الصفحة الرئيسة البريد الإلكتروني البحث
سيّد الاستثناء النضيرالهبوط الآمن في صحراء شريعتيعلي شريعتي/ العرفان الثوريهبوط في الصحراء مع محمد حسين بزيهوية الشعر الصّوفيالمقدس السيد محمد علي فضل الله وحديث الروحعبد المجيد زراقط في بحور السرد العربيقراءة في كتاب التغيير والإصلاحبرحيل الحاجة سامية شعيب«إحكي يا شهرزاد» اهتمام بشؤون المرأة المعاصرةالنموذج وأثره في صناعة الوعيتبادل الدلالة بين حياة الشاعر وحياة شخوصهالشيعة والدولة ( الجزء الثاني )الشيعة والدولة ( الجزء الأول )الإمام الخميني من الثورة إلى الدولةالعمل الرسالي وتحديات الراهنتوقيع كتاب أغاني القلب في علي النَّهريحفل توقيع كتاب أغاني القلبإصدار جديد للدكتور علي شريعتيصدور كتاب قراءات نقدية في رواية شمسحريق في مخازن دار الأميردار الأمير تنعى السيد خسرو شاهيإعلان هامصدر حديثاً ديوان وطن وغربةعبد النبي بزي يصدر ديوانه أصحاب الكساءتوزيع كتاب هبوط في الصحراء في لبنانإطلاق كتاب هبوط في الصحراءصدور هبوط في الصحراءمتحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفينعي العلامة السيّد محمد علي فضل اللهندوة أدبية مميزة وحفل توقيعاحكي يا شهرزاد في العباسيةفي السرد العربي .. شعريّة وقضايامعرض مسقط للكتاب 2019دار الأمير تنعى د. بوران شريعت رضويالعرس الثاني لـ شهرزاد في النبطيةصدر حديثاً كتاب " حصاد لم يكتمل "جديد الشاعر عادل الصويريدرية فرحات تُصدر مجموعتها القصصيةتالا - قصةسِنْدِبادِيَّات الأرز والنّخِيلندوة حاشدة حول رواية شمسندوة وحفل توقيع رواية " شمس "خنجر حمية وقّع الماضي والحاضرمحمد حسين بزي وقع روايته " شمس "توقيع رواية شمستوقيع المجموعة الشعرية قدس اليمندار الأمير في معرض بيروتتوقيع كتاب قراءة نفسية في واقعة الطفدار الأمير في معرض الكويتمشاكل الأسرة بين الشرع والعرفالماضي والحاضرالفلسفة الاجتماعية وأصل السّياسةتاريخ ومعرفة الأديان الجزء الثانيالشاعرة جميلة حمود تصدر دمع الزنابقبيان صادر حول تزوير كتب شريعتي" بين الشاه والفقيه "محمد حسين بزي أصدر روايته " شمس "باسلة زعيتر وقعت " أحلام موجوعة "صدر حديثاً / قراءة نفسية في واقعة الطفصدر حديثاً / ديوان جبر مانولياصدر حديثاً / فأشارت إليهصدر حديثاً / رقص على مقامات المطرتكريم وحفل توقيع حاشد للسفير علي عجميحفل توقيع أحلام موجوعةتوقيع ديوان حقول الجسدباسلة زعيتر تُصدر باكورة أعمالهاالسفير علي عجمي يُصدر حقول الجسدصدر حديثاً عن دار الأمير كتاب عين الانتصارجديد دار الأمير : مختصر كتاب الحج للدكتور علي شريعتيصدر حديثاً كتاب دم ابيضاصدارات مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
الصفحة الرئيسة اّخر الإصدارات أكثر الكتب قراءة أخبار ومعارض تواصل معنا أرسل لصديق

