الصفحة الرئيسة البريد الإلكتروني البحث
سيّد الاستثناء النضيرالهبوط الآمن في صحراء شريعتيعلي شريعتي/ العرفان الثوريهبوط في الصحراء مع محمد حسين بزيهوية الشعر الصّوفيالمقدس السيد محمد علي فضل الله وحديث الروحعبد المجيد زراقط في بحور السرد العربيقراءة في كتاب التغيير والإصلاحبرحيل الحاجة سامية شعيب«إحكي يا شهرزاد» اهتمام بشؤون المرأة المعاصرةالنموذج وأثره في صناعة الوعيتبادل الدلالة بين حياة الشاعر وحياة شخوصهالشيعة والدولة ( الجزء الثاني )الشيعة والدولة ( الجزء الأول )الإمام الخميني من الثورة إلى الدولةالعمل الرسالي وتحديات الراهنتوقيع كتاب أغاني القلب في علي النَّهريحفل توقيع كتاب أغاني القلبإصدار جديد للدكتور علي شريعتيصدور كتاب قراءات نقدية في رواية شمسحريق في مخازن دار الأميردار الأمير تنعى السيد خسرو شاهيإعلان هامصدر حديثاً ديوان وطن وغربةعبد النبي بزي يصدر ديوانه أصحاب الكساءتوزيع كتاب هبوط في الصحراء في لبنانإطلاق كتاب هبوط في الصحراءصدور هبوط في الصحراءمتحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفينعي العلامة السيّد محمد علي فضل اللهندوة أدبية مميزة وحفل توقيعاحكي يا شهرزاد في العباسيةفي السرد العربي .. شعريّة وقضايامعرض مسقط للكتاب 2019دار الأمير تنعى د. بوران شريعت رضويالعرس الثاني لـ شهرزاد في النبطيةصدر حديثاً كتاب " حصاد لم يكتمل "جديد الشاعر عادل الصويريدرية فرحات تُصدر مجموعتها القصصيةتالا - قصةسِنْدِبادِيَّات الأرز والنّخِيلندوة حاشدة حول رواية شمسندوة وحفل توقيع رواية " شمس "خنجر حمية وقّع الماضي والحاضرمحمد حسين بزي وقع روايته " شمس "توقيع رواية شمستوقيع المجموعة الشعرية قدس اليمندار الأمير في معرض بيروتتوقيع كتاب قراءة نفسية في واقعة الطفدار الأمير في معرض الكويتمشاكل الأسرة بين الشرع والعرفالماضي والحاضرالفلسفة الاجتماعية وأصل السّياسةتاريخ ومعرفة الأديان الجزء الثانيالشاعرة جميلة حمود تصدر دمع الزنابقبيان صادر حول تزوير كتب شريعتي" بين الشاه والفقيه "محمد حسين بزي أصدر روايته " شمس "باسلة زعيتر وقعت " أحلام موجوعة "صدر حديثاً / قراءة نفسية في واقعة الطفصدر حديثاً / ديوان جبر مانولياصدر حديثاً / فأشارت إليهصدر حديثاً / رقص على مقامات المطرتكريم وحفل توقيع حاشد للسفير علي عجميحفل توقيع أحلام موجوعةتوقيع ديوان حقول الجسدباسلة زعيتر تُصدر باكورة أعمالهاالسفير علي عجمي يُصدر حقول الجسدصدر حديثاً عن دار الأمير كتاب عين الانتصارجديد دار الأمير : مختصر كتاب الحج للدكتور علي شريعتيصدر حديثاً كتاب دم ابيضاصدارات مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
الصفحة الرئيسة اّخر الإصدارات أكثر الكتب قراءة أخبار ومعارض تواصل معنا أرسل لصديق

