء على كل ما يهدد الإنسان. لقد كانوا أبداً مجهزين مسلحين مسؤولين يخوضون المعارك الرهيبة من بعد أن يعد للحرب عدتها من المادة والروح. لم يكونوا منزوين، أو مترهبين أو لائذين بالجبل، لم يكونوا هاربين من المجتمع، ومن مساهمة الناس في أتراحهم وأفراحهم إلى دير أو صومعة ليمارسوا الدعاء والدعاء وحده.
وعن هذا الكتاب يقول المترجم سعيد علي الذي قام مشكوراً بترجمة الكتاب : " تحدث الدكتور علي شريعتي بهذا الحديث في قاعة (حسينية الإرشاد) بطهران، والحسينية هي المسجد أو الجامع الذي يزاول شعائر الإمام الحسين بن علي (ع)، في عام1970. وقد سلخت في ترجمته ستة أيام من شباط عام1973. وأنت تستطيع أن تقول أن هذه الترجمة قد نقلت الكلم الفارسي الى الكلم العربي. مثلما تستطيع ان تقول انها قد أدت المعنى فما أبهت للفظ. وذلك أنني قد سكبت المعنى في قوالب عربية يرتضيها الذوق العربي. فإذا ترجمت هذه الترجمة الى الفارسية جاءت بالكلم الفارسي عينه حيناً وبالمعاني نفسها أبداً. "