جديد الموقع

سيّد الاستثناء النضيرالهبوط الآمن في صحراء شريعتيعلي شريعتي/ العرفان الثوريهبوط في الصحراء مع محمد حسين بزيهوية الشعر الصّوفيالمقدس السيد محمد علي فضل الله وحديث الروحعبد المجيد زراقط في بحور السرد العربيقراءة في كتاب التغيير والإصلاحبرحيل الحاجة سامية شعيب«إحكي يا شهرزاد» اهتمام بشؤون المرأة المعاصرةالنموذج وأثره في صناعة الوعيتبادل الدلالة بين حياة الشاعر وحياة شخوصهالشيعة والدولة ( الجزء الثاني )الشيعة والدولة ( الجزء الأول )الإمام الخميني من الثورة إلى الدولةالعمل الرسالي وتحديات الراهنتوقيع كتاب أغاني القلب في علي النَّهريحفل توقيع كتاب أغاني القلبإصدار جديد للدكتور علي شريعتيصدور كتاب قراءات نقدية في رواية شمسحريق في مخازن دار الأميردار الأمير تنعى السيد خسرو شاهيإعلان هامصدر حديثاً ديوان وطن وغربةعبد النبي بزي يصدر ديوانه أصحاب الكساءتوزيع كتاب هبوط في الصحراء في لبنانإطلاق كتاب هبوط في الصحراءصدور هبوط في الصحراءمتحدِّثاً عن هوية الشعر الصوفينعي العلامة السيّد محمد علي فضل اللهندوة أدبية مميزة وحفل توقيعاحكي يا شهرزاد في العباسيةفي السرد العربي .. شعريّة وقضايامعرض مسقط للكتاب 2019دار الأمير تنعى د. بوران شريعت رضويالعرس الثاني لـ شهرزاد في النبطيةصدر حديثاً كتاب " حصاد لم يكتمل "جديد الشاعر عادل الصويريدرية فرحات تُصدر مجموعتها القصصيةتالا - قصةسِنْدِبادِيَّات الأرز والنّخِيلندوة حاشدة حول رواية شمسندوة وحفل توقيع رواية " شمس "خنجر حمية وقّع الماضي والحاضرمحمد حسين بزي وقع روايته " شمس "توقيع رواية شمستوقيع المجموعة الشعرية قدس اليمندار الأمير في معرض بيروتتوقيع كتاب قراءة نفسية في واقعة الطفدار الأمير في معرض الكويتمشاكل الأسرة بين الشرع والعرفالماضي والحاضرالفلسفة الاجتماعية وأصل السّياسةتاريخ ومعرفة الأديان الجزء الثانيالشاعرة جميلة حمود تصدر دمع الزنابقبيان صادر حول تزوير كتب شريعتي" بين الشاه والفقيه "محمد حسين بزي أصدر روايته " شمس "باسلة زعيتر وقعت " أحلام موجوعة "صدر حديثاً / قراءة نفسية في واقعة الطفصدر حديثاً / ديوان جبر مانولياصدر حديثاً / فأشارت إليهصدر حديثاً / رقص على مقامات المطرتكريم وحفل توقيع حاشد للسفير علي عجميحفل توقيع أحلام موجوعةتوقيع ديوان حقول الجسدباسلة زعيتر تُصدر باكورة أعمالهاالسفير علي عجمي يُصدر حقول الجسدصدر حديثاً عن دار الأمير كتاب عين الانتصارجديد دار الأمير : مختصر كتاب الحج للدكتور علي شريعتيصدر حديثاً كتاب دم ابيضاصدارات مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي

أقسام الكتب

مصاحف شريفة
سلسلة آثار علي شريعتي
فكر معاصر
فلسفة وتصوف وعرفان
تاريخ
سياسة
أديان وعقائد
أدب وشعر
ثقافة المقاومة
ثقافة عامة
كتب توزعها الدار

الصفحات المستقلة

نبذة عن الدار
عنوان الدار
About Dar Al Amir
Contact Us
شهادات تقدير
مجلة شريعتي
مواقع صديقة
هيئة بنت جبيل
اصدارات مركز الحضارة

تصنيفات المقالات

شعراء وقصائد
قضايا الشعر والأدب
ريشة روح
أقلام مُقَاوِمَة
التنوير وأعلامه
قضايا معرفية
قضايا فلسفية
قضايا معاصرة
الحكمة العملية
في فكر علي شريعتي
في فكر عبد الوهاب المسيري
حرب تموز 2006
حرب تموز بأقلام اسرائيلية
English articles

الزوار

13211942

الكتب

300

القائمة البريدية

 

البراغماتية الأمريكية الجديدة

((قضايا معاصرة))

تصغير الخط تكبير الخط

البراغماتية الأمريكية الجديدة : ومصير البشرية المبين ..