جديد الموقع

سيّد الاستثناء النضيرالهبوط الآمن في صحراء شريعتيعلي شريعتي/ العرفان الثوريهبوط في الصحراء مع محمد حسين بزيهوية الشعر الصّوفيالمقدس السيد محمد علي فضل الله وحديث الروحعبد المجيد زراقط في بحور السرد العربيقراءة في كتاب التغيير والإصلاحبرحيل الحاجة سامية شعيب«إحكي يا شهرزاد» اهتمام بشؤون المرأة المعاصرةالنموذج وأثره في صناعة الوعيتبادل الدلالة بين حياة الشاعر وحياة شخوصهالشيعة والدولة ( الجزء الثاني )الشيعة والدولة ( الجزء الأول )الإمام الخميني من الثورة إلى الدولةالعمل الرسالي وتحديات الراهنتوقيع كتاب أغاني القلب في علي النَّهريحفل توقيع كتاب أغاني القلبإصدار جديد للدكتور علي شريعتيصدور كتاب قراءات نقدية في رواية شمسحريق في مخازن دار الأميردار الأمير تنعى السيد خسرو شاهيإعلان هامصدر حديثاً ديوان وطن وغربةعبد النبي بزي يصدر ديوانه أصحاب الكساءتوزيع كتاب هبوط في الصحراء في لبنانإطلاق كتاب هبوط في الصحراءصدور هبوط في الصحراءمتحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفينعي العلامة السيّد محمد علي فضل اللهندوة أدبية مميزة وحفل توقيعاحكي يا شهرزاد في العباسيةفي السرد العربي .. شعريّة وقضايامعرض مسقط للكتاب 2019دار الأمير تنعى د. بوران شريعت رضويالعرس الثاني لـ شهرزاد في النبطيةصدر حديثاً كتاب " حصاد لم يكتمل "جديد الشاعر عادل الصويريدرية فرحات تُصدر مجموعتها القصصيةتالا - قصةسِنْدِبادِيَّات الأرز والنّخِيلندوة حاشدة حول رواية شمسندوة وحفل توقيع رواية " شمس "خنجر حمية وقّع الماضي والحاضرمحمد حسين بزي وقع روايته " شمس "توقيع رواية شمستوقيع المجموعة الشعرية قدس اليمندار الأمير في معرض بيروتتوقيع كتاب قراءة نفسية في واقعة الطفدار الأمير في معرض الكويتمشاكل الأسرة بين الشرع والعرفالماضي والحاضرالفلسفة الاجتماعية وأصل السّياسةتاريخ ومعرفة الأديان الجزء الثانيالشاعرة جميلة حمود تصدر دمع الزنابقبيان صادر حول تزوير كتب شريعتي" بين الشاه والفقيه "محمد حسين بزي أصدر روايته " شمس "باسلة زعيتر وقعت " أحلام موجوعة "صدر حديثاً / قراءة نفسية في واقعة الطفصدر حديثاً / ديوان جبر مانولياصدر حديثاً / فأشارت إليهصدر حديثاً / رقص على مقامات المطرتكريم وحفل توقيع حاشد للسفير علي عجميحفل توقيع أحلام موجوعةتوقيع ديوان حقول الجسدباسلة زعيتر تُصدر باكورة أعمالهاالسفير علي عجمي يُصدر حقول الجسدصدر حديثاً عن دار الأمير كتاب عين الانتصارجديد دار الأمير : مختصر كتاب الحج للدكتور علي شريعتيصدر حديثاً كتاب دم ابيضاصدارات مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي

أقسام الكتب

مصاحف شريفة
سلسلة آثار علي شريعتي
فكر معاصر
فلسفة وتصوف وعرفان
تاريخ
سياسة
أديان وعقائد
أدب وشعر
ثقافة المقاومة
ثقافة عامة
كتب توزعها الدار

الصفحات المستقلة

نبذة عن الدار
عنوان الدار
About Dar Al Amir
Contact Us
شهادات تقدير
مجلة شريعتي
مواقع صديقة
هيئة بنت جبيل
اصدارات مركز الحضارة

تصنيفات المقالات

شعراء وقصائد
قضايا الشعر والأدب
ريشة روح
أقلام مُقَاوِمَة
التنوير وأعلامه
قضايا معرفية
قضايا فلسفية
قضايا معاصرة
الحكمة العملية
في فكر علي شريعتي
في فكر عبد الوهاب المسيري
حرب تموز 2006
حرب تموز بأقلام اسرائيلية
English articles

الزوار

13211870

الكتب

300

القائمة البريدية

 

علي شريعتي .. الهجرة إلى الذات

((في فكر علي شريعتي))

تصغير الخط تكبير الخط

علي شريعتي .. الهجرة إلى الذات

حسين زين الدين

zayneldin_250يعتبر الدكتور علي شريعتي أحد أعلام الفكر والإصلاح التنويريين  في الفكر الإسلامي المعاصر. ومن المعلوم أن شريعتي هو أحد رواد الحركة الإسلامية في إيران ومفكريها؛ و قد لعبت جهوده وأفكاره دوراً كبيراً في التعبئة الروحية والفكرية والسياسية التي مهدت للثورة الإيرانية، ولقد كان يسمى في بعض أوساط الشعب " معلم الثورة".

