هذا الكتاب

هزيمة الإنتصار

عصرنا عصر عجيب. تقلبت فيه الحقائق، وانفرط فيه عقد الثوابت. الكل فيه يناضل من أجل البقاء وتثبيت المتحركات، مهما كان الثمن.

من، يا ترى، المسؤول الحقيقي عن التلوث، ثقب الأوزون والاتجار بالبشر؟ وهل ما يجري مجرد ظواهر، أم أنها متجهات فكرية وسياسية وفلسفية عولمية؟

هذا الكتاب " هزيمة الإنتصار "، يقترح منظوراً كونياً لما يجري من أحداث ويربطها برابط يجعلها أقرب إليك مما تتصور. أجل، قارئي العزيز، فالعراق وفكرة الاجتياح العسكري، أفغانستان وفكرة تواجد القوات الأممية وجهاً لوجه أمام الدب الروسي، ودارفور، والصومال، وباقي دول " الثقوب السوداء " لا تعدو أن تكون جزءاً لا يتجزأ من حقائق نظام حكم عولمي جديد. أجل، نظام حكم له قواعد فكرية واضحة، حتى وإن أخفته الزوابع التي تتقدمه، المآسي التي تماشيه والكوارث التي ندعو الله ألا تليه.

الغريب، كما أقترح في هذا الكتاب، أننا جميعاً، المنتصر منا والخاسر، مهزومون في ذلك النظام ما لم ندرك حجم الكارثة المحدقة بنا ونقف يداً بيد أمام ذلك الطوفان المبيد.