* بقلم: د.الطيب بيتي العلوي

mlytaiebbaiti_250ما فتئ منظرو الحداثة في الغرب يتهافتون على جمع المفاتيح بدون معرفة فتح أي  باب،ومدفوعون بنزعة غلو" الشكية Scepticisme;الديكارتية"، يستمرون في إثارة الجدل حول "التصورات" دون محاولة"التشكيك " في قيمها الجوهرية (الأخلاقية) ولا في تبعاتها السلبية على البشرية على المدى البعيد،... ولذا،فلم يثبت أن"الغرب الحداثي "فتح بابا وأحسن رتاجه : يقوم "بتصنيف" و"رص" الأفكار على السطح...، ولا "يحقق" أيا منها في العمق.. مثل الطفل الذي أصيب بحريق،ويريد إطفاء النار بأصبعه المحروقة.. ".. ص 13فصل" الأفكار والحضارة " للفيلسوف السويسري "Frithjof Schuon. "من كتابه. Perspectives Spirituelles  et Faits Humaints  .

مقدمة :

عندما يتم الحديث عن الفلسفة البراغماتية، أو(الذرائعية) – كرؤية معرفية "..، يعبر عنها في الغالب كمذهب انتقائي إعلائي بعيد عن التشويش،..وتعرض كتصور عقلاني موضوعي عملاتي ونفعي للحياة، بعيد عن الطوباويات والمثاليات...، تتكفل بترشيد شؤون الحياة، باستبصار وروية وتجرد، فتغلغلت هذه الفلسفة في كل مناهج التفكير الأمريكية ورؤاه المتنوعة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والتربوية، منذ أن تم وضعها-جماعيا- في أواخر القرن التاسع عشر على يد ثيولوجيين بروتستناننيين، ومؤرخين، ومشرعين قانونين، وفلاسفة، وتربويين، وعلماء نفس، فتحولت إلى عقيدة حياة، وربوبية كونية لدي الأمريكيين، ولذا،فمن التبيسط اختزالها إلى :

1- منهج  تفكير موضوعي نفعاني وإقعاني.
2- أو نظرية (اقتصادية - سياسية)، أو ديانة دنيوية عملية.
3- أو رسالة أخلاقية (عقلانية-بروتستانتية).
4- أو وصفة سلوكية عالمية ناجعة في "الأعمال التجارية والإدارية والمهنية ".

وهذه الاختزالات كلها تنم عن سوء فهم تعسفي للغرب بشمله ،وللخصوصية الأمريكية في ذات الوقت ..

فالبراغماتية، هي ثمرة حوصلة التساؤلات (الميتافيزيقية –الدينية-الوجودية) لكل الأمريكيين، منذ أن أبحر كولومبوس بأسطوله إلى مياه العالم الجديد،وصارت أمريكا في الأذهان صنواً لـ "الفرصة"، وأصبح بموجب ذلك مفهوم"التوسع" أسلوبا مفروضاً على الأمريكيين بحكم "ضرورة الوجوب الديني والوجود الحضاري" حسب المؤرخ والأنثربولوجي الأمريكي"فريدريك جاكسون تيريز".

وبذا، فإن "التوسع" هو النمط المنشود الذي حدد منذ البداية،الاستثنائية الأمريكية، وسر استمرارها، وسيحدد بالتالي "المصير المبين" للأمريكيين على المدى الأبعد، باعتبار أن البراغماتية الأمريكية أصبحت عملياً :نظرية شمولية يمكن تلخيصها بكل بساطة في هذه المعادلة :

