الفكر التربوي الإمامي
إيران نموذجاً
تقوم المدرسة الإمامية على مقولة رئيسة هي مقولة »الإمامة «، والطرح الفلسفي لهذه المقولة عند الشيعة يقوم على فكرة »ختم النبوة والدين « و » صلاحية الإسلام في كل زمان « بمعنى » أن الدين الإسلامي إِنَّما يمكن طرحه كدين كامل وشامل يستجيب لكلِّ الاحتياجات ولجميع البشر حتى نهاية العالم، فيما لو افترض وجود طريق لتوفير المصالح الضرورية للأمة في داخل الدين نفسه....
وقد ارتبط النظام التربوي المعاصر في إيران بالفلسفة الجديدة التي أصبحت تحكم المجتمع، فتم البدء في إعادة بنائه وصياغة أهدافه وفق التوجهات التي فرضتها الظروف والمتغيرات الجديدة، » وظهرت اتجاهات البحث والدراسة التي تضع الدين في مكانة رئيسة في النظام التربوي وتحدد علاقاته بكل عناصر العملية التربوية، المنهج، المعلم، التلميذ.. الخ..، كما ظهرت الاتجاهات التربوية الجديدة التي تهدف إلى صياغة الفكر التربوي الإيراني صياغة دينية وفقاً للمعطيات المعاصرة .«
وفي هذا الاتجاه نفسه تولدت الرغبة لدى رجال الفكر المتخصصين لسبر غور التربية الإسلامية، وأسلمة المؤسسة التربوية التعليمية في البلد الباحث عن الحقيقة (إيران) بغية الاستفادة منها على صعيد مشروع المصادر والمراجع الخاصة بالتربية الإسلامية وتعاطي الأفكار المنسجمة لتمهيد أرضية البحث والتقصي العلمي باتجاه إعداد الأنموذج للمتعلم، لذلك حظيت بحوث التربية في إيران بعد الثورة الإسلامية، وتأكيداً في السنوات الأخيرة باهتمامات فائقة، حيث تجسدت في أولويتين أساسيتين لدى الخطط والبرامج التربوية لوزارة التربية والتعليم هما: التربية الدينية والتربية الأخلاقية...