عنوان المقال هو عنوان كتاب صدر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي ببيروت، ويقع في (294) صفحة للدكتور جميل قاسم. حاول الكاتب أن  يقدم صورة شاملة تغطي لتكشف عن أهم إنجازات  الدكتور علي شريعتي خلال سنيّ حياته الحافلة بالعطاء، محاولا إلقاء الضوء على الجوانب الأساسية من فكر شريعتي، والظروف التي برز فيها، والدور النظري والتعبوي الهام الذي لعبه في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر.

بالإضافة إلى ذلك، كان كتابه يتضمن بين ثناياه على دراستين  كمدخل يعالج مفهوم الأيديولوجيا عند علي شريعتي، ومبادئ التنوير عنده.

فقد عهدت الدراسة الأولى " أسس التنوير عند علي شريعتي" للكاتب عبد الحسين خسروبناه، سجل فيها ملاحظاته على نظريات علي شريعتي خاصة المتعلقة بماهية التنوير وخصائصه.

فيما ذهبت الدراسة الثانية" العلاقة بين الدين والأيديولوجيا بين علي شريعتي وآخرين" للكاتب عبدالله نصري، إلى إلقاء بعض الضوء على تعريفات مفهوم الإيديولوجيا من وجهة  نظرة ثلاثة من المعاصرين هم : الشهيد مطهري والدكتور سروش مع التركيز على رؤية شريعتي لهذا المفهوم.

واعتمد الدكتور جميل قاسم في استعراضه لأفكار شريعتي على جميع كتاباته المنشورة،ومحاضراته، وماتوفرت من مقالاته ورسائله، التي تعبر عن أفكار منهجية.

ويذكر أن  علي شريعتي كان في كتاباته ومواقفه يركز على بعث الوعي، والعودة إلى الذات،  والإصلاح الديني والدنيوي، والتجديد الفكري. وقد انصّبّ اهتمامه كعالم اجتماع، في إطار " العودة إلى الذات"، على تصفية الجوانب السلبية للموروث، والنقد الحضاري للذات.

والسؤال الذي كان يقلق ويشغل فكر علي شريعتي، السؤال عن تخلف المسلمين وانبهارهم بالحضارة الغربية، وانحسار حضور الدين في ساحة الاجتماع الإنساني. هذا وغيره من الأسئلة دفعت بالدكتور شريعتي للبحث عن حقيقة المعرفة والهجرة إلى الذات، فكانت تساؤلاته عن الحياة والوجود والله.

وطبقا لوجهة نظر شريعتي، فإن التفكير الصحيح مقدمة للمعرفة الصحيحة، والمعرفة الصحيحة مقدمة للاعتقاد، وتوفر هذه الميزات الثلاث في الضمير الواعي، يوصل إلى الكمال.

hejraelaalzat_164ووضع شريعتي لنفسه رسالة مؤداها، تنقية الدين الإسلامي من شوائب التخلف والانحطاط، وإخراج الدين من صومعة الانعزال، وجعله من جديد، دين الحياة والكفاح الاجتماعي، ثم التركيز على الممارسة والدور الاجتماعي والسياسي للدين، بدل التركيز على الممارسة على الجانب الروحي ومراسم العبادة. وكان يريد من خلال العودة إلى أصالة الإسلام بناء منظومة إيديولوجيا إسلامية وفكرية متكاملة.  لكن هذه العملية لم تكن ممكنة دون التصدي لعملية مراجعة شاملة للتاريخ الإسلامي، ولكثير من المفاهيم والأفكار السائدة عن الإسلام.

وعلى رغم أن نظريات شريعتي تتسم بطابع التمسك بالدين،إلا أنها  تتضمن أسسا معرفية ومنهجية حديثه، والتي على أساسها اصطدمت حركته  بمعارضة فئة من السلطة و رجال الدين الذين رأوا في أطروحاته نوعا من البدع.

لقد حاول شريعتي في منهجه إن يجمع مابين نقده لإستانيكية  المجتمع ( الجامدة)، والتأكيد على الأبعاد الديناميكية في المجتمع والتاريخ والإنسان.