"خطاب التأسيس للرئيس واشنطن، ومبدأ مونرو،ونقاط ولسون الأربعة عشرة، وميثاق الأطلنطي والأمم المتحدة لـ فرانكلين روزفلت، وخطة مارشال، والحرب الباردة،  وانهيار الاتحاد السوفيتي، وحربا الخليج وأفغانستان، والحملة على الإرهاب"..، بهدف تقديم أمريكا للعالم بصورة أكثر تعقلاً من الملكيات الامبريالية الأوروبية في القرن التاسع عشر،أو ديكتاتوريات القرن العشرين، أو الأنظمة الشرقية المارقة القادمة (من الصين إلى لبنان) في القرن الواحد والعشرين التي يطلق عليها في نظرية "المصير الواضح البراغماتية" ب "بلاد العماء المبين" حسب تعبير المؤرخ الأمريكي"جون فيسك" لتحقق أمريكا كما وصفها الرئيس أبراهام لنكولن : "آخر أفضل أمل للعالم".. فهل هي كذلك وهل تحول العالم تحت الهيمنة الأمريكية والغربية إلى "أفضل العوالم"....؟

 مدخل للسيناريوهات البراغماتية الجديدة القادمة :

لا مشاحنة في أن ما يحير أولئك المتتبعين الجادين للشأن الإنساني في هذا العالم الضنين، والزمن الأمريكي الصعب،- وخاصة وأن العالم مقبل يقينا على عالم ما بعد الأمركة- هو ما يحدث من هول ازدياد انحدار السلوك الأخلاقي البشري، واستشراء مظاهر اعتلال الحضارة الإنسانية على كل المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، وتفشي السلوكيات البربرية التي تقترن من قريب ومن بعيد بالنزعة "الأبوسية" الغربية التي طالت المعمورة منذ أن استفرد الغرب "بأنظومة القيم الإنسانية العليا" و "حصرية العقلنة لترشيد البشرية" التي أوصلت الغرب إلى ذروة إفلاسه وانحطاطه مع اكتمال تغريب العالم في شكل الإدارة الاستعمارية منذ عام 1914، ثم عاد الغرب نفسه مزهوا إلى الواجهة من جديد بحلته الأمريكية القشيبة، واستفراد هذا - الوليد الشرعي للإفلاس الغربي نفسه - بالقطبية الأحادية ،قصد إخضاع الأمم والشعوب والقارات،ووأد ما تبقي من القيم الإنسانية الكبرى المشتركة والمتوارثة لدى الشعوب والحضارات والثقافات الإنسانية المتنوعة والثرية...، وبقمع قيام أو انبعاث أية منظومة أخلاقية إنسانية منسجمة مع طبيعة الإنسان الأصيلة، وفطرة الكائن البشري.. خارجة عن الأنظومة الغربية المركزية.

 إذ تحول هذا "الوليد الحداثي" إلى "فرانكشتين" و "دراكولا" الذي لا تزيده مآسي البشرية إلا توحشاً و "تغولا" وهزءا وتعاليا، تحركه دوافع عدوانية كمونية "الهاموية"vampirisme الدموية الثاوية فيه، تلهب حميته "باثولوجية" التعملق المرضي المزمن المرافقة لتكوينه، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وعاد مثل ذلك "الكلب الضخم- الذي حشر في غرفة صغيرة، وكلما حرك ذيله توددا أو نفورا، إلا وحطم ما بالغرفة "على حد تعبير المؤرخ البريطاني "أرنولد توينبي" فيجرف معه البشرية إلى أتون الحروب والتدمير والأزمات المالية والمجاعات الكاسحة في زمن شعارات "العلم في خدمة الإنسانية" و"العقل  نبراس البشرية".

وأضحت الإنسانية - نتيجة لفلسفات القرن التاسع عشر الثلاثة المترابطة - فلسفيا- والمتقاربة  زمنيا :النفعية الأنجلو سكسونية (هوبزمل، هيوم، لوك) والصهيونية (هرتزل) والبراغماتية (بيرس – جيمس- ديوي) - تعاني من التشويش والفوضى واللايقين .

وأصبحنا نعيش بحق اليوم-بفضل الشعارات الزائفة لهذيانات"التحديث"والتقدم والرفاه والأخوة الإنسانية الزائفة، والعدل بين سائر البشر على الهدي (لأمريكي– الإسرائيلي–الأوروبي) ذلك السيناريو الأكثر قاتمة لما بعد عالم ألكسيس كارلايل، وجوته، ودانتي، ونتشه، واليوت، ويونسكو، وجيني، وأرابال، وأداموف، وبيكيت، وجيلبر، وجويس، وسارتر، وكامو،... حيث يبدو أن الغرب محاط ومدجج بالقوة التي توصل إليها بنفسه...، ولكنها في الجوهر قوة تحمل في جنينها "دودة الهدم الفتاكة" الكامنة فيه بسبب هذه القوة نفسها"كما يرى "جيلبر دوران".. مدير المعهد الحر للدراسات الأنتروبولوجية بباريس..

 فلم يعرف التاريخ البشري عصرا تفككت فيه كل المرجعيات والمنابع المنتجة للمعنى،كما نشهده اليوم ،بحيث أن ازدياد عدم اليقين أمام  تزئبق الرهانات الأساسية للإنسانية،وبسبب تفاقم وتسارع التحولات المطردة، وتدفقاتها الفجائية، التي تزايدت في الألفية الثانية،أصبحت ترعب المراقبين والمتخصصين في علوم الأناسة  في الغرب، لعجزهم عن استيعابها ومعرفة تجلياتها المستقبلية الحقيقية، حيث بدأنا نشعر،وخاصة بعد هول مظاهر"ألغاز" استنباث الأزمات المالية والاقتصادية الحالية والاختلاق "الهوليودي"المستمر للهزات والكوارث الطبيعية،أننا أمام مشارف عالم جديد مرعب، أكثر حلكة وظلامية ولغزا وضنكا  من كل العصور الفائتة، ونواجه حفنة مجنونة من البشر،تسير هذا العالم، لتطوح به في مطاوح البشاعة والقذارة ،بحيث لا يملك الباحثون سوى انتظار الاستمرار في استكشاف المزيد من الفواجع الكونية المحبوكة "الهوليودية" المقبلة التي تروج لها كل وسائل الإعلام الرسمية الغربية ،ووسائل الاتصال والشفوية والمكتوبة والمرئية، بتفريخ الأراجيف،والبهتان ، والفوضى، وتطوير نظريات"الخداع"المستعملة في لعبة 'البوكر" و"السيرك" في كل مجالات :علاقات شمال/جنوب، وشرق/غرب، أو إسلام/غرب،.. حيث سيزج بالبشرية  في المزيد من الوهم والإيهام والآمال والخزعبلات والتمويه والخداع،ولن يستطيع أحد أن يدعي اليوم،أن هناك من يمتلك مفاتيح استشراف كيفية الخروج من اجتياح هذه اللوثات  الغربية الجديدة،التي استظلت في الماضي القريب بأطروحات "التأليه العالمي للعلم  والتقنية" أو"النظام الآلي الجهنمي"Machinerie Infernal الذي تحول إلى تلك الأداة الجبارة، لاستعمار العقول والأرواح والأجساد،حيث أضاع البشر حثيثا إنسانيتهم وروحهم في سبيل البحث المهووس عن"الأداء" Performance،لهثا وراء انجاز"ربوبية السوق الواحدة" و"النظام العالمي الأوحد"و"الحكومة العالمية الوحيدة"التي بشرنا بها ألكسيس  كارلايل منذ الثلاثينات،وخرافة التنمية والرفاه -على حد تعبير الأنثربولوجي سيرج لاتوش- بعد التحضير العملي لإعادة تفكيك مناطق، ومسح دول، واجتتثات شعوب، ومحو حضارات،ودك بلدان،وذلك بعد أن كان العالم أثناء الحرب الباردة–حتى أواسط الثمانينات-لا يزال على مفترق الطرق،وكان مرتكزا على نماذج وقواعد واضحة، تتجلى في صراع القطبين الاشتراكي/ الرأسمالي..وممارستهما للعبة اقتسام الكعكة..-في إطار تجاذب القوى والمصالح المشتركة.