والتعريف بسيرة الدكتور شريعتي  خطوة ضرورية في التعرف بمنظومة أفكاره ومواقفه وأسلوب عمله من خلال التمحيص في أبرز المحطات التي أثرت في فكره وشخصيته.

ولد شريعتي عام 1933م لأب من كبار رجال الدين المفكرين، وتخرج من كلية الآداب بجامعة مشهد بدرجة الامتياز، ثم أوفد في بعثة إلى فرنسا؛ حيث نال الدكتواره في العلوم الاجتماعية، وعمل مدرسا في جامعة مشهد، لكن السلطة اعتبرت محاضراته خطرا عليها فطرد من الجامعة، لكنه لم يشأ أن يبتعد عن إيران، فقد كان يرى أن رسالته الأولى داخل بلده، وانتقل بعدها إلى طهران حيث زاول نشاطه الفكري الذي يدعو إلى تجديد في الفكر والتشيع وثورة على الطغيان وظل يلقي المحاضرات والدروس.
 لقد التف حول  حسينية الإرشاد جيل كامل من الشباب، واستطاع أن يحول المجتمع كله إلى جامعة يلقي فيها دروسه ومحاضراته. وقد أسس خمس لجان لتطوير النشاطات المتعددة.

وبالرغم من قصر عمره فإن شريعتي ترك ما يقرب من (120) مؤلفا ما بين الفلسفي والأدبي والروائي والتحريضي تتخذ كلها من الإسلام القبس الذي يضئ الطريق أمام المسلم المعاصر.

في مقالتي هذه سأحاول نقل بعض ماجاء به الكتاب من نظريات للدكتور علي شريعتي، مع التركيز على ما أراه مناسبا للمرحلة التي نعيشها.

العودة إلى الذات.

لعل مايميز الدكتور شريعتي هو أنه خلال  سنوات دراسته في فرنسا لم يتعرض لصدمة الحداثة،  ولم يفقد شخصيته وذاته الحقيقية، بل على العكس كانت  لتلك المرحلة فرصة سانحة  لكي يتعرف على حقيقة الحضارة الأوروبية. وعلى هذا الأساس ومن هذا الفهم وضع شريعتي أهم نظرة في فكره الحي الثوري، وهي  نظرة " العودة إلى الذات".

وانصبت جهود شريعتي كمناضل وعالم اجتماع،على النقد الحضاري للذات في دعوته إلى حركة إصلاحية دينية( بروتستانتية إسلامية) شبيهة بالإصلاح ( البروتستانتي المسيحي) في إبان الإصلاح الديني في أوروبا.

وقد تأثر شريعتي في أطروحة "العودة إلى الذات" بالاتجاه الراديكالي في العالم الثالث،ومنها أطروحة فرانز فانون صاحب كتاب( معذبو الأرض)، عمر أوزغان صاحب الكتاب ( الجهاد الأكبر)،الداعية في زمان الثورة الجزائرية إلى محور الاستعمار والاستقلال السياسي والثقافي عن الغرب الاستعماري.

وفي فرنسا درس الأديان وعلم الاجتماع الأدبي، وترك المنهج النقدي لعلم الاجتماع تأثيره عليه غير أنه لم يكن مقتنعا بالاتجاه الوضعي في علم الاجتماع.

وهناك تعرف على المذاهب الفكرية المختلفة،الفلسفية، والسوسيولوجيا وروادها أمثال هنري برغسون، وجان بول سارتر، وماكس فيبر، وتبنى وجهة أقرب إلى ماكس فيبر منه إلى كارل ماركس، في تفسير الظواهر التاريخية " السوسيولوجيا التاريخية ". موجها سهام انتقادات مهمّة للتفسير الماركسي المادي- الخطّي للتاريخ، دون أن يعادي الاشتراكية والماركسية- الديمقراطية، بل كانت مفاهيمه مساواتية اشتراكية، بصياغة إسلامية.

 وكان شريعتي يرى في الإسلام بين المذاهب الفلسفية المختلفة كالاشتراكية والرأسمالية، مذهبا وسطا، في تعامله مع المذاهب الفكرية الأخرى.

ويتوجه شريعتي في الدعوة إلى الذات، إلى كل مفكر مستنير وذي وعي مستقل، يريد أن يؤدي خدمة لوطنه ومجتمعه، ويحس برسالته الفكرية تجاه جيله وعصره.