غير أن الزمان قد استكمل دورته، ولسخرية القدر أيضا - أطاح بإحداهما التي كانت الأقرب إلى موقع العبرة، وأخلى الميدان - من باب الاستدراج - لهيمنة الأخرى،لتزهو بإلوهية القطبية الواحدة، لتتسلط على الجهات المقهورة في المعمورة،.. والتي هي بدورها آيلة للسقوط بعد اكتمال نصابها لدفع أقساطها المتراكمة.

 والنتيجة أن وطنت بعض ألأطراف المستضعفة المستذلة والمقهورة نفسها على الانصياع الكلي والخضوع القهري،.. وأطرافا أخرى بالاكتفاء بالانتظار الطويل ألعدمي- مثل انتظار جودو العبثي في خرتيت صمويل بيكيت-، عما سيفعله أرباب العواصم الغربية الجدد،وعلى رأسهم رب الأرباب "زوس" الجديد "أوباما" بعد أن "أدلجت"أمريكا العالم كله بفرض"المقولة الواحدة"،والطرح الأوحد،والرؤية الكونية الواحدة ،وحشر البشرية في بوتقة "مصممة"أحادية "من منطلق انتقائي براغماتي  جديد نفعاني مادي ومهاجم.

بينما قررت أطراف أخرى المقاومة والصمود، مؤمنة بسنة التدافع الطبيعي على الأرض بين قيم الخير والشر، والسنن الكونية في تبدل الأمم، وتداول الأزمنة، وتغيرات الفصول، وتعاقب الليل والنهار.

و ستعيش البشرية- يقينا - في المستقبل القريب حماقات جديدة، قد عودنا الغرب على إستنباثها في مساره التاريخي الطويل منذ صليبيته و"نهضته" وتنويره وحداثته وملاحمه الاستعمارية، بإعادة تلفيق المسوغات الماكيافيلية، باسم"العقل" و"الأنوار"، تلبية لنداء أمهاته الأزلية الأولى (أثينا وروما وأورشليم) لاكتساح ما تبقي من هذا العالم الفسيح المتردي، الذي ضحى بكل قيمه الأخلاقية التقليدية إرضاء للأسياد والأرباب الكونيين الجدد،منجرفا إلى مفاهيم "صوماتية" جديدة تحت الطلب"الكوني العولمي"، ونزولاً عند طلبات ومتطلبات"حماقات"الحكومة العالمية الخفية "التي تحرك البشرية- من عليائها حسب مقاسات انحرافاتهاـ بعد أن ذهب الغرب بعيدا في "تقبير" الإنسان،والتاريخ، والثقافات،والمجتمعات والقيم،والحكمة و"العرفان" وكل ما يعنيه الحب الإنساني، أو البحث عن الخير الأسمى.

وأمام هذا الوضع المتهاوي.. وباسم "البراغماتية الجديدة،- بعد معاناة البشرية من البراغماتية الكلاسيكية-غدت انحرافات "التأورب" والتغريب" و"التأسرل" و"التأمرك" وتكللها على كواهل البشرية هي "نهاية الأمر من قبل ومن بعد " والقدر اللازب الذي مرد له، في أعين المهزومين والقاعدين والمرتعبين،والمنبهرين والمتأملين "الأرسطوطاليين" الثالثيين، ولم يبق أمام شعوب الجنوب- بعيداً عن نرجسية حكامهم،وخيانة نخبهم ومثقفيهم،سوى وجوب تلمس طريقها الأمثل، لمحاولة النفاذ لفهم مصيرها، وترشيده إلى التي هي أقوم بدل الانتظار و"المعاناة السيزيفية" و"التعذيب المازوشي" وترديد التساؤلات السمجة ،في ما إذا كان" أوباما مخلصاً للبشرية" (فهو اليوم قد بلغ الحضيض ولن يستطيع أن يخلص حتى نفسه لضمان عيشه) وترداد الكلام الأهبل للأعراب المتفرجين،في من سيكون السباق إلى ضرب إيران وسوريا ولبنان، أ إسرائيل أم أمريكا أم كليهما؟ ومن أي مكان؟ أ من جوف الأرض، أم من عنان السماء أم عبر البحر؟ بل أن هناك من يحذرنا حتى في التفكير في الدفاع عن أنفسنا ما دام أن هناك احتمال استعمال إسرائيل للنووي، وكأنها أصبحت مساحة وتعداد سكان، في حجم الصين يقيها صورها العظيم..