ولا يجد شريعتي أن شعار " العودة إلى الذات" شعار ديني الطابع بالضرورة، ويجد أن المفكر الديني- أمثاله- يشترك في المسؤولية في العودة إلى ثقافة الذات والذاتية مع المفكر العلماني أمثال فرانز فانون وجوليوس نيريري  وجلال آل أحمد وهم من القادة المعاديين للاستعمار.

وهنا يبرز عند شريعتي التوجه التعددي القائم على الحق والاختلاف والاعتراف بين الإيديولوجيات الدينية والدنيوية، وتكون نقطة الارتكاز: الثقافة والهوية والتاريخ واللغة المحلية.

ويرى شريعتي بأن الذات الإسلامية هي الذات المقصودة ، ولكنها، ليست بصورة شعائر تقليدية وطقوسية،و إنما بصور إيديولوجيا ، علمية، إيمانية واعية.

علي شريعتي وماهية التنوير.

يعتبر شريعتي  من المفكرين القلائل الذين عالجت كتاباتهم مفهوم التنوير الديني وماهيته وآفاقه وإشكالياته. ففي تعريفه لكلمة " متنور"، يقول الدكتور شريعتي: المتنور هو  ذلك الإنسان الذي يعي ذاته، ويتمسك بما يؤمن، ويتحسس روح العصر وحاجاته بشكل جيد، ويملك رؤية نقدية صالحة، وقيادة فكرية واضحة، ويسعى استكمال هذه الرؤية من خلال ممارسته.

ويرى أن " رسالة المتنور هي هداية المجتمع ونوعيته، وليس دور المتنور تزعم المجتمع السياسي.فإذا استطاع المتنور توعية المجتمع وبث وعيه فيه، عندها سوف يخرج من بين الناس أفراد واعون يملكون المؤهلات التي تسمح لهم بالقيادة ومالم يخرج مثل هؤلاء إلى الوجود فإن رسالة المتنور لم تؤدَّ بعد".

وكان يعتقد أن من المهام الحياتية التي يجب على المتنورين في العالم الإسلامي أداؤها قبل أي مهمة أخرى " العودة إلى الذات"، و " التعرف على الشخصية الذاتية". فلقد انعكس هذا الشعار على مسيرة حياته وشخصيته.


علي شريعتي وهندسة الدين.

يملك علي شريعتي رؤية خاصة تجاه الأيديولوجيا، فالأيديولوجيا من وجهة نظره هي مجموعة معتقدات طبقة اجتماعية ما أو أمة من الأمم أو مجموعة من الناس. وهي شكل من أشكال الفهم الإنساني للعالم.

يقول شريعتي في هذا المجال: " الأيديولوجيا وعي الإنسان بنفسه، وبموقعه الطبقي والاجتماعي، ووضعه القومي، وتقدير العالم والتاريخ والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، وهي تساعده كذلك على تبرير ذلك الوضع وتفسيره، وعلى ضوئها يحدد واجباته ومسؤولياته والحلول التي يجب اعتمادها تجاه ما يواجه الإنسان في حياته، وأخيرا من الأيديولوجيا يشق الإنسان مواقفه الأخلاقية ونظامه القيمي، وقواعد سلوكه.."

بمعنى أن ما يمكن استنتاجه من كلام شريعتي، أن الأيديولوجيا تحدد الوجهة الاجتماعية لكل فرد أو طبقة، وتحدد نظام حياتهم الاجتماعي والفردي،و تساعد على تأسيس نظام القيم الأخلاقية، وتعد وسيلة من وسائل التغيير، تحمّل الإنسان المسؤولية وتخلق فيه حس الالتزام.
ويرى شريعتي أن الدين هو من جهة أيديولوجيا، ومن جهة أخرى هو تقليد اجتماعي، وتفسير ذلك أن الدين كونه تقليدا  أو سنة اجتماعية هو التصاقه بمجموعة العقائد الموروثة  المقبولة في المجتمع، فعلى هذا الأساس يتم تنبيه بشكل غير واع، أما كونه أيديولوجي، فإنه يعمل به على أساس الاختيار الحر.

ويعني أن الإنسان الذي يتبنى الدين في بعده الإيديولوجي، يستفيد منه لحل المشاكل  التي يعاني منها محيطه الاجتماعي الذي يعيش فيه.
وعندما يتحدث الدكتور شريعتي عن " الأيديولوجيا الإسلامية"، فهو يفهم من الإسلام معنى خاصا، أي الإسلام الذي يتحدث عن العدالة الاجتماعية، والحرية، والوعي، الذي يحرك الحراك الاجتماعي.

والإسلام - بحسب مايفهمه شريعتي-  دين الاجتهاد الاعتقادي والاجتماعي والاجتهاد العقلي، وليس دين التقليد والتعصب الذي لا يخضع لمنطق.

في معنى الحضارة.

يعرف علي شريعتي الحضارة بأنها مجموعة من البناءات والعطاءات والذخائر المادية والمعنوية للمجتمع الإنساني. أما الثقافة فهي عبارة عن البناءات والذخائر المادية والمعنوية لقوم أو عرف أو أمة من الأمم على طول التاريخ. بمعنى أن شريعتي يرى أن الحضارة تنتسب إلى البشرية جمعاء،أما الثقافة فتخص بجماعة أو قومية معينة.

يرى شريعتي بأن التحضر ليس الحضارة العيانية ( الخارجية)، وإنما مجموعة الذخائر والبناءات المعنوية والمادية التي تفتح استعدادات الإنسان وإمكاناته النوعية.

وثمة فرق بين الإنسان المتحضر والإنسان الحديث، يشير إليه شريعتي بقوله: الإنسان المتحضر هو الإنسان الذي حصل التغيير في أفكاره وعقليته وتفكيره،أما الإنسان الحديث فهو الإنسان الذي يحصل على الحضارة، في مظاهرها الخارجية، ولا يعني  هذا أن يكون متحضرا.

ويعتقد شريعتي أن الاعتراف بالتنوع الثقافي  يجعلنا قريبين من الوحدة الحضارية للبشرية. والتنوع الثقافي لا يقوم فقط على الاعتراف ، وإنما على الحق بالاختلاف. أما عن كيفية أن يتفاهم الإنسان الشرقي مع الغربي، فالجواب يكون من موقع إنساني، ومن موقع الإنسانية.
ويتنبأ شريعتي بمرحلة جديدة تتمحور حول الإنسان الجديد – لاشرقي ولا غربي- هو إنسان الغد أو المستقبل.

وفي الختام ..إن هذا الكتاب الذي لازمته لبعض الأيام في السفر لتحصيل المعرفة والثقافة غمرني بالكثير من التساؤلات حول ذواتنا الإنسانية، ومحاولة إعادة النظر إلى الحياة من جديد عبر ذواتنا الحقيقية، بعد تخليصها من شوائب الرجعية والتخلف، والخروج بها من صومعة الانعزال والانحباس، والانطلاق.

إنني أدعو الشباب -لا من باب التمجيد أو التقديس لشخصية هذا الإنسان- لقراءة سيرته وأفكاره ومواقفه التي قد يختلف البعض، ويتفق البعض الآخر معها،من باب أن هذه الشخصية الإصلاحية في عالمنا الإسلامي العارفة بقيمة تراثها وهويتها تستحق التأمل والوقوف عند معالمها، والاستلهام من نمير عطائها وحيويتها، لتشكل مع بقية الروافد فهما إنسانيا جديدا للحياة.
وأخيرا.. أقول ما قاله علي شريعتي عند تأثره بفانون : " لنذهب أيها الأصدقاء ونبحث عن ساحل آخر، ونخترق جدران الليل الظلماء، ونتسلل حثيثا من الظلمة التي عتّمت حياتنا لنخرج منها دون رجعة، وعندها يجب أن نجد سبيلا للوصول إلى ذلك اليوم الجديد الذي سنرفع فيه رؤوسنا شامخة فخرا بالمقاومة والصلابة التي أيدناها، ذلكم يوم الوعي والفكر الجريء الدائم التحدي".

 الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم.

30-09-2011 الساعة 04:57 عدد القراءات 5328    

مواضيع ذات صلة
الهبوط الآمن في صحراء شريعتيعلي شريعتي/ العرفان الثوريقراءة في الرؤية التوحيدية في فكر علي شريعتيالمثقفون وعلي شريعتي.. نظرة نقديةكيف نقرأ فكر علي شريعتي؟
الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

تعليقات القراء 1 تعليق / تعليقات

صلاح عبدالله: العصف الذهنى

03-11-2012 | 20-17د

لتجديد فكرنا وتراثنا الاسلامى لابد من احداث عصف ذهنى لمجتمعنا المتخلف دينا ودنيا

جميع الحقوق محفوظة لدار الأمير © 2022