والحل يكمن في وضع حد للخطاب الإرهابي التبشيري التوسعي الإسرائيلي - الغربي  الأمريكي الجديد،الذي تم تعميمه وتبريره وفرضه أديولوجيا وفلسفيا وثقافيا في السابق تحت غطاء"كونية الحضارة الغربية"و"قيمها الإنسانية الأسمى"مما منحها–ولا يزال في نظر نخبنا المشوهة- واجب استمرار"عبء الرجل الأبيض"في استمرار تحمل مسؤولياته التاريخية الكبرى،ورسالته الحضارية لإنقاذنا من أمراضنا وتخلفنا ورزاينا وأوبئتنا،وتحرير نسائنا وأطفالنا ومجتمعاتنا من وطأة ربقة تقاليدنا وعاداتنا وثقافاتنا وتصوراتنا الكوسمولوجية.. "بتطوير "ذهنيتا" وتمريغ كرامتنا في الأوحال ومقاتلتنا إلى أن نخضع أو ننتهي أو أن نباد  كما أبيد الذين من قبلنا،عبر إعادة  استعمارنا من جديد،كما بدأ الترويج لذلك مؤخرا في الألفية الثانية بعد حرب الخليج الثانية في مراكز بحوث "الرجل الأبيض" بدعوى أن "السياسة الاستعمارية منذ عهد الإغريق ،مروراً بالرومان،وصولا إلى الحملات الاستعمارية لأوروبا في القرن التاسع عشر والعشرين، كانت تحركها أهدف نبيلة، تتمثل في نشر الإشعاع الحضاري لدى "الشعوب الهمجية - وخاصة الشرقية" - التي لم تعرف التحضر،وأن استقلالها وتحررها أضاع كل تلك المنجزات الإنسانية..."حسب تعبير الحرفي للمؤرخ والأنثربولوجي البريطاني"بول جونسون"...فهل سيتحول العالم مرة أخرى وفي أقل من قرن، في زمن أوباما وناتانياهو وساركوزي وميركل وبراون إلى"الأرض الخراب"من جديد، والى أسوأ الأزمان ..! وإلى عصر الحماقة ! وعهد الشك .! وموسم الظلام ! وشتاء اليأس؟ كما صرخ في بداية القرن الماضي"تشارلز ديكنز" في قصة مدينتين؟

أم أن نصرخ كما صرخ سيد العارفين بالله "رويم البغدادي" في أزمنة قديمة على الأرض العراقية، يشكو فيها إلى ربه ظلم الناس للناس صائحا".. فيا سماء اغضبي وأمطري، وأرعدي وأبرقي، ويا بحار ثوري وأهدري وأزبدي، ويا أرض زلزلي وانشقي وابلعي، فلم يبق على هذه الأرض من مستريح !!

* د.الطيب بيتي  المستشار الثقافي السابق بمنظمة اليونسكو  والباحث الانثروبولجي بباريس / فرنسا

 الآراء الواردة في هذه الصفحة تعبر عن آراء أصحابها فقط؛ ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار الأمير للثقافة والعلوم.

26-02-2010 الساعة 05:03 عدد القراءات 4294    

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

تعليقات القراء 1 تعليق / تعليقات

د . مــي خالد الطه: رأي في المقال

01-03-2010 | 14-00د

نسق من أنساق الأبداع .. هذا المقال .. بارك الله في القلم الذي بيديك .
********

قطيعُ .. مجنــونٌ مجنــون
ليس في رأسه شيء
ســــوى القرون
والشراع مثقوب مثقوب
تهاجر خلفه الكلمات
تزحف خلفه الظنون
والشراع مغلــوب مغلــوب
وصمت المهاجر
وصدى الهزيمة
تمــزقه العيـــون

جميع الحقوق محفوظة لدار الأمير © 2022